المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سلسلة ولايات محافظة الداخلية وعلاقتها بالتاريخ العماني العريق ( 2) ولاية بهلاء



حواليكم
22-12-2013, 12:00 AM
بهـــلاء عبر التاريخ :


سوف نتناول في هذه السلسة اليوم عن الأحداث التاريخية في بهلاء منذ العصور القديمة وحتى العصور الحديثة مروراً بالعصور الإسلامية، وذلك من خلال ذكر دور هذه الولاية في تلك العصور وما كانت تمثله الولاية بالنسبة للحكام الذين توالوا على عُمان عبر العصور.أولاً: بهلاء في العصور القديمة:
تعتبر ولاية بهلاء من أروع المستوطنات السكانية القديمة في السلطنة، فبهلاء التي تضم قلعتها المتميزة وسورها العظيم الذي يحيط بالولاية لمسافة تبلغ حوالي 7 أميال (حوالي 12 كيلومتر) جعل من الولاية عبر الأزمان كأحد المواقع الاستراتيجية للملوك والأمراء والولاة الذين حكموا عُمان وجعلوها عاصمة لهم مثلما فعل ملوك بني نبهان.وقد تم إدخال قلعة بهلاء وسورها وجميع المناطق الذي يُحيط بها السور والمسماة بواحة بهلاء إلى قائمة التراث العالمي (اليونسكو) بتاريخ 9/12/1987م.ومن الأدلة التي تبين مدينة بهلاء من أهمية في العصور القديمة وكأحد المستوطنات القديمة هو العثور على أواني فخارية محلية قديمة، وأواني من الحجر الصابوني وسبائك ذهبية وفضية ونحاسية وهياكل بشرية وغيرها من الآثار التي ظهرت ولا تزال تظهر في أثناء عملية ترميم قلعة بهلاء والجامع القديم، وكذلك حاليا في قرية بسياء التي عثر فيها - وما زالت التنقيبات مستمرة- على أبراج دائرية تعود لفترة أم النار وغيرها من الفترات التاريخية لدليل على قدم وأهمية هذه الولاية.
ثانياً: بهلاء في العصور الإسلامية:
تبدأ هذه الفترة منذ الإمام الجلندى بن مسعود ( 132هـ/ 751م) إلى قيام دولة اليعاربة ( 1034هـ/1624م) ومن ثم ننتقل إلى العصور الحديثة، وسوف نذكر هنا مكانة بهلاء زمن الأئمة، وأهم الأحداث التي جرت فيها.1
- زمن الإمام الجلندى بن مسعود رحمه الله (132-134هـ/749-751م) :ذُكر أن الإمام الجلندى بن مسعود –رحمه الله- والياً على إبراء اسمه الوضاح، وقد حدث أن قوم استحل المسلمون دمائهم مروا بالوضاح فأمنهم الوضاح، وذهب بهم إلى الإمام الجلندى، إلا أن الإمام رفض أمانهم، ويقال يجب أن يقتلوا، فوجه الإمام من لقي الوضاح ببهلاء فقتلهم فيها –أي في بهلاء - فوقع في أنفس بعض المسلمين من ذلك أمر، فرفعوا المسألة للإمام أبي عبيدة التميمي وأبي مودود حاجب، فأجابهم حاجب: لا أمان إلا للإمام، ولا أمان دون الإمام. (السالمي، تحفة الأعيان، ج1، ص91).2
-في عهد الإمام الصلت بن مالك الخروصي (237-272هـ/ 851-886م):
ولقد نبغ في هذه الولاية في هذه الفترة عدد لا بأس به من العلماء والذين كان لهم دور بارز في السياسة منهم: الشيخ أبو المؤثر الصلت بن خميس الخروصي الذي كان له دوراً مهماً في حكومة الإمام الصلت بن مالك الخروصي، وسوف نقوم بذكر سيرته في فقرة عُلماء بهلاء (التحفة، ج1، ص160)
. 3- بعد حرب محمد بن بور للإمام عزان بن تميم الخروصي (280هـ/ 893م):بعد قدوم محمد بن بور والي البحرين من قبل الخليفة العباسي المعتضد إلى عُمان بطلب من المعارضين لإمامة الإمام عزان بن تميم -رحمه الله-، وبعد تمكنه من الإمام وقبل رجوعه إلى البحرين جعل على عُمان عاملاً -والياً- من قبله اسمه أحمد بن هلال الذي اتخذ من بهلاء مقراً لإقامته، وذلك بسبب تقلعةها ووجود سورها الذي يحيط بها، لأنه كان يخاف من هجوم العمانيين عليه في أي وقت، فرأى أن قلعة بهلاء هو المكان الآمن له ولجنده، ولكن العمانيون ما لبثوا أن اتحدوا من جديد فطردوا ولاة محمد بن بور من نزوى وبهلاء وسائر عُمان (التحفة، ج1، ص262).2
-في عهد النباهنة المتقدمين:في سنة 674هـ وفي دولة الحاكم النبهاني عمر بن نبهان خرج من شيراز فخر الدين أحمد ابن الداية بجيشه الجرار لاحتلال عُمان، وذلك في حوالي أربعة آلاف وخمسمائة فارس، وقتلوا كثيراً من أهل عُمان، فذهبوا نزوى وارتكبوا فيها المجازر، واتجهوا إلى بهلاء لمحاصرتها ولكنهم لم يستطيعوا ولم يقدروا عليها لحصانتها، ومات ابن الداية وكسر الله شوكتهم وخذلهم (التحفة، ج1، ص359).3
- في عهد الأئمة الذين تولوا الإمامة زمن حكم بني نبهان (809-942هـ):تخللت فترة حكم بني نبهان لعُمان قيام الإمامة، وكان الأئمة المنصوب لهم هم الإمام الحواري بن مالك، ومن ثم الإمام مالك بن الحواري، وأبو الحسن بن خميس بن عامر، وعمر بن الخطاب الخروصي، وعمر الشريف، وأحمد بن عمر الربخي، وأبو الحسن بن عبدالسلام، ومحمد بن إسماعيل الحاضري.ولقد كان لعلماء بني مفرج في هذه الولاية دور كبير في السياسية زمن هؤلاء الأئمة، فنجد هناك العلامة محمد بن سليمان بن أحمد بن مفرج، والعلامة أحمد بن مفرج بن أحمد بن مفرج، ومحمد بن عمر بن أحمد بن مفرج، والعلامة أحمد بن صالح بن عمر، وغيرهم من علماء بني مفرج، فراجع إن شئت للاستزادة والتعرف على دور هؤلاء العلماء في فترة هؤلاء الأئمة. (إتحاف الأعيان ج2 للبطاشي، وتحفة الأعيان للسالمي ج1).وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على مكانة بهلاء العالية في هذه الفترة، واعتماد الأئمة وخصوصاً في هذه الفترة بشكل كبير على علماء بني مفرج لما وصلوا إليه من مكانة عالية في العلم، جعلت الأئمة يحكمون في أموال بني نبهان، وكانوا مصدر الفتوى في ذلك الزمن
.4- في عهد الإمام بركات بن عمر بن إسماعيل( 942-964هـ/ 1536-1557م):لقد حدثت في عهد الإمام بركات بن محمد قصة بيع وشراء قلعة بهلاء وهي كالتالي: عندما بويع بركات بن محمد بالإمامة لم يرضَ بعض أهل العلم بعمان إمامته، فعقدوا البيعة لعبدالله بن محمد القرن بالإمامة سنة 967هـ، فدخل قلعة بهلاء الذي كان في يد آل عمير فأخذه منهم، وقد كان آل عمير اشتروا قلعة بهلاء بثلاثمائة من محمد بن جيفر الجبري الذي أخذ القلعة بالقوة من عامل بركات بن محمد بالقوة، ولم يلبث القلعة بعد آل عمير إلا قليلاً حتى أخذه منهم الإمام عبدالله بن القرن، إلا أن الإمام بركات بن محمد لم يقف مكتوف الأيدي تجاه هذه الحادثة، فسارع بدخول قلعة بهلاء، وأخرج منه الإمام عبدالله بن محمد القرن، ونتيجة لافتراق أهل عُمان وبتعيين أكثر من إمام في وقت واحد، جعل من عدوهم يتربص بهم، فضعفت الإدارة وتشتت عُمان إلى جماعات، فهناك النباهنة، وآل عمير، وآل هلال، وهذا مما ساعد السلطان النبهاني السلطان محسن بن سليمان بن نبهان من احتلال نزوى سنة 994هـ، ورجع قلعة بهلاء إلى محمد بن جيفر الجبري من جديد. انظر: (السالمي، تحفة الأعيان، ج1، ص394-395).وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على مكانة قلعة بهلاء، لأن السيطرة عليه تجعل حاكمها في أمان، ولما تمثله بهلاء في ذلك الوقت من مكانة جغرافية متميزة بين نزوى وعبري.
5- في عهد ملوك بني نبهان المتأخرين:من ملوك بني نبهان المتأخرين سلطان بن محمد بن سليمان بن نبهان، وسلطان بن سلطان، وسليمان بن مظفر، وفلاح بن محسن، وعرار بن فلاح وغيرهم، وكانت بهلاء تمثل لهم إحدى المقاطعات التي يجب احتلالها، وأن تكون تحت سيطرتهم، فهنا نجد أن السلطان سليمان بن مظفر كان مقر حكمه في الشتاء في بادية الشمال، ويترك ابن عمه عرار بن فلاح ببهلاء، وفي الصيف يرجع سليمان بن مظفر إلى بهلاء، ونحن نعلم أن الشتاء في عُمان يكون قارصاً داخل عُمان، وخصوصاً في فترة الخصب، وفي الشمال كساحل الباطنة وساحل خليج عُمان يكون الجو معتدلاً ولطيفاً في الشتاء، وشديد الرطوبة في الصيف، بينما الداخلية أي داخل عُمان فيتميز بوجود النخيل الكثيفة والمياه الغزيرة، والتي تقلل من درجة الحرارة، وهذا ما جعل سليمان بن مظفر ينتقل بين الساحل والداخل.وقد تعرضت بهلاء في فترة السلطان سليمان بن مظفر لفتنة عظيمة قتل فيها كثير من الناس، ولأسباب هذه القضية ومجرى أحداثها أنظر إذا شئت كتاب: (تحفة الأعيان للسالمي، ج1، ص397 وما بعدها)، ستجد فيها ما يشفي غليلك.
ثالثاً: بهلاء في العصور الحديثة:1
- في عهد الإمام ناصر بن مرشد اليعربي (1034-1059هـ/1624-1649م):عندما بويع الإمام ناصر بن مرشد اليعربي سنة 1034هـ/1624م في الرستاق وجد معظم القبائل العُمانية غير راغبة في الدخول تحت راية الإمامة، مما أدى به إلى إرسال الرسائل لأمراء هذه القبائل، ومن هؤلاء الأمراء أمير بهلاء سيف بن محمد الهنائي، الذي رفض الدخول تحت راية الإمام بسبب غطرسته وجبروته، وكان يرى أن الدخول تحت راية الإمام يعني إزالة الإمارة عنه، فجهز الإمام ناصر بن مرشد جيشاً قوياً، وساعدته في ذلك قبائل ومدن عمانية أخرى دخلت تحت رايته، وتمكن الإمام بمساعدة أهل عُمان من النصرة على سيف بن محمد الهنائي، فخضعت بهلاء تحت راية الإمام ناصر بن مرشد اليعربي وعين فيها ابن عمه سلطان بن سيف بن مالك والياً عليها، وقد كان لبهلاء شأناً في فترة حكم اليعاربة (التحفة، ج2، ص5).2
-في عهد الإمام بلعرب بن سلطان اليعربي (1091-1104هـ/1680-1692م):بعد القضاء على العدو البرتغالي زمن الإمامين ناصر بن مرشد وسلطان بن سيف الأول، وانتشار الأمن في ربوع عُمان، بدأ اهتمام أهل عُمان بالوضع الداخلي، فاهتموا بالصناعة والزراعة والعلم...الخ، وحصن جبرين خير شاهد على مدى اهتمام اليعاربة بالتحصينات الدفاعية، فقد بناه الإمام بلعرب بن سلطان كمقراً للسكنى فيه، فضلاً عن كونه معقلاً لرد لغزاة، وقد بني الحصن على مسافة تبعد عن مركز ولاية بهلاء بحوالي 5كم، وذلك على مساحة منبسطة ومنفتحة، وقد جعل الإمام بلعرب هذا الحصن كمدرسة لتعليم العلوم الشرعية، وتخرج منه عدد كبير من العلماء بلغ حوالي خمسون عالماً، منهم الشيخ راشد بن خميس الحبسي، وسوف نتناول بشيء من التفصيل عن هذا الحصن في باب الآثار والمواقع القديمة في بهلاء، ولا ريب أن اختيار الإمام بلعرب بن سلطان لبناء مقر سكنه في جبرين لم يكن عشوائياً، وإنما بما تمثله بهلاء من موقع جغرافي متميز يربط بين الداخلية والظاهرة.وقد دفن الإمام بلعرب بن سلطان في الحص ، وذلك عندما حاصره أخاه سيف بن سلطان بقواته، فطلب الإمام بلعرب بن سلطان من ربه أن يتوفاه فصلى ركعتين فمات رحمه الله وقبره موجود في الحصن .وقد تتابع الملوك والأمراء في السنوات اللاحقة للسيطرة عليه واتخاذه مقراً لسكنهم حتى فترة ليست بالبعيدة
.2-في عهد النزاع القبلي بين الغافرية والهناوية:لقد ابتلى الله أهل عُمان بالفرقة والضعف بعد الوحدة والقوة، وقد بدأ هذا النزاع حسب ما تورده كتب التاريخ العُماني عندما أراد أهل عمان بتعيين إماماً لهم بعد وفاة الإمام سلطان بن سيف بن سلطان بن سيف اليعربي، وعندما كان سيف بن سلطان (الثاني) صغير السن ولم يبلغ سن الرشد، ولا تحق له الإمامة، بايع العلماء وعلى رأسهم الشيخ عدي بن سليمان الذهلي، بايعوا الشيخ مهنا بن سلطان بن ماجد بن مبارك اليعربي بالإمامة، فلم يرض أهل الرستاق بذلك، ومن هنا بدأت النزاعات والانقسام في أهل عُمان، فأخذوا يبايعون ويعزلون ويقتلون إلى أن قيض الله لأهل عُمان أن بايعوا محمد بن ناصر الغافري إماماً سنة 1140هـ/1724م، وهنا قام أحد المناوئين له وهو خلف بن مبارك الهنائي الذين سموا أتباعه بالهناوية، وأتباع محمد بن ناصر بالغافرية، فأصبح كل فريق يجمع أكبر قدر ممكن من القبائل تنظم إليه.ولم تكن بهلاء بعيدة عن مسرح تلك الأحداث، فقد كانت في بهلاء كثير من القبائل منها قبائل ذات شأن كبني هناة، وبني شكيل وبني غافر أصحاب جبرين، وقد لعبت تلك القبائل دوراً بارزاً في الفتنة القائمة بين الغافرية والهناوية، التي مات فيها كثير من الناس، وأحرقت المزارع، وهدمت المنازل الحصون... الخ.وقد أثرت هذه الحرب على معظم القبائل العُمانية بنتائج هذه الحرب القبلية ولسنوات طويلة قادمة، إلا أن تلك العصبية أصبحت متأصلة في نفوس كثير من الناس إلى وقت ليس ببعيد (التحفة، ج2، ص133 وما بعدها)
.3- احتلال العجم (الفرس) لبهلاء زمن الإمام بلعرب بن حمير بن سلطان بن سيف اليعربي(فترة حكمه ما بين 1146- 1162هـ/ 1733- 1749م):عندما بويع بلعرب بن حمير بالإمامة سنة 1146هـ/1733م) كان سيف بن سلطان بن سيف ابن سلطان بن سيف كان قد بلغ الحلم، وأنه قادر على تولي القيادة والحكم، وعندما رأى سيف بن سلطان الثاني أن الإمام بلعرب بن حمير مسيطر على زمام الأمور في عُمان بعث إلى أهل مكران لمساعدته في محاربة الإمام بلعرب بن حمير، ومن ثم سيصبح هو الحاكم على عُمان، فاستجاب له أهل مكران فجاءه قوم كبير من البلوش، وأمدهم بالسلاح، فذهب لمحاربة الإمام ويساعده في ذلك قومه، فبدأت المعارك بين الإمام وبين سيف وأصحابه، فانتشر القتل والنهب، وكانت معظم هذه المعارك تنتهي بهزيمة سيف بن سلطان وأصحابه العجم، ولم يكن سيف يتوانى بعد الهزيمة إلا ويطلب المدد من جديد من العجم، فظل يكاتبهم ويلبون مطلبه سنوات عديدة، وكان يمنيهم بعُمان وخيراتها إلى أن تمكنوا منها.أما بالنسبة لبهلاء فقد كانت القلعة بيد بلعرب بن حمير، ولكنها وقعت في يد العجم سنة 1150هـ/1737م، عندما استعان سيف بن سلطان بقوات كبيرة من العجم وساعدتهم في ذلك قبائل الظاهرة، وعندما وصلوا إلى بهلاء وقعت معركة عظيمة قتل فيها عدد كبير من الطرفين، وعندما دخلت العجم بهلاء واستولوا عليها هرب من هرب، وقتل من قتل من الرجال والأطفال والنساء، واستولوا على جميع ممتلكاتها، أما القلعة فقد تركوا فيها قوة مرابطة من قواتهم ثم توجهوا إلى نزوى التي ذاقت أشد أنواع العذاب، ولكنهم لم يقدروا على قلعتها، للاستزادة أنظر: السالمي، تحفة الأعيان، ج2، ص155-156.فانظر أخي القارئ إلى ماذا كان يفعله الطمع للسيطرة على الملك، ولو أدى بذلك إلى الاستعانة بالأعداء الخارجية
.4- طرد العجم من بهلاء زمن الإمام سيف بن سلطان الثاني:عندما رأى الإمام بلعرب بن حمير الأحداث التي ارتكبها العجم في عُمان من أجل مساعدة سيف بن سلطان للسيطرة على الحكم، قرر اعتزال الإمامة، فتسمى بها سيف بن سلطان، وقد ترك سيف بن سلطان بعض قواته لترابط في بهلاء، وذهب هو وجنده العجم لاحتلال باقي المناطق العُمانية.وعندما استبطأ العجم الذين ببهلاء أصحابهم الذين بمسقط، بعثوا نحو مائة فارس ليأتوا إليهم بأخبارهم من مسقط، وفي الطريق تلقاهم أهل وادي سمائل فقتلوا أكثرهم، فتمكنوا من الاستيلاء عليها، وحاصروا قلعةها الذي دخل فيه العجم خوف القتل إلى أن جاءهم سيف بن سلطان فأخرجوهم بمتاعهم ودوابهم، وأوصلوهم بأمان إلى صحار، وهناك حبسهم أحمد بن سعيد البوسعيدي الذي كان والياً على صحار من قِبَل الإمام سيف ابن سلطان
.5- فتح الإمام عزان بن قيس لبهلاء:بعد بيعة الإمام عزان بن قيس البوسعيدي بالإمامة سنة 1285هـ/1868م قام بفتح البلدان العُمانية للقضاء على التمرد، وتوحيد عُمان، فقام بفتح بلدان منح وإزكي وبهلاء ونزوى وجعلان والبريمي والحزم وغيرها من المناطق حتى أصبحت معظم مناطق عُمان الداخل بيده.أما عن كيفية فتح بهلاء، فقد كان يحكم بهلاء عندما تولى الإمام عزان بن قيس بنو شكيل الذين كانوا يسيطرون على قلعة بهلاء وكان رئيسهم محمد بن علي الشكيلي وهلال بن زاهر رئيس بني هناة اللذان أظهرا التمرد والخلاف للإمام، فما كان من الإمام إلا أن ألقى القبض عليهما وأوثقهما بالقيود، وبالقبض على محمد بن علي الشكيلي المسيطر على القلعة، تمكن الإمام من احتلال بهلاء، وأصبحت تابعة لسيطرة الإمام عزان بن قيس (التحفة، ج2، 274)6
- قصة سقوط بهلاء بيد السلطان تركي بن سعيد (1305-1331هـ/ 1888-1913م) :ذكر الإمام السالمي –رحمه الله- في تحفته ج2 ص297، أن الإمام عزان بن قيس البوسعيدي قد ترك الشيخ ماجد بن خميس العبري والياً على بهلاء بعد فتحها، ولكنه لم يدم طويلاً، إذ سرعان ما سقطت بهلاء بيد السلطان تركي بن سعيد، وذلك عندما انتشر خبر مقتل الإمام عزان بن قيس، وكان الشيخ ماجد بن خميس العبري محاصراً بقلعة بهلاء، ناداه الجند أن الإمام قد قتل فلماذا نقاتل؟ وبعد تأكد الشيخ ماجد من صحة الخبر ورفض العساكر الذين كانوا معه مساعدته في الحرب قرر النزول من القلعة سراً، فنزل من القلعة بحبل إلى الأرض ونجا بنفسه حتى وصل إلى الرستاق التي كانت بيد فيصل بن حمود ابن عم الإمام عزان بن قيس البوسعيدي –رحمه الله- (التحفة، ج2، ص297).7
- احتلال ناصر بن حميد الغافري لبهلاء زمن السلطان تركي بن سعيد:كانت عُمان الداخل في عهد الإمام عزان بن قيس خاضعة له، ولكن بعد وفاته تفرقت جميع حصون عُمان إلى الرؤساء الذين كانوا بها من قِبَل الإمام، فرجعت نزوى إلى حمد بن سيف الذي أخذها منه الإمام، ورجعت بهلاء إلى برغش بن حميد الغافري، وغيرها من المدن إلى رؤسائها.وقد سلط الله على برغش بن حميد أخاه ناصر بن حميد الذي قتله، وقتل أخاه راشد، فصارت بهلاء وجبرين لناصر بن حميد حتى إمامة الإمام سالم بن راشد الخروصي 1331هـ/1913م (التحفة، ج2، ص304).8
- فتح الإمام سالم بن راشد الخروصي لبهلاء:بويع الإمام سالم بن راشد الخروصي بالإمامة سنة 1331هـ/1913م، وكان زعيم المبايعين الشيخ نور الدين السالمي –رحمه الله- فقام الإمام سالم بن راشد بفتح المدن والمناطق العُمانية لضمها تحت سلطانه، وتقديم الولاية والطاعة له.وقد كان المسيطر على بهلاء وقلعتها ناصر بن حميد الغافري، وكان ناصر يكنُّ العداوة للإمام ويحاول إسقاط الإمامة، إلا أن الإمام سالم بن راشد عاجله بالحرب، فجهز جيشاً عظيماً توجه بها إلى بهلاء، ولشدة تحصينات بهلاء لم يستطع جند الإمام دخولها إلا بعد اقتحام السور وفتح كثير من أبوابه للجند، فحاصروا ناصر بن حميد في القلعة لمدة تسعة وعشرين يوماً، استطاعوا بعدها من دخوله وطرد ناصر بن حميد الذي طلب الالتجاء إلى حص جبرين، وأنه سيكون تحت طاعة الإمام، فوافق الإمام على طلبه، فبقي هناك في جبرين مسيطراً على حصنها، وتوارثه من بعده أبناءه حتى وقت ليس ببعيد.وقد كان لناصر بن حميد وزيراً اسمه سليمان بن عبدالله المحروقي المعروف بابن شيخة، قد جمع أموالاً عظيمة بالظلم، فحكم عليه الإمام بتغريق أمواله وجعلها تابعة لبيت مال المسلمين حتى يومنا هذا.وبعد فتح الإمام سالم بن راشد الخروصي لبهلاء ترك فيها والياً هو الشيخ العلامة أبو زيد عبدالله بن محمد الريامي والذي سيأتي ذكره لاحقاً.(الشيخ محمد بن عبدالله السالمي، نهضة الأعيان بحرية عُمان، ص282).
9- بهلاء في عهد الشيخ أبو زيد الريامي:لا يمكن أن نوفي حق الشيخ أبو زيد الريامي والأعمال الجليلة التي قام بها في بهلاء في سطور قليلة، وأن الكلام ليطول ويحتاج لمجلدات وكتب، وهناك من كتب عن الشيخ أبو زيد الريامي وأهم الأعمال التي قام بها في بهلاء، ولكننا هنا نوجز فقط أو بالأحرى نكتب نبذة مختصرة عن أحوال بهلاء في زمن الشيخ أبو زيد الريامي –رحمه الله-.فبعد فتح الإمام سالم بن راشد الخروصي –رحمه الله- لبهلاء ترك فيها الشيخ أبو زيد الريامي والياً وقاضياً عليها، واستمر الحال هكذا حتى وفاة الإمام سالم بن راشد ( 1338هـ/1920م)، وعندما تولى الإمام محمد بن عبدالله الخليلي الإمامة سنة 1338هـ/1920م ترك الشيخ أبو زيد الريامي على بهلاء والياً وقاضياً، فقام هذا الشيخ الجليل بأعمال في بهلاء لن ينساها الجيل الذي عاصره، فنشر العدل والإنصاف، وأصلح الأفلاج، واهتم بالسور والزراعة، فأصبحت بهلاء في عهده مكتفية ذاتياً من الزراعة وغيرها من مصادر الرزق الأخرى.كذلك قام بالإصلاح الإداري والمالي، فأنشأ في بهلاء المجالس الأهلية أو ما تُسمى بالسبلة، واهتم بتعليم القرآن الكريم، وكان شديد الرحمة بالفقراء والمساكين، وكان أيضاً حريصاً على الاهتمام بأراضي بيت المال، وبذل جهوداً عظيمة في حماية مزارع المواطنين.ولم تنقطع أعمال الشيخ أبو زيد الريامي في بهلاء التي جعل منها مدينة عظيمة تعتمد على نفسها في كل شيء، واستمر الحال هكذا حتى وافاه الأجل المحتوم سنة 1364هـ/1954م، وكان عمره –رحمه الله- ثلاث وستون سنة.



**و تعتبر قلعة بهلاء من أقدم القلاع في السلطنة، وقد تم ادراجها ضمن قائمة التراث العالمي عام 1987م، وبدأ ترميمها عام 1992م والترميم ما زال جاريا حتى يومنا هذا ولم تبقى سوى جزء قليل من القصبة ولكنه يحتاج لفترة ليست بالقليلة لصعوبة الترميم في القلعة.
و تعتبر قلعة بهلاء وسورها من النماذج الفريدة في العمارة الحربية، ويعود اقدم الأجزاء فيها إلى فترة قبل الإسلام أو حتى قبل الميلاد حسب المكتشفات فيها والله اعلم وهو ما يعرف بالقصبة وهو الجزء الجنوبي الشرقي من القلعة .
أما الأجزاء الأخرى من القلعة والتي تقع منفصلة عن القصبة فهي تحتوي على:
1-بيت الجبل/ أنشئ في القرن الثاني عشر الهجري/ الثامن عشر الميلادي.
2- البيت الحديث/ أنشئ ايام دولة اليعاربة.
3-بيت القائد/ وهو مقر لقائد العساكر بالقلعة.
** أما أشهر البروج بالقلعة فهي:
1-برج الريح. - برج الملواي 3 - برج الجحدري
4- برج الحديث 5- برج الصاروج

وتحتوي القلعة على غرف عديدة منتشرة أكثرها في القصبة ومدخلها الرئيسي مليء بالزخارف الهندسية، ويوجد بالقصبة مسجد صغير محرابه مزخرف بالجص وهناك أيضاً مسجد آخر في الجهة الغربية من القلعة، وبالقلعة مخازن للأسلحة والتمور وممرات ارضية سرية وغرف للجنود وللخيول وعدة آبار،، وتقدر مساحتها الداخلية بحوالي 9000متر مربع.،،وقد كانت القلعة بمثابة مقر الحكم للوالي الذي يتم تعيينه من قبل الأئمة في عمان وكذلك عاصرت كثير من الأحداث التاريخية ذكرناها سالفا في موضوع( تاريخ بهلاء السياسي ) فراجع إن شئت دور القلعة وماذا كانت تمثله في تلك الحقبة من التأريخ العماني.
أما بالنسبة للسور/ فيبلغ طولع حوالي 12كيلومترا يحيط بالقلعة والأراضي الواقعة بداخله حاليا أطلقت عليها ( واحة بهلاء).
ولا تعرف فترة بناء السور بالتحديد والذي يمكن ان يكون مرافقاً لبناء القلعة،، وللسور أبوباً كثيرة وعدد من الصباحات ( البوابات)، وقد تعرضت للانهيار ولم يتبقى منها في الوقت الحاضر سوى حوالي40برجاً بحالة شبه جيدة ،، ومن أشهر بوابات السور ( باب بادي- باب السيلي- صباح السالم- باب البطحاء ) وقد تم ترميم باب السيلي وجزء من السور المحاذي لمستشفى بهلاء وذلك ضمن خطة وزارة التراث في ترميم بعض أجزاء السور والبوابات الرئيسية له.
وهذه بعض الصور لهذه القلعة والسور وجامع القلعة الخارجي.


http://forum.moe.gov.om/%7Emoeoman/vb/attachment.php?attachmentid=89249&stc=1&d=1323539875

http://forum.moe.gov.om/%7Emoeoman/vb/attachment.php?attachmentid=89250&stc=1&d=1323539875

http://forum.moe.gov.om/%7Emoeoman/vb/attachment.php?attachmentid=89251&stc=1&d=1323539875

http://forum.moe.gov.om/%7Emoeoman/vb/attachment.php?attachmentid=89252&stc=1&d=1323539875

http://forum.moe.gov.om/%7Emoeoman/vb/attachment.php?attachmentid=89253&stc=1&d=1323539875

http://forum.moe.gov.om/%7Emoeoman/vb/attachment.php?attachmentid=89254&stc=1&d=1323539875

http://forum.moe.gov.om/%7Emoeoman/vb/attachment.php?attachmentid=89255&stc=1&d=1323539875

http://forum.moe.gov.om/%7Emoeoman/vb/attachment.php?attachmentid=89256&stc=1&d=1323539875


http://forum.moe.gov.om/%7Emoeoman/vb/attachment.php?attachmentid=89257&stc=1&d=1323539875

http://forum.moe.gov.om/%7Emoeoman/vb/attachment.php?attachmentid=89258&stc=1&d=1323539875



http://forum.moe.gov.om/%7Emoeoman/vb/attachment.php?attachmentid=89260&stc=1&d=1323540078

http://forum.moe.gov.om/%7Emoeoman/vb/attachment.php?attachmentid=89261&stc=1&d=1323540078

http://forum.moe.gov.om/%7Emoeoman/vb/attachment.php?attachmentid=89262&stc=1&d=1323540078

http://forum.moe.gov.om/%7Emoeoman/vb/attachment.php?attachmentid=89263&stc=1&d=1323540078

http://forum.moe.gov.om/%7Emoeoman/vb/attachment.php?attachmentid=89264&stc=1&d=1323540078

http://forum.moe.gov.om/%7Emoeoman/vb/attachment.php?attachmentid=89265&stc=1&d=1323540078

http://forum.moe.gov.om/%7Emoeoman/vb/attachment.php?attachmentid=89266&stc=1&d=1323540078

http://forum.moe.gov.om/%7Emoeoman/vb/attachment.php?attachmentid=89267&stc=1&d=1323540078

http://forum.moe.gov.om/%7Emoeoman/vb/attachment.php?attachmentid=89268&stc=1&d=1323540078

http://forum.moe.gov.om/%7Emoeoman/vb/attachment.php?attachmentid=89269&stc=1&d=1323540078







*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) .. (http://forum.moe.gov.om/~moeoman/vb/showthread.php?t=545151&goto=newpost)