حواليكم
29-12-2013, 09:25 PM
أصوات دعوات وتهجدات وتسابيح وتلاوة لآياتٍ من الذكر الحكيم، ليست جلسة ذكر أو حلقة في مسجد من بعد صلاة الفجر. هي دقائق قبيل امتحان نهائي لإحدى المواد الدراسية. خوف، ترقب وقلق على وجوه الطلبة، وقاعة رغم ما فيها من إضاءة إلا أنها كانت معتمة باردة. كل طالب جلس في مقعده يمارس طقوس اللحظات الأخيرة قبل بدء الامتحان.
بدأت أصوات الطلبة بالتلاشي شيئا فشيئا ويقرب وقت الامتحان ، لتحل محلها أصوات إعداد عدة الكتابة من استخراجٍ لأقلام أو تجريبها بالتشطيب على ورق فارغ، يتبعها بعض همهمات بين الطلبة لطلب دعم لوجستي أو عقد صفقة تبادل منافع قبل أن يحرم الكلام بينهم.
رمى المراقب الاسئلة على طاولته متعمدا أن تظهر صوتا يلفت انتباه الطلبة ويقطع الكلام بينهم، ودون أن يغير من ملامح وجهه الجدية صاح: "كل ما يتعلق في المادة من كتب وملخصات وملاحظات يجب أن يترك هنا". وأشار بسبابته الى زاويةالقاعة. انسل بعض الطلبة ووضعوا أوراقهم حيث أراد وعيونهم بقيت معلقة بها كأم تودع ابنها المغترب لأول مرة.
فتح المراقب الملف واستخرج أوراق الأسئلة وهو يصيح مرة أخرى بصوته الأجش:"الآن سأبدأ بتوزيع الأسئلة، لا أريد ان اسمع اي كلام". هدأت القاعة تماما ولم يعد يُسمع سوى صوت الأوراق وصوت المراقب وهو يتحرك بين المقاعد. وبدأ الامتحان هدوء يلف المكان، يقطعه صوت سعلة هنا أو سقوط قلمٍ هناك. خطوات ثقيلة يخطوها المراقب بين الطلبة يتفحص الوجوه ، يتحين الفرصة ليلقي القبض على من يسرق نظرة من ورقة زميله أو من يحاول الاستعانة بورقة خبأها بين ثنايا ملابسه ؛ تعود نظراته عليه بالفشل دائماً.
تمر الدقائق ثقيلة على المراقب، بطيئة على الطالب، على عكس الحياة ، ففي الامتحان وحده يمر الوقت على المهموم سريعاً وعلى المسرور ببطء. يقطع المراقب الصمت وملله ببعض عبارات التحذير لمن اشتبه في أن نفسه تسول له الغش، لايقبل نقاشهم ويهددهم بطردهم من القاعة إذا عاودوا الكرة ، ويعود للدوران بين المقاعد ببطء ورتابة.
"بقي خمس دقائق" يعلنها فرحا بقرب الإفراج عنه، فقد مل الوقوف والجلوس والمشي لساعتين، حفظ الوجوه والملابس وألوان الأقلام ، ملَّ كل شيء من حوله. خمس دقائق وينتهي الكابوس بالنسبة له. خمس دقائق، يزداد صرير الأقلام وقعاً،همسات الطلاب تذكر بالاتفاقات المعقدة قبل الامتحان تزداد إلحاحاً ولكن عجز الطالب والمطلوب.
تأكد من وجود اسمك على الأوراق التي ستسلمها، اكتب آخر ما تعلم ، وآخر ما تريد أن تقول"، قالها المراقب بخشوع، كأنما يستذكر إن بعد ذلك يوم الحساب."ضع القلم"؛ صاحها بأعلى صوته مكرراً هذه العبارة أكثر من مرة. "ضع القلم . قلت ضع القلم ، انتهى الامتحان". بعضهم اكتفى بالابتسام فقد أعد جيداً لهذا اليوم ولم تكن الأسئلة بالشيء المفاجيء له ، آخرون بدأوا يحسبون العلامات ، ويظنون بالمصحح للمادة خيراً عله يتغاضى عن زلة هنا أو خطأ بسيط هناك ، وآخرون ضربوا كفاً بكف، يا حسرة على العباد! ينتهي المراقب من تسلم الأوراق، ويلملم الطلبة حاجياتهم ودموعهم وابتساماتهم ويغادر الجميع القاعة. تعود القاعة فارغة تنتظر موعدا جديدا لامتحان جديد ولطلبة جدد.
*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) .. (http://forum.moe.gov.om/~moeoman/vb/showthread.php?t=547015&goto=newpost)
بدأت أصوات الطلبة بالتلاشي شيئا فشيئا ويقرب وقت الامتحان ، لتحل محلها أصوات إعداد عدة الكتابة من استخراجٍ لأقلام أو تجريبها بالتشطيب على ورق فارغ، يتبعها بعض همهمات بين الطلبة لطلب دعم لوجستي أو عقد صفقة تبادل منافع قبل أن يحرم الكلام بينهم.
رمى المراقب الاسئلة على طاولته متعمدا أن تظهر صوتا يلفت انتباه الطلبة ويقطع الكلام بينهم، ودون أن يغير من ملامح وجهه الجدية صاح: "كل ما يتعلق في المادة من كتب وملخصات وملاحظات يجب أن يترك هنا". وأشار بسبابته الى زاويةالقاعة. انسل بعض الطلبة ووضعوا أوراقهم حيث أراد وعيونهم بقيت معلقة بها كأم تودع ابنها المغترب لأول مرة.
فتح المراقب الملف واستخرج أوراق الأسئلة وهو يصيح مرة أخرى بصوته الأجش:"الآن سأبدأ بتوزيع الأسئلة، لا أريد ان اسمع اي كلام". هدأت القاعة تماما ولم يعد يُسمع سوى صوت الأوراق وصوت المراقب وهو يتحرك بين المقاعد. وبدأ الامتحان هدوء يلف المكان، يقطعه صوت سعلة هنا أو سقوط قلمٍ هناك. خطوات ثقيلة يخطوها المراقب بين الطلبة يتفحص الوجوه ، يتحين الفرصة ليلقي القبض على من يسرق نظرة من ورقة زميله أو من يحاول الاستعانة بورقة خبأها بين ثنايا ملابسه ؛ تعود نظراته عليه بالفشل دائماً.
تمر الدقائق ثقيلة على المراقب، بطيئة على الطالب، على عكس الحياة ، ففي الامتحان وحده يمر الوقت على المهموم سريعاً وعلى المسرور ببطء. يقطع المراقب الصمت وملله ببعض عبارات التحذير لمن اشتبه في أن نفسه تسول له الغش، لايقبل نقاشهم ويهددهم بطردهم من القاعة إذا عاودوا الكرة ، ويعود للدوران بين المقاعد ببطء ورتابة.
"بقي خمس دقائق" يعلنها فرحا بقرب الإفراج عنه، فقد مل الوقوف والجلوس والمشي لساعتين، حفظ الوجوه والملابس وألوان الأقلام ، ملَّ كل شيء من حوله. خمس دقائق وينتهي الكابوس بالنسبة له. خمس دقائق، يزداد صرير الأقلام وقعاً،همسات الطلاب تذكر بالاتفاقات المعقدة قبل الامتحان تزداد إلحاحاً ولكن عجز الطالب والمطلوب.
تأكد من وجود اسمك على الأوراق التي ستسلمها، اكتب آخر ما تعلم ، وآخر ما تريد أن تقول"، قالها المراقب بخشوع، كأنما يستذكر إن بعد ذلك يوم الحساب."ضع القلم"؛ صاحها بأعلى صوته مكرراً هذه العبارة أكثر من مرة. "ضع القلم . قلت ضع القلم ، انتهى الامتحان". بعضهم اكتفى بالابتسام فقد أعد جيداً لهذا اليوم ولم تكن الأسئلة بالشيء المفاجيء له ، آخرون بدأوا يحسبون العلامات ، ويظنون بالمصحح للمادة خيراً عله يتغاضى عن زلة هنا أو خطأ بسيط هناك ، وآخرون ضربوا كفاً بكف، يا حسرة على العباد! ينتهي المراقب من تسلم الأوراق، ويلملم الطلبة حاجياتهم ودموعهم وابتساماتهم ويغادر الجميع القاعة. تعود القاعة فارغة تنتظر موعدا جديدا لامتحان جديد ولطلبة جدد.
*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) .. (http://forum.moe.gov.om/~moeoman/vb/showthread.php?t=547015&goto=newpost)