حواليكم
04-11-2013, 02:50 AM
لوحة لـ9 فنانين تعكس ثراء المشهد التشكيلي العُماني
أضواء على المشهد التشكيلي العُماني في عمَّان:May 9, 2013
http://www.alquds.co.uk/wp-content/uploads/picdata/2013/05/05-09/09qpt898.jpg (http://www.alquds.co.uk/wp-content/uploads/picdata/2013/05/05-09/09qpt898.jpg)
عمان (http://www.alquds.co.uk/?tag=ouou) ـ ‘القدس (http://www.alquds.co.uk/?tag=ouuoo) العربي’ ـ من سميرة عوض: شهدت رابطة الفنانين التشكيليين الأردنيين طاولة مستديرة حول المشهد التشكيلي في سلطنة عُمان، بمشاركة د.منى البيتي(عُمان)، محمد عبدالكريم الزدجالي، فخرتاج الإسماعيلي، مريم العمري، سعيد الرويضي، وخليفة البلوشي ممثل الجمعية التشكيلية العُمانية في الأيام العمانية، أدارها: رئيس رابطة التشكيليين الأردنيين غازي انعيم الذي بين أن ‘سلطنة عُمان تمر بنهضة تنموية شاملة في جميع القطاعات والانشطة الثقافية والفنية، ومن هذه النهضة يجيء تطور الفن التشكيلي العُماني محصلة لهذه المتغيرات، وانعكاساً لها، وتعبيراً عنها، حيث ظهرت أشكال فنية متطورة، حديثة.. معاصرة.فالفن التشكيلي من وإلى المجتمع يأتي معبراً عن آماله وطموحاته.. والفنان التشكيلي بدوره ساهم في هذه المتغيرات بتجسيد معناها والتعبير عنها، والفن بصفة عامة يترجم نهضة الشعوب بلغة راقية جميلة، وهو ـ أي الفن ـ يشكل مع العلم جناحاً، كما يشكل عمودها الفقري’.
وبين أنعيم أن هذه الجلسة الحوارية :تهدف إلى تسليط الضوء على المشهد التشكيلي العُماني من انطلاقته حتى اليوم، أستطيع القول ان قلة من فناني ونقاد التشكيل في الوطن العربي رافقوا تطور الحركة التشكيلية العُمانية، وكمتابع لهذه الحركة أستطيع أن أقرر حسب ما أفادت به الوثائق أن بدايات الفن التشكيلي العُماني كانت في بدايات النصف الثاني من سبعينات القرن الماضي، مع معرض الفنان ‘موسى المسافر’ في صالة نادي عُمان، لكن البدايات الفعلية للحركة التشكيلية العُمانية كانت في عام 1980 مع إنشاء مرسم الشباب.
لكن انطلاقة الحركة التشكيلية وازدهارها يعودان إلى عام ’1993′ وهو تاريخ تأسيس الجمعية العُمانية للفنون التشكيلية، وقد ساهمت هذه الجمعية في دفع الحركة الثقافية والفنية، وسمحت بصقل طاقات الفنانين الشباب وتشجيعهم ودعمهم.
وقدم المشاركون رؤاهم حول المشهد التشكيلي العُماني، محاولين سبر أغوار تفاصيل المشهد التشكيلي وأبرز المعوقات التي واجهته وكذلك سماته ودلالاته.
وكان إنعيم طرح عدة تساؤلات في مستهل الندوة برسم الاجابة عليها منها:
إلى ماذا تعزون سبب تأخر انطلاقة الحركة التشكيلية العمانية؟
ما هي العوامل والظروف التي ساعدت الحركة التشكيلية العمانية على التطور والنمو؟
هل تعتقدون أن الفن التشكيلي العماني قد وصل إلى مرحلة تختلف عنه قبل ثلاثة عقود؟
هل تعتقدون ان الحركة التشكيلية العمانية قد تأثرت بالقطار المحيطة؟
هذا يجعلنا نتساءل: هل هناك فن تشكيلي عماني له هوية مميزة وخصوصية، أم أن هناك موضوعا عمانيا متميزاً؟
ما هي ملامح الخصوصية لدى الفن التشكيلي العُماني؟
يموج العالم اليوم بتيارات فنية متعددة تسهم في الكشف عن اتجاهات الفن التشكيلي.. فما انعكاساتها على الفن التشكيلي العماني؟
المدقق في نتاجات الفنانين العمانيين يلاحظ حضور التراث بقوة في أعمالهم الفنية؟
ما هي برأيكم الطريقة الأمثل لاستحياء هذا التراث في الأعمال الفنية، وهل نستطيع اعتبار ما ينتج حالياً بمثابة تراث للأجيال القادمة؟
ويذهب أنعيم للقول: يحاول الغرب أن يعمم مقولته القائلة: أن الشعوب المتخلفة لا تنتج إلا فنا متخلفاً ولهذا يتجه الغربيون إلى دعم الاتجاهات التي تسعى إلى استنساخ التراث لا استلهامه أو الاستفادة منه وهو يجعل بعض فنانينا أحياناً يتعاملون مع تراثنا كمستشرقين لا كأبناء لهذا التراث، والسؤال الذي نطرحه ماذا على الفنان أن بعمل من اجل أن يستطيع تقديم عمل فني معاصر له هويته المميزة؟
وعزت د.منى البيتي، وهي حاصلة على الدكتوراة في الفنون من كلية الدراسات العليا للفنون التشكيلية وعلوم الجمال وعلوم الفن من جامعة باريس، سبب تأخر انطلاقة الحركة التشكيلية العُمانية على الرغم من انفتاحها على العديد من الدول ووقوعها على طريق الحرير، إلى عدم امتلاك دولة عُمان تاريخا فنيا، مثل أوروبا أو بلاد الشام التي مرت عليها الحضارة اليونانية والرومانية وغيرها، بل انشغلت بالحرف التقليدية والخزف والخناجر، ولا يوجد هنالك أية دراسات حول تأخيرها.
فيما أكد خليفة البلوشي، ممثل الجمعية العُمانية للفنون التشكيلية، انه قبل عام 1975 كان البلد يرزح تحت اثار الحرب العالمية الثانية، حيث كان هنالك شبه انغلاق تام وحظر السفر على الكثير من الأشخاص، إلى جانب الأسباب الدينية التي كانت سببا في الابتعاد عن الفنون جميعها، بينما الجناح الإفريقي في سلطنة عُمان ‘زنجبار’ كان منتعشا أكثر، بوجود الصحف والمجلات، فكان أول من مارس الفن آنذاك بدأ مسيرته في البحرين، مثل رشيد عبد الرحمن البلوشي، رابحة محمود، وعبد الله الريامي.
وترى مريم العمري وهي عضو الجمعية العُمانية للفنون التشكيلية، أن دعم الحكومة والسلطان قابوس من العوامل التي ساعدت الحركة التشكيلية العُمانية على التطور والنمو، من خلال الاهتمام بالجانب الشبابي في الحركات الثقافية وتبادل الخبرات والثقافات للنهوض بهذه الحركة.
فيما ترى د. منى البيتي أهمية الجهود الفردية ومن ثم وجود المرسم.
وفي مجرى الحديث الذي دار بين الفنانين، تمت الإشارة إلى نقطة مهمة تدور حول ضعف القاعدة الجماهيرية الفنية في السلطنة، إذ لا وجود لجمهور متابع للفن هناك، ورعاة الفن يتمركزون في الأغلب في العاصمة مسقط، كما أن الثقافة الفنية ليست متاحة في جميع المدارس. وتبين مريم العمري:’ أدرجت مادة التربية الفنية هذا العام فقط في المناهج الدراسية، والطلاب لا يعيرونها أي اهتمام، كونها لا تعتبر مادة رئيسية، كما أنها محتكرة لنوع معين من الفنون البسيطة، التي لا تنمي أية مواهب عند الطفل. والسبب وراء هذا بحسب الفنانين ثقافة الأسرة والمجتمع.
وفي حديث الفنان محمد الزدجالي، عضو الجمعية العُمانية والحاصل على العديد من الجوائز، حول الهوية والخصوصية التي يمتلكها الفن التشكيلي العُماني، يرى بأنها تعود جميعها إلى التراثيات والخزف، وكثير من الفنانين يتعاملون مع التراث العُماني كما يتعامل معه المستشرقون، كما أن منهم من تأثر بالمدارس الأوروبية أو الفنانين الخليجيين، واستنسخوا أعمالهم، ويشار أيضا أن عدد الفنانين الحاصلين على الشهادات الأكاديمية في الفنون قليلين جدا. والدراسة الأكاديمية برأي د.منى البيتي، مهمة للوصول إلى العمق وفلسفة الفن، فهو حياة تتبلور وتصبح فنا راقيا، يعكس التجربة الحياتية، وللأسف لا يوجد هنالك خط واضح يستند إليه الفنان العُماني في أعماله، إذ بعضهم يستخدم الأدوات من دون معرفة ماهيتها. وأضافت البيتي:’ عُمان غنية بتراثها وإمكاناتها المادية وطبيعتها، وتستطيع أن تدعم الفنان بشكل كبير، لكنهم يضعون أنفسهم داخل حواجز، الفنان الحقيقي يحتاج إلى الثقة بالنفس وامتلاك القدرة على إيصال رسالته سواء أكانت سياسية، اقتصادية أم اجتماعية. فيما تظن مريم العمري أن الفنان العُماني ما زال متخبطا فنيا في البحث عن الخصوصية، فالكثير منهم ما زال يرسم التجريد، ومنهم ما زال يقف عن ‘الحرام والحلال’ في رسم الوجوه والشخصيات وغيره.
التيارات الفنية ومدى انعكاسها على الفن التشكيلي العُماني، كان محور حديث الفنانة فخرتاج الاسماعيلي، عضو الجمعية العُمانية والحاصلة على العديد من الجوائز، حيث لفتت الانتباه إلى أهمية اطلاع الحركة التشكيلية العُمانية على التيارات الفنية كافة من اجل تطورها وتقدمها وإثراء حركتها، ومن هذه التيارات ‘الفيديو آرت’ الذي قدم به الفنان التشكيلي المصري إبراهيم خطاب.
والمتتبع للحركة الفنية التشكيلية يلاحظ غياب النحت والغرافيك، حول هذا يبين خليفة البلوشي، أن الأدوات غير متوفرة والدراسة أيضا، إلا انه ومن جديد بدأ التدريس فيه في جامعة السلطان قابوس، وكلية الزهراء، وكلية التصميم، بوجود معامل للخشب والحديد والأفران، بهدف إيجاد جيل جديد من النحاتين وفناني الغرافيك. كما انه وللأسف الشديد، 90% من طلبة الفنون انتسبوا إلى هذا التخصص، بسبب معدلهم المنخفض في الثانوية العامة، وبالتالي اغلبهم أصبحوا معلمين للتربية الفنية، لذلك لا نجد الرغبة والموهبة إلا نادرا.
أما عن النقد الفني في عُمان، فالأسماء قليلة، كما أوضحت فخر تاج الاسماعيلي، فهم حسين عبيد وعبد الرزاق الربيعي، وفخرية اليحائية، ود. سالم محمد، ومنهم من توقف عن الكتابة، بسبب المشاكل التي واجهها عند نقده للأعمال الفنية أو المعارض.
27 تعكس ثراء المشهد التشكيلي العُماني
عكست لوحات معرض التشكيل العُماني، المشهد التشكيلي العماني المعاصر،المعرض الذي افتتحه في اليوم الأول راعي ‘الأيام العُمانية في الأردن’ وزير الثقافة د. بركات عوجان، في قاعة فخر النساء زيد في المركز الثقافي الملكي، بحضور السفير العُماني وعدد من التشكيليين والتشكيليات العمانيين، والحضور الذين استمعوا لشرح من الفنانين المشاركين.
المعرض نفسه، انتقل مساء اليوم ليعاد افتتاحه في رابطة الفنانين التشكيليين الأردنيين/ قاعة توفيق السيد، برعاية السفير العُماني الشيخ مسلم بن بخيت البرعمي، بمشاركة تسعة فنانين عُمانيين هم: إدريس الهوتي، أسماء آل كليب، زهرة الجمالي، عبد الكريم الميمني، عدنان الميمني،نادية البلوشي، وهولاء حضرت أعمالهم ولم يحضروا الأيام، فيما حضر التشكيليون:سعيد الرويضي، فخر تاج الإسماعيلي، محمد الزدجالي، مريم العمري، د.منى البيتي، والذين قاموا بالتواصل مع جمهور المعرض، وتقديم شروحات عن أعمالهم المشاركة.
وأشتمل المعرض على 27 لوحة، عكست المدارس التشكيلية العُمانية المختلفة، والمدراس الفنية، إذ شارك في المعرض الذي تواصل حتى مساء الخميس 25 نيسان الجاري، فنانون من أجيال مختلفة، يمثّلون اتجاهات فنية متنوعة تكشف عن ثراء المشهد التشكيلي العُماني المعاصر، وتعدُّد أشكال التعبير الفني التي أصبح لها مفرداتها الخاصة، وملامحها العامة، وأعطت للفن العُماني خصوصية لها جذورها المحلية لا نراها عند سواه، لأن الفنان العُماني أراد التعبير عن ذاته، وطموحه، ومشروعه الوطني والنهضوي العربي، بلغة فنية خاصة قادرة على مخاطبة العالم وإيصال مواقفه الفنية والفكرية إليه.
حملت لوحتا الفنان عبد الكريم الميمني عنوان ‘بذور السلام 1 و2′، التشكيلي سعيد الرويضي ‘تجريد 1و2′، إدريس الهوتي ‘ظلال 1 و2′، فخر تاج الإسماعيلي حملت عنوان ‘الرقص مع الأفعى 1 و2′ و’ولاء 1و2′، محمد عبد الكريم الزدجالي ‘تكوين 1و2′ و ‘تجريد1و2 و3′،د.منى البيتي نقلت جزءا من معرضها ‘أرض الخيال’ عبر 20 لوحة صغيرة وضعت على ستاند مباشرة على الأرض في دلالة للتواصل الحقيقي بين دول العالم العربي، وجسدت التشكيلية نادية البلوشي في لوحتيها ‘بيوت عُمانية’،زهرة الجمالي ‘بقعة ضوء 1و2′، وجاءت أعمال التشكيلية أسماء آل كليب مستلهمة من البادية والسدو،وجاءت لوحتا التشكيلية مريم العمري بعنوان ‘البحث عن أشياء 1و2′ مستخدمة الخيوط المتشابكة مع الرسوم في مزج بين العمارة والتراث والتواصل بين الناس والمكان، فيما جسدت لوحتا عدنان الميمني ‘الزوايا المؤلمة 1و2′ معاناة البشر.
من جهته يرى رئيس رابطة الفنانين التشكيليين الأردنيين غازي انعيم، أن هذه التظاهرة ‘تتويج لعلاقات التبادل الثقافي والفني بين الأردن وسلطنة عُمان، وضمن الأيام الثقافية العُمانية التي تنظمها رابطة الكتّاب الأردنيين والجمعية العُمانية للكتّاب والأدباء، يقام معرض الفن التشكيلي العُماني في صالة توفيق السيّد برابطة الفنانين التشكيليين الأردنيين وذلك بالتعاون مع الجمعية العُمانية للفنون التشكيلية’. معربا عن امله أن ‘يعطي هذا النشاط الفني والثقافي صورة واضحة عن مدى تطور الحركة التشكيلية العُمانية، التي حققت خلال السنوات الأخيرة حضوراً كبيراً وانتشاراً واسعاً، وسوية فنية معترفاً بها، وذلك عندما تجاوز فنانو عُمان حدود السلطنة، وحصدوا الجوائز على المستويين العربي والعالمي، كما يأتي هذا الأسبوع الثقافي انطلاقا من توجهات رابطة الكتاب الأردنيين ورابطة الفنانين التشكيليين الأردنيين بالانفتاح على رَحْمِنا الثقافي والفني العربي، من أجل تعزيز تلاقينا على مساحة الإبداع وتوسيع حيز الجماليات العربية الفنية المأمولة’.
*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) .. (/~moeoman/vb/showthread.php?t=533621&goto=newpost)
أضواء على المشهد التشكيلي العُماني في عمَّان:May 9, 2013
http://www.alquds.co.uk/wp-content/uploads/picdata/2013/05/05-09/09qpt898.jpg (http://www.alquds.co.uk/wp-content/uploads/picdata/2013/05/05-09/09qpt898.jpg)
عمان (http://www.alquds.co.uk/?tag=ouou) ـ ‘القدس (http://www.alquds.co.uk/?tag=ouuoo) العربي’ ـ من سميرة عوض: شهدت رابطة الفنانين التشكيليين الأردنيين طاولة مستديرة حول المشهد التشكيلي في سلطنة عُمان، بمشاركة د.منى البيتي(عُمان)، محمد عبدالكريم الزدجالي، فخرتاج الإسماعيلي، مريم العمري، سعيد الرويضي، وخليفة البلوشي ممثل الجمعية التشكيلية العُمانية في الأيام العمانية، أدارها: رئيس رابطة التشكيليين الأردنيين غازي انعيم الذي بين أن ‘سلطنة عُمان تمر بنهضة تنموية شاملة في جميع القطاعات والانشطة الثقافية والفنية، ومن هذه النهضة يجيء تطور الفن التشكيلي العُماني محصلة لهذه المتغيرات، وانعكاساً لها، وتعبيراً عنها، حيث ظهرت أشكال فنية متطورة، حديثة.. معاصرة.فالفن التشكيلي من وإلى المجتمع يأتي معبراً عن آماله وطموحاته.. والفنان التشكيلي بدوره ساهم في هذه المتغيرات بتجسيد معناها والتعبير عنها، والفن بصفة عامة يترجم نهضة الشعوب بلغة راقية جميلة، وهو ـ أي الفن ـ يشكل مع العلم جناحاً، كما يشكل عمودها الفقري’.
وبين أنعيم أن هذه الجلسة الحوارية :تهدف إلى تسليط الضوء على المشهد التشكيلي العُماني من انطلاقته حتى اليوم، أستطيع القول ان قلة من فناني ونقاد التشكيل في الوطن العربي رافقوا تطور الحركة التشكيلية العُمانية، وكمتابع لهذه الحركة أستطيع أن أقرر حسب ما أفادت به الوثائق أن بدايات الفن التشكيلي العُماني كانت في بدايات النصف الثاني من سبعينات القرن الماضي، مع معرض الفنان ‘موسى المسافر’ في صالة نادي عُمان، لكن البدايات الفعلية للحركة التشكيلية العُمانية كانت في عام 1980 مع إنشاء مرسم الشباب.
لكن انطلاقة الحركة التشكيلية وازدهارها يعودان إلى عام ’1993′ وهو تاريخ تأسيس الجمعية العُمانية للفنون التشكيلية، وقد ساهمت هذه الجمعية في دفع الحركة الثقافية والفنية، وسمحت بصقل طاقات الفنانين الشباب وتشجيعهم ودعمهم.
وقدم المشاركون رؤاهم حول المشهد التشكيلي العُماني، محاولين سبر أغوار تفاصيل المشهد التشكيلي وأبرز المعوقات التي واجهته وكذلك سماته ودلالاته.
وكان إنعيم طرح عدة تساؤلات في مستهل الندوة برسم الاجابة عليها منها:
إلى ماذا تعزون سبب تأخر انطلاقة الحركة التشكيلية العمانية؟
ما هي العوامل والظروف التي ساعدت الحركة التشكيلية العمانية على التطور والنمو؟
هل تعتقدون أن الفن التشكيلي العماني قد وصل إلى مرحلة تختلف عنه قبل ثلاثة عقود؟
هل تعتقدون ان الحركة التشكيلية العمانية قد تأثرت بالقطار المحيطة؟
هذا يجعلنا نتساءل: هل هناك فن تشكيلي عماني له هوية مميزة وخصوصية، أم أن هناك موضوعا عمانيا متميزاً؟
ما هي ملامح الخصوصية لدى الفن التشكيلي العُماني؟
يموج العالم اليوم بتيارات فنية متعددة تسهم في الكشف عن اتجاهات الفن التشكيلي.. فما انعكاساتها على الفن التشكيلي العماني؟
المدقق في نتاجات الفنانين العمانيين يلاحظ حضور التراث بقوة في أعمالهم الفنية؟
ما هي برأيكم الطريقة الأمثل لاستحياء هذا التراث في الأعمال الفنية، وهل نستطيع اعتبار ما ينتج حالياً بمثابة تراث للأجيال القادمة؟
ويذهب أنعيم للقول: يحاول الغرب أن يعمم مقولته القائلة: أن الشعوب المتخلفة لا تنتج إلا فنا متخلفاً ولهذا يتجه الغربيون إلى دعم الاتجاهات التي تسعى إلى استنساخ التراث لا استلهامه أو الاستفادة منه وهو يجعل بعض فنانينا أحياناً يتعاملون مع تراثنا كمستشرقين لا كأبناء لهذا التراث، والسؤال الذي نطرحه ماذا على الفنان أن بعمل من اجل أن يستطيع تقديم عمل فني معاصر له هويته المميزة؟
وعزت د.منى البيتي، وهي حاصلة على الدكتوراة في الفنون من كلية الدراسات العليا للفنون التشكيلية وعلوم الجمال وعلوم الفن من جامعة باريس، سبب تأخر انطلاقة الحركة التشكيلية العُمانية على الرغم من انفتاحها على العديد من الدول ووقوعها على طريق الحرير، إلى عدم امتلاك دولة عُمان تاريخا فنيا، مثل أوروبا أو بلاد الشام التي مرت عليها الحضارة اليونانية والرومانية وغيرها، بل انشغلت بالحرف التقليدية والخزف والخناجر، ولا يوجد هنالك أية دراسات حول تأخيرها.
فيما أكد خليفة البلوشي، ممثل الجمعية العُمانية للفنون التشكيلية، انه قبل عام 1975 كان البلد يرزح تحت اثار الحرب العالمية الثانية، حيث كان هنالك شبه انغلاق تام وحظر السفر على الكثير من الأشخاص، إلى جانب الأسباب الدينية التي كانت سببا في الابتعاد عن الفنون جميعها، بينما الجناح الإفريقي في سلطنة عُمان ‘زنجبار’ كان منتعشا أكثر، بوجود الصحف والمجلات، فكان أول من مارس الفن آنذاك بدأ مسيرته في البحرين، مثل رشيد عبد الرحمن البلوشي، رابحة محمود، وعبد الله الريامي.
وترى مريم العمري وهي عضو الجمعية العُمانية للفنون التشكيلية، أن دعم الحكومة والسلطان قابوس من العوامل التي ساعدت الحركة التشكيلية العُمانية على التطور والنمو، من خلال الاهتمام بالجانب الشبابي في الحركات الثقافية وتبادل الخبرات والثقافات للنهوض بهذه الحركة.
فيما ترى د. منى البيتي أهمية الجهود الفردية ومن ثم وجود المرسم.
وفي مجرى الحديث الذي دار بين الفنانين، تمت الإشارة إلى نقطة مهمة تدور حول ضعف القاعدة الجماهيرية الفنية في السلطنة، إذ لا وجود لجمهور متابع للفن هناك، ورعاة الفن يتمركزون في الأغلب في العاصمة مسقط، كما أن الثقافة الفنية ليست متاحة في جميع المدارس. وتبين مريم العمري:’ أدرجت مادة التربية الفنية هذا العام فقط في المناهج الدراسية، والطلاب لا يعيرونها أي اهتمام، كونها لا تعتبر مادة رئيسية، كما أنها محتكرة لنوع معين من الفنون البسيطة، التي لا تنمي أية مواهب عند الطفل. والسبب وراء هذا بحسب الفنانين ثقافة الأسرة والمجتمع.
وفي حديث الفنان محمد الزدجالي، عضو الجمعية العُمانية والحاصل على العديد من الجوائز، حول الهوية والخصوصية التي يمتلكها الفن التشكيلي العُماني، يرى بأنها تعود جميعها إلى التراثيات والخزف، وكثير من الفنانين يتعاملون مع التراث العُماني كما يتعامل معه المستشرقون، كما أن منهم من تأثر بالمدارس الأوروبية أو الفنانين الخليجيين، واستنسخوا أعمالهم، ويشار أيضا أن عدد الفنانين الحاصلين على الشهادات الأكاديمية في الفنون قليلين جدا. والدراسة الأكاديمية برأي د.منى البيتي، مهمة للوصول إلى العمق وفلسفة الفن، فهو حياة تتبلور وتصبح فنا راقيا، يعكس التجربة الحياتية، وللأسف لا يوجد هنالك خط واضح يستند إليه الفنان العُماني في أعماله، إذ بعضهم يستخدم الأدوات من دون معرفة ماهيتها. وأضافت البيتي:’ عُمان غنية بتراثها وإمكاناتها المادية وطبيعتها، وتستطيع أن تدعم الفنان بشكل كبير، لكنهم يضعون أنفسهم داخل حواجز، الفنان الحقيقي يحتاج إلى الثقة بالنفس وامتلاك القدرة على إيصال رسالته سواء أكانت سياسية، اقتصادية أم اجتماعية. فيما تظن مريم العمري أن الفنان العُماني ما زال متخبطا فنيا في البحث عن الخصوصية، فالكثير منهم ما زال يرسم التجريد، ومنهم ما زال يقف عن ‘الحرام والحلال’ في رسم الوجوه والشخصيات وغيره.
التيارات الفنية ومدى انعكاسها على الفن التشكيلي العُماني، كان محور حديث الفنانة فخرتاج الاسماعيلي، عضو الجمعية العُمانية والحاصلة على العديد من الجوائز، حيث لفتت الانتباه إلى أهمية اطلاع الحركة التشكيلية العُمانية على التيارات الفنية كافة من اجل تطورها وتقدمها وإثراء حركتها، ومن هذه التيارات ‘الفيديو آرت’ الذي قدم به الفنان التشكيلي المصري إبراهيم خطاب.
والمتتبع للحركة الفنية التشكيلية يلاحظ غياب النحت والغرافيك، حول هذا يبين خليفة البلوشي، أن الأدوات غير متوفرة والدراسة أيضا، إلا انه ومن جديد بدأ التدريس فيه في جامعة السلطان قابوس، وكلية الزهراء، وكلية التصميم، بوجود معامل للخشب والحديد والأفران، بهدف إيجاد جيل جديد من النحاتين وفناني الغرافيك. كما انه وللأسف الشديد، 90% من طلبة الفنون انتسبوا إلى هذا التخصص، بسبب معدلهم المنخفض في الثانوية العامة، وبالتالي اغلبهم أصبحوا معلمين للتربية الفنية، لذلك لا نجد الرغبة والموهبة إلا نادرا.
أما عن النقد الفني في عُمان، فالأسماء قليلة، كما أوضحت فخر تاج الاسماعيلي، فهم حسين عبيد وعبد الرزاق الربيعي، وفخرية اليحائية، ود. سالم محمد، ومنهم من توقف عن الكتابة، بسبب المشاكل التي واجهها عند نقده للأعمال الفنية أو المعارض.
27 تعكس ثراء المشهد التشكيلي العُماني
عكست لوحات معرض التشكيل العُماني، المشهد التشكيلي العماني المعاصر،المعرض الذي افتتحه في اليوم الأول راعي ‘الأيام العُمانية في الأردن’ وزير الثقافة د. بركات عوجان، في قاعة فخر النساء زيد في المركز الثقافي الملكي، بحضور السفير العُماني وعدد من التشكيليين والتشكيليات العمانيين، والحضور الذين استمعوا لشرح من الفنانين المشاركين.
المعرض نفسه، انتقل مساء اليوم ليعاد افتتاحه في رابطة الفنانين التشكيليين الأردنيين/ قاعة توفيق السيد، برعاية السفير العُماني الشيخ مسلم بن بخيت البرعمي، بمشاركة تسعة فنانين عُمانيين هم: إدريس الهوتي، أسماء آل كليب، زهرة الجمالي، عبد الكريم الميمني، عدنان الميمني،نادية البلوشي، وهولاء حضرت أعمالهم ولم يحضروا الأيام، فيما حضر التشكيليون:سعيد الرويضي، فخر تاج الإسماعيلي، محمد الزدجالي، مريم العمري، د.منى البيتي، والذين قاموا بالتواصل مع جمهور المعرض، وتقديم شروحات عن أعمالهم المشاركة.
وأشتمل المعرض على 27 لوحة، عكست المدارس التشكيلية العُمانية المختلفة، والمدراس الفنية، إذ شارك في المعرض الذي تواصل حتى مساء الخميس 25 نيسان الجاري، فنانون من أجيال مختلفة، يمثّلون اتجاهات فنية متنوعة تكشف عن ثراء المشهد التشكيلي العُماني المعاصر، وتعدُّد أشكال التعبير الفني التي أصبح لها مفرداتها الخاصة، وملامحها العامة، وأعطت للفن العُماني خصوصية لها جذورها المحلية لا نراها عند سواه، لأن الفنان العُماني أراد التعبير عن ذاته، وطموحه، ومشروعه الوطني والنهضوي العربي، بلغة فنية خاصة قادرة على مخاطبة العالم وإيصال مواقفه الفنية والفكرية إليه.
حملت لوحتا الفنان عبد الكريم الميمني عنوان ‘بذور السلام 1 و2′، التشكيلي سعيد الرويضي ‘تجريد 1و2′، إدريس الهوتي ‘ظلال 1 و2′، فخر تاج الإسماعيلي حملت عنوان ‘الرقص مع الأفعى 1 و2′ و’ولاء 1و2′، محمد عبد الكريم الزدجالي ‘تكوين 1و2′ و ‘تجريد1و2 و3′،د.منى البيتي نقلت جزءا من معرضها ‘أرض الخيال’ عبر 20 لوحة صغيرة وضعت على ستاند مباشرة على الأرض في دلالة للتواصل الحقيقي بين دول العالم العربي، وجسدت التشكيلية نادية البلوشي في لوحتيها ‘بيوت عُمانية’،زهرة الجمالي ‘بقعة ضوء 1و2′، وجاءت أعمال التشكيلية أسماء آل كليب مستلهمة من البادية والسدو،وجاءت لوحتا التشكيلية مريم العمري بعنوان ‘البحث عن أشياء 1و2′ مستخدمة الخيوط المتشابكة مع الرسوم في مزج بين العمارة والتراث والتواصل بين الناس والمكان، فيما جسدت لوحتا عدنان الميمني ‘الزوايا المؤلمة 1و2′ معاناة البشر.
من جهته يرى رئيس رابطة الفنانين التشكيليين الأردنيين غازي انعيم، أن هذه التظاهرة ‘تتويج لعلاقات التبادل الثقافي والفني بين الأردن وسلطنة عُمان، وضمن الأيام الثقافية العُمانية التي تنظمها رابطة الكتّاب الأردنيين والجمعية العُمانية للكتّاب والأدباء، يقام معرض الفن التشكيلي العُماني في صالة توفيق السيّد برابطة الفنانين التشكيليين الأردنيين وذلك بالتعاون مع الجمعية العُمانية للفنون التشكيلية’. معربا عن امله أن ‘يعطي هذا النشاط الفني والثقافي صورة واضحة عن مدى تطور الحركة التشكيلية العُمانية، التي حققت خلال السنوات الأخيرة حضوراً كبيراً وانتشاراً واسعاً، وسوية فنية معترفاً بها، وذلك عندما تجاوز فنانو عُمان حدود السلطنة، وحصدوا الجوائز على المستويين العربي والعالمي، كما يأتي هذا الأسبوع الثقافي انطلاقا من توجهات رابطة الكتاب الأردنيين ورابطة الفنانين التشكيليين الأردنيين بالانفتاح على رَحْمِنا الثقافي والفني العربي، من أجل تعزيز تلاقينا على مساحة الإبداع وتوسيع حيز الجماليات العربية الفنية المأمولة’.
*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) .. (/~moeoman/vb/showthread.php?t=533621&goto=newpost)