سنافي
23-10-2013, 12:55 PM
دعا سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي المفتي العام للسلطنة إلى ان تكون العلاقة بين المعلم وطلابه تسودها الحميمية والألفة فالمعلم مطالب بأن يحنو على طلابه ويغمرهم بمشاعر الأبوة والطالب عليه ان يحترم معلمه حتى تسود بينهما الحميمية والالفة.
وطالب سماحته في محاضرة قيمة بعنوان (وقفات مع أخلاق المسلم) قدمها بمعهد العلوم الشرعية أمس المعلمين بالتواضع لانهم من حملة العلم وصاحب العلم يدعو الى التواضع، فكلما زادوا علما زادوا تواضعا والحال نفسه بين الاباء والامهات فهم مسؤولون عن تربية أبنائهم هذه التربية.. تربية عملية تطبيقية فالواجب على الآباء ألا يخدشوا كرامة أبنائهم عند مخاطبتهم إيَّاهم ولا يصفونهم بما يكرهون امتثالاً لتعاليم الدين الحنيف الذي يحث على ذلك، وحتى لا يعتاد الابناء على ما عودهم عليه الاباء، فيظن الابن أن ذلك الفعل المشين الصادر من الاب صحيحاً، ولو لم يكن كذلك لما قاله الاب. مضيفاً: إنه يجب كذلك عدم تعويدهم على الكذب بحيث يترفع الأبوان عن الكذب أو الغيبة أو أي شيء من هذه الاشياء، وبالتالي يقلدهم الابناء فالتربية العملية التطبيقية أهم شيء وان العلاقة الطيبة يجب أن تكون هي السائدة بين جميع شرائح المجتمع حتى يكون مجتمعاً أخلاقياً من جميع جوانبه كما أن على حملة العلم ان ينشروا هذا العلم ويبينوه للناس.
وحث سماحته في محاضرته التي أقيمت على هامش النشاط الثقافي الذي دأب معهد العلوم الشرعية اقامته لطلابه سنويا طلبة العلم على التمسك بأهداف الدين القويم الداعي الى مكارم الأخلاق مبيّنا ان التواضع من سمة العلماء، موضحا عظمة هذا الدين الذي تدعو كل أخلاقه وتعاليمه إلى التواضع والمعاملة بالأخلاق الحسنة مستشهداً بقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (وخالق الناس بخلق حسن)، موضحا سماحته أن اركان الإسلام جميعها تنمي في الانسان معاني الأخلاق الفاضلة وتوقد في سلوكياته جذوة الأخلاق الحميدة بدءاً من الصلاة والزكاة والصيام الذي هو مدرسة أخلاقية، فليس هناك خلق أسمى من هذا الخلق حيث يقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (الصوم جنة فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني امرؤ صائم).. مبيناً هذه التربية الاخلاقية التي دل عليها هذا الحديث الشريف، بحيث يتعود المسلم ان يتحمل كل ألم وأذى من الآخرين، كما انه لا يقابل الاساءة بالإساءة وانما يقال الاساءة بالإحسان (وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ) وانه في حالة تعرض الصائم الى جهل الجاهلين فليرد عليهم بقوله: (اني صائم) بحيث يذكر الطرف الآخر انه في حالة عبادة، وان الرد غير الحسن يتنافى مع هذه العبادة، كما ان الحج ايضا فيه من الترابط والتعاون والتواد بين شرائح الامة ما فيه بحيث تلتقي تلك الجموع في العراص الطاهرة لتستذكر عهد هذه الامة منذ عهد سيدنا إبراهيم -عليه السلام- وحتى عهد سيدنا محمد -عليه أفضل الصلاة والسلام-.
مؤكدًا سماحته أن كل المعاملات في الاسلام تقوم على الاخلاق حيث يقول الحق جل وعلا: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ). وقوله سبحانه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ. يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ. يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) فهذه العبادة الربانية تأتي بما يوحد المشاعر بحيث يشعر كل احد اساء الى شخص آخر انما هي إساءة لنفسه مؤكدا ان هذه الاخلاق الفاضلة التي ربى عليها الاسلام أبناءه التي تنظم وتنمي العلاقات الحميمية بين الاسر خاصة والمجتمع عامة فالعلاقة في الاسلام بين الاباء والابناء انما هي علاقة مودة ورحمة مبنية على الاخلاق العالية بحيث تفجر مشاعر الرحمة والمودة والصلة بين الارحام، يقول الحق سبحانه بقوله: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا. وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا).
كما تطرق سماحته في محاضرته الى ذكر ما يعج به العالم اليوم من المشاكل الانسانية، ومن الانسلاخ الاخلاقي المنافي للفطرة، وان أخلاقيات الفطرة التي فطر الناس عليها لا اثر لها اليوم في بعض المجتمعات فهناك لا علاقة بين الآباء والامهات ولا بين الإخوة والأخوات، كل إنسان يهيم على وجهه. وان النبي الكريم بين أن منازل الناس يوم القيامة كل على حسب أخلاقه حيث يقول -صلى الله عليه وسلم-: (أقربكم مني منزلة يوم القيام أحاسنكم أخلاقا…..) فللأخلاق قيمة عظيمة فأم سلمة -رضي الله عنها- حينما كانت تسأل النبي -صلى الله عليه وسلم- ان المرأة المسلمة التي تزوجها عدة أزواج في الدنيا من سيكون زوجاً لها في الجنة، فقال النبي الكريم يكون أحسنهم اخلاقاً زوجاً لها.
وبهذا فالنبي الكريم يربي اصحابه على سمة الأخلاق وهو بنفسه عندما سئلت السيدة عائشة -رضي الله عنها- عن خلقه قالت: (كان خلقه القرآن) وهذه الاخلاق التي زكاها الحق سبحانه وتعالى: (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ) كانت تنعكس على أصحابه فكان كل واحد منهم صورة حيث للنبي الكريم وبتلك الاخلاق انطلقوا إلى أصقاع الأرض لنشر الدين القويم ساعدهم على ذلك ما يحملون من محاسن الأخلاق، وقد كانت أخلاقه هي السبب في قبول دعوتهم في أرجاء الدنيا وهذا ما اعترف به الاعداء حيث افصح الكثير منهم ان اخلاق المسلمين هي السبب في اعتناق الكثير من البشر هذا الدين الحنيف حتى يقول قائلهم: (ما عرف التاريخ ارحم فاتحا من العرب) فهذه الاخلاق هي التي فتحت القلوب الغلف وبالتالي تمكنوا من فتح الأمصار ونشر الاسلام. وان النبي الكريم يعلن البراءة ممن لم يلتزم بأخلاق الدين القويم حيث يقول -عليه الصلاة والسلام-: (ليس منا من لم يوقر كبيرنا ويرحم صغيرنا) فهو يعلن البراءة ممن لم يوقر الكبير ويرحم الصغير بحيث يلاطفه بحسن الخلق فيعتاد الطفل على حسن الخلق فكم هو حري ان تسود هذه الاخلاق بين الناس.
http://www.musandam.net/up//uploads/images/musandam4a46b54747.jpg (http://www.musandam.net/up//uploads/images/musandam4a46b54747.jpg)
كتب-سالم بن حمدان الحسيني - جريدة عمان - 23/10/2013م
وطالب سماحته في محاضرة قيمة بعنوان (وقفات مع أخلاق المسلم) قدمها بمعهد العلوم الشرعية أمس المعلمين بالتواضع لانهم من حملة العلم وصاحب العلم يدعو الى التواضع، فكلما زادوا علما زادوا تواضعا والحال نفسه بين الاباء والامهات فهم مسؤولون عن تربية أبنائهم هذه التربية.. تربية عملية تطبيقية فالواجب على الآباء ألا يخدشوا كرامة أبنائهم عند مخاطبتهم إيَّاهم ولا يصفونهم بما يكرهون امتثالاً لتعاليم الدين الحنيف الذي يحث على ذلك، وحتى لا يعتاد الابناء على ما عودهم عليه الاباء، فيظن الابن أن ذلك الفعل المشين الصادر من الاب صحيحاً، ولو لم يكن كذلك لما قاله الاب. مضيفاً: إنه يجب كذلك عدم تعويدهم على الكذب بحيث يترفع الأبوان عن الكذب أو الغيبة أو أي شيء من هذه الاشياء، وبالتالي يقلدهم الابناء فالتربية العملية التطبيقية أهم شيء وان العلاقة الطيبة يجب أن تكون هي السائدة بين جميع شرائح المجتمع حتى يكون مجتمعاً أخلاقياً من جميع جوانبه كما أن على حملة العلم ان ينشروا هذا العلم ويبينوه للناس.
وحث سماحته في محاضرته التي أقيمت على هامش النشاط الثقافي الذي دأب معهد العلوم الشرعية اقامته لطلابه سنويا طلبة العلم على التمسك بأهداف الدين القويم الداعي الى مكارم الأخلاق مبيّنا ان التواضع من سمة العلماء، موضحا عظمة هذا الدين الذي تدعو كل أخلاقه وتعاليمه إلى التواضع والمعاملة بالأخلاق الحسنة مستشهداً بقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (وخالق الناس بخلق حسن)، موضحا سماحته أن اركان الإسلام جميعها تنمي في الانسان معاني الأخلاق الفاضلة وتوقد في سلوكياته جذوة الأخلاق الحميدة بدءاً من الصلاة والزكاة والصيام الذي هو مدرسة أخلاقية، فليس هناك خلق أسمى من هذا الخلق حيث يقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (الصوم جنة فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني امرؤ صائم).. مبيناً هذه التربية الاخلاقية التي دل عليها هذا الحديث الشريف، بحيث يتعود المسلم ان يتحمل كل ألم وأذى من الآخرين، كما انه لا يقابل الاساءة بالإساءة وانما يقال الاساءة بالإحسان (وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ) وانه في حالة تعرض الصائم الى جهل الجاهلين فليرد عليهم بقوله: (اني صائم) بحيث يذكر الطرف الآخر انه في حالة عبادة، وان الرد غير الحسن يتنافى مع هذه العبادة، كما ان الحج ايضا فيه من الترابط والتعاون والتواد بين شرائح الامة ما فيه بحيث تلتقي تلك الجموع في العراص الطاهرة لتستذكر عهد هذه الامة منذ عهد سيدنا إبراهيم -عليه السلام- وحتى عهد سيدنا محمد -عليه أفضل الصلاة والسلام-.
مؤكدًا سماحته أن كل المعاملات في الاسلام تقوم على الاخلاق حيث يقول الحق جل وعلا: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ). وقوله سبحانه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ. يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ. يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) فهذه العبادة الربانية تأتي بما يوحد المشاعر بحيث يشعر كل احد اساء الى شخص آخر انما هي إساءة لنفسه مؤكدا ان هذه الاخلاق الفاضلة التي ربى عليها الاسلام أبناءه التي تنظم وتنمي العلاقات الحميمية بين الاسر خاصة والمجتمع عامة فالعلاقة في الاسلام بين الاباء والابناء انما هي علاقة مودة ورحمة مبنية على الاخلاق العالية بحيث تفجر مشاعر الرحمة والمودة والصلة بين الارحام، يقول الحق سبحانه بقوله: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا. وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا).
كما تطرق سماحته في محاضرته الى ذكر ما يعج به العالم اليوم من المشاكل الانسانية، ومن الانسلاخ الاخلاقي المنافي للفطرة، وان أخلاقيات الفطرة التي فطر الناس عليها لا اثر لها اليوم في بعض المجتمعات فهناك لا علاقة بين الآباء والامهات ولا بين الإخوة والأخوات، كل إنسان يهيم على وجهه. وان النبي الكريم بين أن منازل الناس يوم القيامة كل على حسب أخلاقه حيث يقول -صلى الله عليه وسلم-: (أقربكم مني منزلة يوم القيام أحاسنكم أخلاقا…..) فللأخلاق قيمة عظيمة فأم سلمة -رضي الله عنها- حينما كانت تسأل النبي -صلى الله عليه وسلم- ان المرأة المسلمة التي تزوجها عدة أزواج في الدنيا من سيكون زوجاً لها في الجنة، فقال النبي الكريم يكون أحسنهم اخلاقاً زوجاً لها.
وبهذا فالنبي الكريم يربي اصحابه على سمة الأخلاق وهو بنفسه عندما سئلت السيدة عائشة -رضي الله عنها- عن خلقه قالت: (كان خلقه القرآن) وهذه الاخلاق التي زكاها الحق سبحانه وتعالى: (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ) كانت تنعكس على أصحابه فكان كل واحد منهم صورة حيث للنبي الكريم وبتلك الاخلاق انطلقوا إلى أصقاع الأرض لنشر الدين القويم ساعدهم على ذلك ما يحملون من محاسن الأخلاق، وقد كانت أخلاقه هي السبب في قبول دعوتهم في أرجاء الدنيا وهذا ما اعترف به الاعداء حيث افصح الكثير منهم ان اخلاق المسلمين هي السبب في اعتناق الكثير من البشر هذا الدين الحنيف حتى يقول قائلهم: (ما عرف التاريخ ارحم فاتحا من العرب) فهذه الاخلاق هي التي فتحت القلوب الغلف وبالتالي تمكنوا من فتح الأمصار ونشر الاسلام. وان النبي الكريم يعلن البراءة ممن لم يلتزم بأخلاق الدين القويم حيث يقول -عليه الصلاة والسلام-: (ليس منا من لم يوقر كبيرنا ويرحم صغيرنا) فهو يعلن البراءة ممن لم يوقر الكبير ويرحم الصغير بحيث يلاطفه بحسن الخلق فيعتاد الطفل على حسن الخلق فكم هو حري ان تسود هذه الاخلاق بين الناس.
http://www.musandam.net/up//uploads/images/musandam4a46b54747.jpg (http://www.musandam.net/up//uploads/images/musandam4a46b54747.jpg)
كتب-سالم بن حمدان الحسيني - جريدة عمان - 23/10/2013م