المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : انطلاق فعاليات الندوة الدولية حول الحد من مخاطر الكوارث الطبيعية



حواليكم
29-10-2013, 02:20 PM
انطلقت صباح الأمس (الأثنين) بقاعة المؤتمرات بجامعة السلطان قابوس،فعاليات الندوة الدولية حول الحد من مخاطر الكوارث الطبيعية،والتي تنظمها وزارة التربية والتعليم ممثلة باللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم بالتعاون مع جامعة السلطان قابوس ممثلة بقسم الجغرافيا بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية ،وقد رعى حفل افتتاح الندوة معالي الدكتور أحمد بن محمد الفطيسي وزير النقل والاتصالات،وبحضور معالي الدكتورة مديحة بنت أحمد الشيبانية وزيرة التربية والتعليم،رئيسة اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم،وسعادة الدكتور علي بن سعود البيماني رئيس جامعة السلطان قابوس،وعدد من أصحاب السعادة الوكلاء والمستشارين،وبمشاركة مجموعة من الخبراء والمختصين الدوليين والمحليين،حيث يأتي تنظيم هذه الندوة تزامنا مع احتفالات العالم باليوم الدولي للحد من الكوارث الطبيعية،والذي جاء هذا العام تحت شعار "العيش مع الإعاقة والكوارث".
الأهداف
وتهدف هذه الندوة إلى تعزيز الوعي والإدراك بالمخاطر الناتجة عن الكوارث الطبيعية وسبل تعبئة الموارد الوطنية والدولية،ولفت الانتباه إلى المعاقين وأخذ خصوصيتهم في الحسبان أثناء الكوارث،وتحديد الاتجاهات والأولويات في العمل على المستوى الدولي والإقليمي والوطني لكفالة تنفيذ الإستراتيجية الدولية للحد من مخاطر الكوارث الطبيعية،وتبادل الخبرات والاستفادة من الممارسات الجيدة في مجال مبادرات الحد من مخاطر الكوارث الطبيعية في العالم.
نتائج الكوارث
تضمن برنامج الحفل على الكلمة الترحيبية والتي ألقاها محمد بن سليم اليعقوبي أمين اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم،والذي استهلها بالحديث عن خطر الكوارث ونتائجها، قائلاً: جميعنا يدرك ما تتعرض له الأرض من ظواهر طبيعية متنوعة،وما تخلفه هذه الظواهر من كوارث وأخطار منها ما هو مفاجئ كالزلازل، ومنها ما هو مستشعر حدوثه وتوقيته كالأعاصير والأنواء المناخية، ومنها ما هو متطور ومستمر على فترات زمنية طويلة كالجفاف والتصحر،هذه الكوارث وإن تنوعت أشكالها ومسبباتها إلا إن نتائجها تكون واحدة وهي الخراب والدمار والهلاك للحياة والعمران، تتطلب جهودا مشتركة وفعالة للتقليل من آثارها على كافة الأصعدة المحلية والإقليمية والعالمية،وكما الاتفاق على أشكال الكوارث ومسبباتها ونتائجها، فهناك إجماع بإمكانية تجنب بعضها أو التخفيف من حدتها، أو السيطرة عليها والتقليل من خسائرها،فمعظم الكوارث الطبيعية المرتبطة بتدهور البيئة كالجفاف والتصحر والحرائق وإن كانت طبيعية فهي مرتبطة بنشاطات بشرية مجحفة بحق البيئة أدت إلى هذه النتائج الكارثية، وكذلك الكوارث الأخرى كالفيضانات والزلازل والأعاصير التي يمكن التنبؤ بها، يمكننا السيطرة على نتائجها من خلال الاستعداد المبكر لها، واتخاذ الإجراءات والتدابير التي من شأنها التقليل من الخسائر البشرية والمادية على حدٍ سواء. ولعل أنظمة الإنذار المبكر وما يرافقها من توعية وإعلام هي صمام الأمان الوحيد للتقليل من مخاطر هذه الكوارث إلى الحد الأدنى.وأضاف أمين اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم،قائلاً: خلال الفترة من العام 2002م إلى العام 2011م تم تسجيل (4130) حدث كارثي حول العالم ناتجة عن مخاطر طبيعية، وتشير التقارير الدولية بأن أكثر من 226 مليون شخص يتأثرون بالكوارث سنويا، وأنه خلال الأربعين السنة الماضية نتج عن هذه الكوارث أكثر من ثلاثة ملايين وثلاثمائة ألف وفاة، منها أكثر من 680 ألف وفاة حدثت بسبب الزلازل فقط خلال الفترة من عام 2000 م إلى العام 2010م، وبحسب مصادر اليونسكو إن تقليص هذه الخسائر ممكن إلى حد كبير، ففي شرق آسيا والباسفيك أمكن تقليل الوفيات الناتجة عن الفيضانات والأعاصير إلى ما دون الثلثين منذ العام 1980، وفي هذا الإطار تشير اليونسكو بأن كل دولار ينفق لتفادي الكوارث وآثارها قبل حدوثها سيوفر سبعة دولارات من المبالغ التي ستنفق على الاستجابة لآثار هذه الكوارث بعد حدوثها.
التعايش مع الإعاقة والكوارث
وحول الاحتفال السنوي باليوم العالمي للحد من مخاطر الكوارث،أشار محمد بن سليم اليعقوبي في كلمته قائلاً : في العام 1989م، أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الأربعاء الثاني من شهر أكتوبر ليكون اليوم العالمي للحد من مخاطر الكوارث الطبيعية، وقد دأبت منظمة اليونسكو على تشجيع الدول الأعضاء للاحتفال به سنويا من أجل تعزيز ثقافة الحد من مخاطر الكوارث والتأهب لها والتخفيف من نتائجها، كما اعتادت في كل عام إطلاق شعار لشد الانتباه إلى مضمونه والاهتمام به، وقد تم التركيز هذا العام على التعايش مع الإعاقة والكوارث، للفت الانتباه إلى المعاقين وأخذ خصوصيتهم في الحسبان أثناء الكوارث، بل قبل حدوثها من حيث توفير التسهيلات اللازمة لهم، وتقديم التوعية المناسبة لهم حسب حالتهم واحتياجاتهم،وفي إطار الحد من مخاطر الكوارث الطبيعية تبنت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم إستراتيجية عربية للتخفيف من خسائر الكوارث الطبيعية، واعتمدت ضمن خطتها للأعوام (2011-2016) هدفاً يؤكد على دعم الجهود العربية للتخفيف من خسائر الكوارث الطبيعية، وتشجيع البحوث العلمية حول أسباب الكوارث الطبيعية من أجل الاستعداد لمواجهتها والتخفيف من آثارها،كما كان للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة في هذا الصدد اهتماما بارزا في برامجها العلمية، فقد تم تنظيم عددٍ من حلقات العمل الإقليمية ركزت على الإعلام ودوره في أوقات الكوارث، وحماية المناطق الساحلية.
نشر الوعي
وحول أهمية تنظيم هذه الندوة ،أشار اليعقوبي قائلاً: ها نحن نلتقي اليوم في ذات القاعة التي انطلقت منها الندوة الوطنية حول "كيفية التعاون مع المواقف المختلفة التي تسببها الكوارث الطبيعية" في العام 2008، والتي جاءت استجابة لتوصيات الورشة الإقليمية حول مراقبة الوضع البيئي ومواجهة الكوارث الطبيعية التي تم تنظيمها في مسقط في العام 2007 م بالتعاون مع المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة،وإيماناً بالرسالة العالمية لليوم العالمي للحد من مخاطر الكوارث الطبيعية، فقد توالت الفعاليات المختلفة التي نفذتها اللجنة بتعاون الجميع من لقاءات تحاورية وحلقات عمل إقليمية ووطنية،مركزة على تنشيط الجانب التربوي والإعلامي للاهتمام بهذا الموضوع، آخذة بعين الاعتبار نشر الوعي بمسببات الكوارث الطبيعية وآليات الحد من مخاطرها، للوصول إلى أدنى حد من الخسائر المحتملة،وفي الختام نتمنى أن تكون هذه الندوة لبنة تضاف إلى جهود المؤسسات المحلية المعنية بالاستجابة للكوارث الطبيعية،من أجل بث الوعي بشأن الاستجابة الصحيحة والمناسبة لكل حدث بعيدا عن التهويل أو التهاون.عقب ذلك تم عرض فيلم مصور تحدث عن أنواع الكوارث الطبيعية وما تخلفه من مضار مادية وبشرية، ثم فقرة شعرية ألقاها يحيى بن عبدالله العامري رئيس مجلس إدارة الجمعية العمانية للمعاقين،حملت عنوان ( معاق وذهني حذاق ).
التثقيف والتوعية
ثم قام الدكتور برناردو ألياجا أخصائي أول برنامج اللجنة الحكومية الدولية لعلوم المحيطات-اليونسكو،والمتحدث الرئيس في هذه الندوة بتقديم ورقة عمل بعنوان ( التثقيف والتوعية العامة في سياق الحد من مخاطر الكوارث) وتحدث من خلالها عن دور كلاً من التعليم والوعي العام في الحد من مخاطر الكوارث الطبيعية،ففي سياق التعليم، تطرقت ورقة العمل إلى دور التعليم في الحد من هذه المخاطر،والذي يتمثل في بناء فهم لدى الطلاب حول أسباب وطبيعة و تأثير هذه المخاطر،وغرس مجموعة الكفاءات والمهارات اللازمة لتمكينهم من المساهمة بشكل استباقي لمنع وتخفيف تأثير هذه الكوارث،إلى جانب عناصر أخرى مثل التطوير المهني للمعلمين،وتقييم الطلاب،ومخرجات التعلم المتوقعة والمناهج للحد من مخاطر الكوارث وإدماجها في المناهج الدراسية،كما وتناولت الورقة بإيجاز ست طرق تربوية للحد من مخاطر الكوارث الطبيعية من خلال إدخال مفاهيم الحد من مخاطر الكوارث في المناهج الدراسية،أما جانب التوعية العامة فطرحت الورقة مدى المعرفة الشائعة حول مخاطر الكوارث ، والعوامل التي تؤدي إلى الكوارث والإجراءات التي يمكن اتخاذها بشكل فردي وبشكل جماعي للحد من التعرض للمخاطر .
الاستعداد والإدارة
وتضمن اليوم الأول جلستي نقاش،الأولى حملت عنوان ( الكوارث الطبيعية – الإستعداد والاستجابة والإدارة) وتضمنت أربع أوراق عمل ،جاءت الورقة الأولى تحت عنوان ( المدخل الزلزالي التكتوني لدراسة مخاطر التسونامي في بحر عمان (فعالية نظام EW) والتي قدمها الدكتور محمد مختاري من المعهد الدولي لهندسة الزلازل والموجات الزلزالية من طهران بالجمهورية الإسلامية الإيرانية .أما الورقة الثانية فقدمها يوسف بن محمد الشجبي باحث جيولوجي بمركز رصد الزلازل بجامعة السلطان قابوس حول ( مخاطر الزلازل في سلطنة عمان) ،وعرضت الورقة دراسة تقييم المخاطر الزلزالية للصفيحة العربية باستخدام النهج الاحتمالي في إطار ما يسمى بالتفرع المنطقي،حيث تم تجميع زلازل الصفيحة العربية وما حولها والتي لها قدر اكبر من أو يساوي 4 درجات خلال الفترة من عام 19 م الى 2010م وذلك استنادا الي قواعد بيانات المراكز الدولية والإقليمية والمحلية والدراسات الخاصة المنشورة لزلزال معين داخل منطقه الدراسة،وقد تم تقسيم المنطقة إلى أربعة نطاقات ووضعت لكل نطاق اولويات لاختيار موقع وقدر أي زلزال،وذلك لحاسب وتحديد المخاطر الزلزالية على الصحيفة العربية.أما الورقة الثالثة فجاءت بعنوان ( التدريب على التعامل مع كوارث التسونامي كجزء من التقييم المستمر) قدمها الدكتور توني أليوت رئيس سكرتارية نظام تسونامي المحيطات وتخفيف الأثار في اللجنة الحكومية الدولية لعلوم المحيطات باليونسكو في أستراليا.بينما جاءت الورقة الرابعة بعنوان ( إنشاء قاعدة بيانات جغرافية لمباني الإيواء التابعة لوزارة التربية والتعليم لاستخدامها في إدارة الحالات الطارئة ،وقدمها ماجد بن سعود العامري أخصائي نظم معلومات جغرافية بوزارة التربية والتعليم، وتناولت الورقة فكرة إنشاء قاعدة بيانات جغرافية للمباني المدرسية المناسبة للاستخدام أثناء حدوث الكوارث الطبيعية من خلال نظم المعلومات الجغرافية ،حيث يعتبر هذا البرنامج من البرامج المناسبة لإدارة الحالات الطارئة والحد من مخاطرها لما تتميز به من إعطاء نظرة شاملة للوضع من ناحية جغرافية ووصفية و إحصائية،وتعتبر المدرس الحكومية في سلطنة عمان من أفضل المباني التي قد تستخدم كمباني إيواء أثناء وقوع الكوارث الطبيعية لما تتميز به من قدرة استيعابية وانتشار جغرافي.
التغيرات المناخية وتأثيرها
وجاءت الجلسة الثانية تحت عنوان ( التغيرات المناخية وعلاقتها بالكوارث الطبيعية) ــ وتضمنت خمسة أوراق عمل، الأولى بعنوان ( التغيرات المستقبلية في أنماط سقوط الأمطار ودرجات الحرارة في سلطنة عمان ) قدمها الدكتور ياسين عبدالرحمن الشرعبي استاذ مشارك بقسم الجغرافيا بجامعة السلطان قابوس، تناولت الورقة العلمية الإسقاطات المستقبلية التي يمكن أن تحصل على أنماط الحرارة والأمطار في السلطنة خلال الفترة الممتدة من 2020م إلى 2100م وقد تم إعتماد السيناريو التوقعي (AIB) للهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتغير المناخي،وأوردت الورقة بعض الإحصائيات المستقبلية حول درجات الحرارة ومعدل الأمطار في السلطنة.أما الورقة الثانية فحملت عنوان ( دور محطات الرصد الهيدرومترية خلال التغيرات المناخية الاستثنائية لعامي 2007م و2010م) للمهندس خاطر الفارسي من وزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه .فيما جاءت الورقة الثالثة تحت عنوان (تاريخ كوارث السونامي في إقليم مكران وأثرها على السلطنة) للدكتور جوستا هوفمان من الجامعة الألمانية للتكنولوجيا بسلطنة عمان.وقدم بدر بن علي الرمحي مدير مركز التنبؤات الرئيس بالهيئة العامة للطيران المدني بسلطنة عمان الورقة الرابعة حول تاريخ الأعاصير المدارية في سلطنة عمان وتحدث فيها عن تأثير الطقس والمناخ على الاقتصاد العالمي في الفترة بين 1980م و2007م ،وقدما وصفا لمشروع الإنذار المبكر بالمخاطر المتعددة الذي ينفذ بالسلطنة بالتعاون مع اللجنة الدولية الحكومية لعلوم المحيطات،وقدم تعريفا عن الأعاصير المدارية والعوامل التي تؤثر في حدوثها وإحصائيات حولها.واختتمت الجلسة الثانية بالورقة الخامسة بعنوان (التأثيرات الجيومورفولوجية الناتجة من تقاطع الطرق مع مجاري الأودية) وقدمتها نظيرة بنت أحمد الحارثية عضو مناهج من وزارة التربية والتعليم.
اهتمام عالمي ومحلي
وفي تصريح لمعالي الدكتور أحمد بن محمد الفطيسي وزير النقل والاتصالات،راعي المناسبة حول أهمية عقد هذه الندوة:لقد بات موضوع الحد من مخاطر الكوارث الطبيعية موضوعاً يحظى باهتمام عالمي ومحلي، وأصبحت هنالك قناعة تامة بأنه لا يمكن إيقاف مثل هذه الكوارث الطبيعية إنما بالإمكان بحد كبير التخفيف والحد من أثارها السلبية والنتائج المترتبة من خلالها،من خلال بناء قدراتنا في معرفة ودراسة هذه الكوارث، ووضع الآليات والبرامج لنشر المعرفة والتوعية المبكرة لها، وأبدت السلطنة اهتماما كبير بقضايا الحد من الكوارث الطبيعية منذ عام 2007م، وجاء إنشاء مركز الإنذار المبكر في السلطنة ترجمة لهذا الاهتمام، وذلك لبناء شبكة من أجهزة الرصد والحساسات على سواحل السلطنة ومناطقها المختلفة، حتى يتم التنبؤ مبكراً لمثل هذه الكوارث، كما يتم ربطها أيضاً بوسائل الاتصال الحديثة، حتى تنتشر المعلومة بشكل أكبر وأسرع للمواطنين والمسئولين، كما نعتقد بأن تطوير البرامج التعليمية سيكون له دور كبير في نشر التوعية حول الطرق الأنسب للحد من مخاطر الكوارث الطبيعية،حيث أن الإهتمام الكبير بنشر التوعية حول الكوارث ومخاطرها والحد من أضرارها قبل التنبؤ بها ،يمثل أنجع وأفضل حل لمواجهتها بجانب تطوير قدراتنا للتعامل أثناء هذه الكوارث وبعدها.
انطلقت صباح الأمس (الأثنين) بقاعة المؤتمرات بجامعة السلطان قابوس،فعاليات الندوة الدولية حول الحد من مخاطر الكوارث الطبيعية،والتي تنظمها وزارة التربية والتعليم ممثلة باللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم بالتعاون مع جامعة السلطان قابوس ممثلة بقسم الجغرافيا بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية ،وقد رعى حفل افتتاح الندوة معالي الدكتور أحمد بن محمد الفطيسي وزير النقل والاتصالات،وبحضور معالي الدكتورة مديحة بنت أحمد الشيبانية وزيرة التربية والتعليم،رئيسة اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم،وسعادة الدكتور علي بن سعود البيماني رئيس جامعة السلطان قابوس،وعدد من أصحاب السعادة الوكلاء والمستشارين،وبمشاركة مجموعة من الخبراء والمختصين الدوليين والمحليين،حيث يأتي تنظيم هذه الندوة تزامنا مع احتفالات العالم باليوم الدولي للحد من الكوارث الطبيعية،والذي جاء هذا العام تحت شعار "العيش مع الإعاقة والكوارث".الأهدافوتهدف هذه الندوة إلى تعزيز الوعي والإدراك بالمخاطر الناتجة عن الكوارث الطبيعية وسبل تعبئة الموارد الوطنية والدولية،ولفت الانتباه إلى المعاقين وأخذ خصوصيتهم في الحسبان أثناء الكوارث،وتحديد الاتجاهات والأولويات في العمل على المستوى الدولي والإقليمي والوطني لكفالة تنفيذ الإستراتيجية الدولية للحد من مخاطر الكوارث الطبيعية،وتبادل الخبرات والاستفادة من الممارسات الجيدة في مجال مبادرات الحد من مخاطر الكوارث الطبيعية في العالم.نتائج الكوارثتضمن برنامج الحفل على الكلمة الترحيبية والتي ألقاها محمد بن سليم اليعقوبي أمين اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم،والذي استهلها بالحديث عن خطر الكوارث ونتائجها، قائلاً: جميعنا يدرك ما تتعرض له الأرض من ظواهر طبيعية متنوعة،وما تخلفه هذه الظواهر من كوارث وأخطار منها ما هو مفاجئ كالزلازل، ومنها ما هو مستشعر حدوثه وتوقيته كالأعاصير والأنواء المناخية، ومنها ما هو متطور ومستمر على فترات زمنية طويلة كالجفاف والتصحر،هذه الكوارث وإن تنوعت أشكالها ومسبباتها إلا إن نتائجها تكون واحدة وهي الخراب والدمار والهلاك للحياة والعمران، تتطلب جهودا مشتركة وفعالة للتقليل من آثارها على كافة الأصعدة المحلية والإقليمية والعالمية،وكما الاتفاق على أشكال الكوارث ومسبباتها ونتائجها، فهناك إجماع بإمكانية تجنب بعضها أو التخفيف من حدتها، أو السيطرة عليها والتقليل من خسائرها،فمعظم الكوارث الطبيعية المرتبطة بتدهور البيئة كالجفاف والتصحر والحرائق وإن كانت طبيعية فهي مرتبطة بنشاطات بشرية مجحفة بحق البيئة أدت إلى هذه النتائج الكارثية، وكذلك الكوارث الأخرى كالفيضانات والزلازل والأعاصير التي يمكن التنبؤ بها، يمكننا السيطرة على نتائجها من خلال الاستعداد المبكر لها، واتخاذ الإجراءات والتدابير التي من شأنها التقليل من الخسائر البشرية والمادية على حدٍ سواء. ولعل أنظمة الإنذار المبكر وما يرافقها من توعية وإعلام هي صمام الأمان الوحيد للتقليل من مخاطر هذه الكوارث إلى الحد الأدنى.وأضاف أمين اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم،قائلاً: خلال الفترة من العام 2002م إلى العام 2011م تم تسجيل (4130) حدث كارثي حول العالم ناتجة عن مخاطر طبيعية، وتشير التقارير الدولية بأن أكثر من 226 مليون شخص يتأثرون بالكوارث سنويا، وأنه خلال الأربعين السنة الماضية نتج عن هذه الكوارث أكثر من ثلاثة ملايين وثلاثمائة ألف وفاة، منها أكثر من 680 ألف وفاة حدثت بسبب الزلازل فقط خلال الفترة من عام 2000 م إلى العام 2010م، وبحسب مصادر اليونسكو إن تقليص هذه الخسائر ممكن إلى حد كبير، ففي شرق آسيا والباسفيك أمكن تقليل الوفيات الناتجة عن الفيضانات والأعاصير إلى ما دون الثلثين منذ العام 1980، وفي هذا الإطار تشير اليونسكو بأن كل دولار ينفق لتفادي الكوارث وآثارها قبل حدوثها سيوفر سبعة دولارات من المبالغ التي ستنفق على الاستجابة لآثار هذه الكوارث بعد حدوثها.التعايش مع الإعاقة والكوارثوحول الاحتفال السنوي باليوم العالمي للحد من مخاطر الكوارث،أشار محمد بن سليم اليعقوبي في كلمته قائلاً : في العام 1989م، أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الأربعاء الثاني من شهر أكتوبر ليكون اليوم العالمي للحد من مخاطر الكوارث الطبيعية، وقد دأبت منظمة اليونسكو على تشجيع الدول الأعضاء للاحتفال به سنويا من أجل تعزيز ثقافة الحد من مخاطر الكوارث والتأهب لها والتخفيف من نتائجها، كما اعتادت في كل عام إطلاق شعار لشد الانتباه إلى مضمونه والاهتمام به، وقد تم التركيز هذا العام على التعايش مع الإعاقة والكوارث، للفت الانتباه إلى المعاقين وأخذ خصوصيتهم في الحسبان أثناء الكوارث، بل قبل حدوثها من حيث توفير التسهيلات اللازمة لهم، وتقديم التوعية المناسبة لهم حسب حالتهم واحتياجاتهم،وفي إطار الحد من مخاطر الكوارث الطبيعية تبنت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم إستراتيجية عربية للتخفيف من خسائر الكوارث الطبيعية، واعتمدت ضمن خطتها للأعوام (2011-2016) هدفاً يؤكد على دعم الجهود العربية للتخفيف من خسائر الكوارث الطبيعية، وتشجيع البحوث العلمية حول أسباب الكوارث الطبيعية من أجل الاستعداد لمواجهتها والتخفيف من آثارها،كما كان للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة في هذا الصدد اهتماما بارزا في برامجها العلمية، فقد تم تنظيم عددٍ من حلقات العمل الإقليمية ركزت على الإعلام ودوره في أوقات الكوارث، وحماية المناطق الساحلية.نشر الوعيوحول أهمية تنظيم هذه الندوة ،أشار اليعقوبي قائلاً: ها نحن نلتقي اليوم في ذات القاعة التي انطلقت منها الندوة الوطنية حول "كيفية التعاون مع المواقف المختلفة التي تسببها الكوارث الطبيعية" في العام 2008، والتي جاءت استجابة لتوصيات الورشة الإقليمية حول مراقبة الوضع البيئي ومواجهة الكوارث الطبيعية التي تم تنظيمها في مسقط في العام 2007 م بالتعاون مع المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة،وإيماناً بالرسالة العالمية لليوم العالمي للحد من مخاطر الكوارث الطبيعية، فقد توالت الفعاليات المختلفة التي نفذتها اللجنة بتعاون الجميع من لقاءات تحاورية وحلقات عمل إقليمية ووطنية،مركزة على تنشيط الجانب التربوي والإعلامي للاهتمام بهذا الموضوع، آخذة بعين الاعتبار نشر الوعي بمسببات الكوارث الطبيعية وآليات الحد من مخاطرها، للوصول إلى أدنى حد من الخسائر المحتملة،وفي الختام نتمنى أن تكون هذه الندوة لبنة تضاف إلى جهود المؤسسات المحلية المعنية بالاستجابة للكوارث الطبيعية،من أجل بث الوعي بشأن الاستجابة الصحيحة والمناسبة لكل حدث بعيدا عن التهويل أو التهاون.عقب ذلك تم عرض فيلم مصور تحدث عن أنواع الكوارث الطبيعية وما تخلفه من مضار مادية وبشرية، ثم فقرة شعرية ألقاها يحيى بن عبدالله العامري رئيس مجلس إدارة الجمعية العمانية للمعاقين،حملت عنوان ( معاق وذهني حذاق ).التثقيف والتوعيةثم قام الدكتور برناردو ألياجا أخصائي أول برنامج اللجنة الحكومية الدولية لعلوم المحيطات-اليونسكو،والمتحدث الرئيس في هذه الندوة بتقديم ورقة عمل بعنوان ( التثقيف والتوعية العامة في سياق الحد من مخاطر الكوارث) وتحدث من خلالها عن دور كلاً من التعليم والوعي العام في الحد من مخاطر الكوارث الطبيعية،ففي سياق التعليم، تطرقت ورقة العمل إلى دور التعليم في الحد من هذه المخاطر،والذي يتمثل في بناء فهم لدى الطلاب حول أسباب وطبيعة و تأثير هذه المخاطر،وغرس مجموعة الكفاءات والمهارات اللازمة لتمكينهم من المساهمة بشكل استباقي لمنع وتخفيف تأثير هذه الكوارث،إلى جانب عناصر أخرى مثل التطوير المهني للمعلمين،وتقييم الطلاب،ومخرجات التعلم المتوقعة والمناهج للحد من مخاطر الكوارث وإدماجها في المناهج الدراسية،كما وتناولت الورقة بإيجاز ست طرق تربوية للحد من مخاطر الكوارث الطبيعية من خلال إدخال مفاهيم الحد من مخاطر الكوارث في المناهج الدراسية،أما جانب التوعية العامة فطرحت الورقة مدى المعرفة الشائعة حول مخاطر الكوارث ، والعوامل التي تؤدي إلى الكوارث والإجراءات التي يمكن اتخاذها بشكل فردي وبشكل جماعي للحد من التعرض للمخاطر .الاستعداد والإدارةوتضمن اليوم الأول جلستي نقاش،الأولى حملت عنوان ( الكوارث الطبيعية – الإستعداد والاستجابة والإدارة) وتضمنت أربع أوراق عمل ،جاءت الورقة الأولى تحت عنوان ( المدخل الزلزالي التكتوني لدراسة مخاطر التسونامي في بحر عمان (فعالية نظام EW) والتي قدمها الدكتور محمد مختاري من المعهد الدولي لهندسة الزلازل والموجات الزلزالية من طهران بالجمهورية الإسلامية الإيرانية .أما الورقة الثانية فقدمها يوسف بن محمد الشجبي باحث جيولوجي بمركز رصد الزلازل بجامعة السلطان قابوس حول ( مخاطر الزلازل في سلطنة عمان) ،وعرضت الورقة دراسة تقييم المخاطر الزلزالية للصفيحة العربية باستخدام النهج الاحتمالي في إطار ما يسمى بالتفرع المنطقي،حيث تم تجميع زلازل الصفيحة العربية وما حولها والتي لها قدر اكبر من أو يساوي 4 درجات خلال الفترة من عام 19 م الى 2010م وذلك استنادا الي قواعد بيانات المراكز الدولية والإقليمية والمحلية والدراسات الخاصة المنشورة لزلزال معين داخل منطقه الدراسة،وقد تم تقسيم المنطقة إلى أربعة نطاقات ووضعت لكل نطاق اولويات لاختيار موقع وقدر أي زلزال،وذلك لحاسب وتحديد المخاطر الزلزالية على الصحيفة العربية.أما الورقة الثالثة فجاءت بعنوان ( التدريب على التعامل مع كوارث التسونامي كجزء من التقييم المستمر) قدمها الدكتور توني أليوت رئيس سكرتارية نظام تسونامي المحيطات وتخفيف الأثار في اللجنة الحكومية الدولية لعلوم المحيطات باليونسكو في أستراليا.بينما جاءت الورقة الرابعة بعنوان ( إنشاء قاعدة بيانات جغرافية لمباني الإيواء التابعة لوزارة التربية والتعليم لاستخدامها في إدارة الحالات الطارئة ،وقدمها ماجد بن سعود العامري أخصائي نظم معلومات جغرافية بوزارة التربية والتعليم، وتناولت الورقة فكرة إنشاء قاعدة بيانات جغرافية للمباني المدرسية المناسبة للاستخدام أثناء حدوث الكوارث الطبيعية من خلال نظم المعلومات الجغرافية ،حيث يعتبر هذا البرنامج من البرامج المناسبة لإدارة الحالات الطارئة والحد من مخاطرها لما تتميز به من إعطاء نظرة شاملة للوضع من ناحية جغرافية ووصفية و إحصائية،وتعتبر المدرس الحكومية في سلطنة عمان من أفضل المباني التي قد تستخدم كمباني إيواء أثناء وقوع الكوارث الطبيعية لما تتميز به من قدرة استيعابية وانتشار جغرافي.التغيرات المناخية وتأثيرهاوجاءت الجلسة الثانية تحت عنوان ( التغيرات المناخية وعلاقتها بالكوارث الطبيعية) ــ وتضمنت خمسة أوراق عمل، الأولى بعنوان ( التغيرات المستقبلية في أنماط سقوط الأمطار ودرجات الحرارة في سلطنة عمان ) قدمها الدكتور ياسين عبدالرحمن الشرعبي استاذ مشارك بقسم الجغرافيا بجامعة السلطان قابوس، تناولت الورقة العلمية الإسقاطات المستقبلية التي يمكن أن تحصل على أنماط الحرارة والأمطار في السلطنة خلال الفترة الممتدة من 2020م إلى 2100م وقد تم إعتماد السيناريو التوقعي (AIB) للهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتغير المناخي،وأوردت الورقة بعض الإحصائيات المستقبلية حول درجات الحرارة ومعدل الأمطار في السلطنة.أما الورقة الثانية فحملت عنوان ( دور محطات الرصد الهيدرومترية خلال التغيرات المناخية الاستثنائية لعامي 2007م و2010م) للمهندس خاطر الفارسي من وزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه .فيما جاءت الورقة الثالثة تحت عنوان (تاريخ كوارث السونامي في إقليم مكران وأثرها على السلطنة) للدكتور جوستا هوفمان من الجامعة الألمانية للتكنولوجيا بسلطنة عمان.وقدم بدر بن علي الرمحي مدير مركز التنبؤات الرئيس بالهيئة العامة للطيران المدني بسلطنة عمان الورقة الرابعة حول تاريخ الأعاصير المدارية في سلطنة عمان وتحدث فيها عن تأثير الطقس والمناخ على الاقتصاد العالمي في الفترة بين 1980م و2007م ،وقدما وصفا لمشروع الإنذار المبكر بالمخاطر المتعددة الذي ينفذ بالسلطنة بالتعاون مع اللجنة الدولية الحكومية لعلوم المحيطات،وقدم تعريفا عن الأعاصير المدارية والعوامل التي تؤثر في حدوثها وإحصائيات حولها.واختتمت الجلسة الثانية بالورقة الخامسة بعنوان (التأثيرات الجيومورفولوجية الناتجة من تقاطع الطرق مع مجاري الأودية) وقدمتها نظيرة بنت أحمد الحارثية عضو مناهج من وزارة التربية والتعليم.اهتمام عالمي ومحليوفي تصريح لمعالي الدكتور أحمد بن محمد الفطيسي وزير النقل والاتصالات،راعي المناسبة حول أهمية عقد هذه الندوة:لقد بات موضوع الحد من مخاطر الكوارث الطبيعية موضوعاً يحظى باهتمام عالمي ومحلي، وأصبحت هنالك قناعة تامة بأنه لا يمكن إيقاف مثل هذه الكوارث الطبيعية إنما بالإمكان بحد كبير التخفيف والحد من أثارها السلبية والنتائج المترتبة من خلالها،من خلال بناء قدراتنا في معرفة ودراسة هذه الكوارث، ووضع الآليات والبرامج لنشر المعرفة والتوعية المبكرة لها، وأبدت السلطنة اهتماما كبير بقضايا الحد من الكوارث الطبيعية منذ عام 2007م، وجاء إنشاء مركز الإنذار المبكر في السلطنة ترجمة لهذا الاهتمام، وذلك لبناء شبكة من أجهزة الرصد والحساسات على سواحل السلطنة ومناطقها المختلفة، حتى يتم التنبؤ مبكراً لمثل هذه الكوارث، كما يتم ربطها أيضاً بوسائل الاتصال الحديثة، حتى تنتشر المعلومة بشكل أكبر وأسرع للمواطنين والمسئولين، كما نعتقد بأن تطوير البرامج التعليمية سيكون له دور كبير في نشر التوعية حول الطرق الأنسب للحد من مخاطر الكوارث الطبيعية،حيث أن الإهتمام الكبير بنشر التوعية حول الكوارث ومخاطرها والحد من أضرارها قبل التنبؤ بها ،يمثل أنجع وأفضل حل لمواجهتها بجانب تطوير قدراتنا للتعامل أثناء هذه الكوارث وبعدها.


*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) .. (/~moeoman/vb/showthread.php?t=532579&goto=newpost)