حواليكم
17-11-2013, 07:30 PM
التلقة؛ هكذا تنطق في الاستخدام العامي، أو كما ينطقها الطلبة عموما، لكنها في الحقيقة تحريف عن الكلمة الأصل التي تأتي بحرف الطاء أي بصورة طلقة؛ حيث كثيرا من الأحيان نجد كلامنا العامي يبتلع القاف ويبدلها بالتاء، كمثل طريق-تريق أيضا.
لا شك أن المعلمين قد سمعوا هذه الكلمة بشكل دائم، فالكلمة تأتي مندمجة في ذلك السؤال المتكرر التي لم تجف بئر ماءه أبداً منذ بداية التعليم في عمان؛ متى التلقة (الطلقة) أستاذ ؟ أي بمعنى متى موعد الخروج والانطلاق من المدرسة، خاصة عندما يشعر الطلاب بأن موعد ذهابهم للبيت قد يتقدم نتيجة لسبب من الأسباب.
التلقة؛ كلمة يعلو جرس الفرح فيها كأزيز الرصاص؛ طلقة، طلقة، طلقة، طق، طق، طق، تق ، تق، تق، تق ... . ففي الوهلة الأولى تعكس هذه الكلمة ابتهاجا وفرحا طلابيا، فأصوات الطلقات نسمعه على الدوام في مناسبات الأفراح، كالعيد، والزواج. كما أنها تعكس أيضا طبيعة فعل الخروج الطلابي المتسم على الدوام بالسرعة المتشبه هنا، إلى حد ما، بسرعة الرصاص، الطلقات.
مقدار التحفز، ومقدار الضغط الذي يقع تحته الطلاب في آخر الدوام المدرسي يطلق هذه الصيحة "تلقة يا شباب .. طلقة يا شباب" إنها تخرج صارخة ومتفجرة؛ هل هي صرخة انعتاق وتحرر، وكأن المدرسة كانت أشبه بالسجن.
هل هذا هو المعنى العميق الباطني لهذه الكلمة ؟
هناك شيئا آخر لنفهم هذا؛ كيف نقيس هذه الفرحة اللامتناهية في آخر الدوام بشعور دخول الطلاب المدرسة أول الصباح، راقب الطلاب جيدا أثناء دخولهم المدرسة، وجوه أسمنتية قادرة على الاصطدام بأي شيء وتكسيره، أقدامهم ثقيلة وكأنهم يلبسون حذاءا حديديا أشبه بحذاء الرجل الحديدي، وشعورا بالكسل يتلألأ على أعينهم.
وكما أن الطلقة الحقيقية، الرصاصة، تخلف آثارا؛ كذلك فإن الطلقة البشرية التي بدأت تذخرّ ببارود الاحتقان منذ بداية الصباح تخلّف آثارا؛ فيكثر الصراخ والدربكة، وتتحرك الكراسي والطاولات من أماكنها أي تخلف فوضى عندما يحين موعدها.
هل تعني هذه الطلقة صوت التأوه العالي من كل شيء تمت دراسته طوال اليوم الدراسي ! قد يكون هذا صحيحا.حيث أنه في هذه الطلقة يكمن الكثير من الاندفاع والغضب والرفض والانفعالية الزائدة والاحتقان، والأهم شعورا متضخما من الفرح يكفي لو تم توزيعه لوسع أكثر شعوب العالم بؤسا، يكفي أن تراقب وجوه الطلاب وهم يخرجون متدافعين صارخين لتكتشف حقيقة الأمر.
منذ متى وهي تنطلق هذه الطلقات؛ هل هي طلقات استغاثة.
يستطيع الطلاب إفراغ المدرسة (تصفيرها) عند موعد الطلقة في ظرف 15 ثانية، بل يحدث أحيانا في أقل من ذلك، وبهذا يتجاوزون قوانين الأمن والسلامة التي تضع 30 ثانية كحد أقصى لخروج الطلاب في حالة الطوارئ لا سمح الله.
إنها معجزة الخروج
على عكس موعد الدخول البائس.
*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) .. (/~moeoman/vb/showthread.php?t=536213&goto=newpost)
لا شك أن المعلمين قد سمعوا هذه الكلمة بشكل دائم، فالكلمة تأتي مندمجة في ذلك السؤال المتكرر التي لم تجف بئر ماءه أبداً منذ بداية التعليم في عمان؛ متى التلقة (الطلقة) أستاذ ؟ أي بمعنى متى موعد الخروج والانطلاق من المدرسة، خاصة عندما يشعر الطلاب بأن موعد ذهابهم للبيت قد يتقدم نتيجة لسبب من الأسباب.
التلقة؛ كلمة يعلو جرس الفرح فيها كأزيز الرصاص؛ طلقة، طلقة، طلقة، طق، طق، طق، تق ، تق، تق، تق ... . ففي الوهلة الأولى تعكس هذه الكلمة ابتهاجا وفرحا طلابيا، فأصوات الطلقات نسمعه على الدوام في مناسبات الأفراح، كالعيد، والزواج. كما أنها تعكس أيضا طبيعة فعل الخروج الطلابي المتسم على الدوام بالسرعة المتشبه هنا، إلى حد ما، بسرعة الرصاص، الطلقات.
مقدار التحفز، ومقدار الضغط الذي يقع تحته الطلاب في آخر الدوام المدرسي يطلق هذه الصيحة "تلقة يا شباب .. طلقة يا شباب" إنها تخرج صارخة ومتفجرة؛ هل هي صرخة انعتاق وتحرر، وكأن المدرسة كانت أشبه بالسجن.
هل هذا هو المعنى العميق الباطني لهذه الكلمة ؟
هناك شيئا آخر لنفهم هذا؛ كيف نقيس هذه الفرحة اللامتناهية في آخر الدوام بشعور دخول الطلاب المدرسة أول الصباح، راقب الطلاب جيدا أثناء دخولهم المدرسة، وجوه أسمنتية قادرة على الاصطدام بأي شيء وتكسيره، أقدامهم ثقيلة وكأنهم يلبسون حذاءا حديديا أشبه بحذاء الرجل الحديدي، وشعورا بالكسل يتلألأ على أعينهم.
وكما أن الطلقة الحقيقية، الرصاصة، تخلف آثارا؛ كذلك فإن الطلقة البشرية التي بدأت تذخرّ ببارود الاحتقان منذ بداية الصباح تخلّف آثارا؛ فيكثر الصراخ والدربكة، وتتحرك الكراسي والطاولات من أماكنها أي تخلف فوضى عندما يحين موعدها.
هل تعني هذه الطلقة صوت التأوه العالي من كل شيء تمت دراسته طوال اليوم الدراسي ! قد يكون هذا صحيحا.حيث أنه في هذه الطلقة يكمن الكثير من الاندفاع والغضب والرفض والانفعالية الزائدة والاحتقان، والأهم شعورا متضخما من الفرح يكفي لو تم توزيعه لوسع أكثر شعوب العالم بؤسا، يكفي أن تراقب وجوه الطلاب وهم يخرجون متدافعين صارخين لتكتشف حقيقة الأمر.
منذ متى وهي تنطلق هذه الطلقات؛ هل هي طلقات استغاثة.
يستطيع الطلاب إفراغ المدرسة (تصفيرها) عند موعد الطلقة في ظرف 15 ثانية، بل يحدث أحيانا في أقل من ذلك، وبهذا يتجاوزون قوانين الأمن والسلامة التي تضع 30 ثانية كحد أقصى لخروج الطلاب في حالة الطوارئ لا سمح الله.
إنها معجزة الخروج
على عكس موعد الدخول البائس.
*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) .. (/~moeoman/vb/showthread.php?t=536213&goto=newpost)