بخاء على موعـد مع تنفيذ مشروعات خدمية واقتصادية وسياحية العام الجاري
تحظى جميع ولايات السلطنة بالعديد من المشروعات التنموية الحيوية المستدامة التي تواكب متطلبات التنمية المختلفة وتلبي حاجات المواطن، حيث تسعى الحكومة جاهدة لتوسع رقعة الخدمات التي توفرها بصورة كبيرة لتشمل جوانب متعددة، والمساهمة بصورة فعالة لتطوير وتعزيز البنى الأساسية، وتوفير مختلف الخدمات الضرورية للمجتمع المحلي، وتمكين المواطن من مواكبة مقومات الحياة العصرية.
وتعمل الحكومة على توفير البنى الأساسية بمختلف ولايات السلطنة،كما هو الحال في ولاية بخاء، حيث أقامت العديد من المشروعات التنموية خلال السنوات الماضية وبعض المشروعات قيد الإنشاء، ومن أهمها رصف الطرق الداخلية وإنارتها، وإنشاء المرافق الخدمية الأخرى مثل الأسواق والحدائق والمتنزهات وتأمين خدمات الصرف الصحي من خلال إنشاء محطة الصرف الصحي، وتنمية الموارد المائية من خلال إنشاء سد التغذية في إحدى قرى الولاية.
كما تحظى الولاية بالعديد من الخدمات التنموية القائمة التي تهدف إلى تقديم الخدمات للمواطنين في شتى المجالات، ومن ضمن هذه الخدمات ميناء الصيد الذي يخدم جميع الصيادين ومرفأ للصيد بمنطقة الجري وآخر في منطقة غمضاء لرسو القوارب الصغيرة، ومن ضمن المؤسسات في الولاية نادي بخاء الرياضي الثقافي وجمعية المرأة العمانية التي تقوم بالعديد من الأنشطة الاجتماعية وبيت نمو الطفل، إضافة إلى وجود الخدمات التعليمية متمثلة بوجود المديرية العامة للتربية والتعليم بالمحافظة، وثلاث مدارس اثنتان منها للحلقة الثانية من الخامس وحتى الثاني عشر ومدرسة واحدة من 1-4 ،وتوجد قنوات لتصريف مياه الأمطار ومجمع للصرف الصحي، وبالنسبة للخدمات التجارية والاقتصادية يوجد عدد من المحلات التجارية التي تلبي حاجة المواطنين والمقيمين من المواد الغذائية وغيرها، بالإضافة إلى وجود بنك تجاري، ومن المؤسسات الحكومية بالولاية مكتب الوالي ودائرة الكاتب بالعدل وبلدية بخاء ومكتب بريد بخاء ومستشفى بخاء ومركز الثروة السمكية ومركز التنمية الزراعية ومكتب للكهرباء ومكتب للمياه، بالإضافة إلى وجود مركز شرطة ومركز الدارة الحدودي.
وفي لقاء مع سعادة الشيخ سيف بن عبدالله المعمري والي بخاء تحدث عن مجموعة من المشروعات التي تم انجازها وتلك التي ما زالت قيد الإنشاء، إضافة إلى مجموعة من المشروعات التي تم التخطيط لإنشائها في المستقبل القريب، ومن ضمن هذه المشروعات أشار سعادته إلى مشروع إقامة سوق الأسماك بتكلفة قدرت بحوالي 120962 ريالا عمانيا، حيث أن السوق يخدم شريحة كبيرة من الصيادين، وكون الأسماك مصدر الرزق الأساسي لبعض الأسر ومصدر الرزق الإضافي للأسر الأخرى من ذوي الدخل المحدود لتحسين أوضاعهم الاقتصادية، والذي ينعكس إيجابا في عملية تسويق أسماكهم حيث تم توفير المكان المناسب لذلك، والحد من ظاهرة تسويق الأسماك بالدول المجاورة إضافة إلى مشروعات رصف الطرق الداخلية بالولاية والتي بلغ مجموع أطوالها حوالي 10 كيلومترات، وأيضا إنارة هذه الطرق الداخلية، كما أشار سعادته إلى مشروع إنشاء سوق الخضار بالولاية بتكلفة وقدرها (150000 ريال عماني). حيث اشتمل المشروع على كافة المرافق التي يجب توافرها في السوق، وأيضا استوفى شروط الأمن والسلامة والاشتراطات البيئية والصحية، وتم الاتفاق عليها من قبل الجهات المختصة بذلك. ولكن نظرا لشح الزراعة بالولاية فإن السوق غير مستخدمة من قبل المواطنين حاليا.
كما أشار سعادته إلى أحد المشروعات المهمة والحيوية والمتمثل في مشروع إنشاء محطة تحلية مياه الشرب بسعة (2000 متر مكعب يوميا)، حيث بلغت تكلفة المشروع (300349 ريالا عمانيا) على أن يستأنف تشغيل المحطة خلال الأشهر القادمة، حيث تقوم المحطة بتوزيع المياه وإنشاء خزانات تجميعية وتوزيعية، بالإضافة إلى تقوية الضخ، حيث تسعى الهيئة لتوفير المياه الصالحة للشرب إلى جميع القرى التابعة للولاية من خلال عمل المحطة على تحلية المياه القادمة من البحر ليتم نقلها لخزانات الولاية، ومن ثم توزيعها لكافة التجمعات السكنية والعمرانية في ولاية بخاء.
وحول المنافذ الحدودية يقول سعادة والي بخاء: لقد تم الانتهاء من تنفيذ إقامة مبنى منفذ الدارة الحدودي الجديد في ظل ازدهار الحركة السياحية في محافظة مسندم، وسعياّ لتوفير خدمة أفضل للعابرين إلى المحافظة، حيث جاءت الفكرة من إنشاء هذا المبنى الجديد لكي يساهم في تنشيط الحركة السياحية إلى المحافظة وقد بدأ العمل بالمبنى الجديد في تاريخ 14/4/2010، وهو يتكون من طابقين الدور الأرضي يتكون من مكتب ضابط شعبة الجوازات وصالة تتسع إلى 60 شخصا تقريبا لإنهاء إجراءات الجوازات، مجهزة بأحدث وسائل الراحة ومقهى ومكتب للتأمين ومكتب لبصمة العين ودورات مياه للجنسين وعدد أربع منافذ للدخول وثلاثة منافذ للخروج، أما الطابق الثاني فيتكون من مكتب لمدير المنفذ ومكتب منسق المدير ومكتب للشؤون الإدارية ودورات مياه ومطبخ واستراحة للضيوف مع دورات مياه، بالإضافة إلى مكتب للضابط المناوب في أعلى المبنى، كما أضيفت مساكن للأفراد وقد بلغت تكلفة المبنى (مليون ونصف المليون ريال عماني تقريبا). ويعتبر هذا المنفذ هو المنفذ البري الذي يربط المحافظة بإمارة رأس الخيمة بدولة الإمارات العربية المتحدة.
وأشار سعادته كذلك إلى مشروع وحدة تصنيع الثلج بتكلفة بلغت (35.000) ريال عماني، حيث تساهم وحدات تصنيع الثلج في توفير الاحتياجات اللازمة للصيادين في ولاية بخاء، وتبلغ سعة الإنتاج 5 طن من الثلج يوميا، مشيرا إلى أن الهدف من هذا المشروع هو رفع كفاءة الأسماك وتحسين جودتها، مما يؤدي إلى رفع قيمة الأسماك، بالإضافة إلى توفير الخدمات اللازمة للصيادين من الثلج، ولقد تم الانتهاء من هذا المشروع.
ومن ضمن مشروعات استثمار الثروة السمكية الاستثمارالأمثل بما يسهم في خدمة الصيادين وأبناء الولاية، يضيف سعادته قائلا: هناك أيضا مشروع توريد وتركيب مخزن التبريد، والذي بلغت تكلفته الإجمالية (9.500) ألف ريال عماني، حيث تم توفير مخازن تبريد في ميناء ولاية بخاء وذلك بهدف حفظ الأسماك الزائدة بعد فترة الإنزال، وهي في متناول جميع الصيادين دون استثناء ويتم إدارته من قبل المختصين بالميناء، وقد تم الانتهاء من المشروع في أكتوبر لعام 2012م، وهو متاح لحفظ ما يقارب ثلاثة أطنان من الأسماك في حالتي التبريد والتجميد.
وحول المشروعات التي تم التخطيط لتنفيذها والبدء الفعلي لعدد منها يقول سعادة الشيخ والي بخاء: من ضمن أضخم هذه المشروعات التي تم البدء بتنفيذها مشروع إنشاء محطة معالجة غاز مسندم بتكلفة حوالي (6مليون دولار). حيث يتم تشييد هذا المشروع الحيوي والهام من قبل شركة النفط العمانية للغاز والاستكشاف والإنتاج وذلك بهدف معالجة سوائل الآبار النفطية الواقعة بحقل بخاء الغربي، حيث سيتم نقل السوائل من الحقل إلى المحطة من خلال خطوط أنابيب جديدة تحت سطح البحر، وتعمل المحطة على إنتاج الغاز ذي الجودة العالية والنفط، وغاز النفط المسال، والكبريت علاوة على ذلك تستفيد من البخار الناتج من الغاز في توليد الطاقة الكهربائية، وستعمل الشركة أيضا على معالجة النفايات السائلة سعيا منها إلى تقليل التلوث البيئي.
ومن ضمن المشروعات الصحية أشار سعادته إلى مشروع استبدال مستشفى بخاء بمستشفى آخر تبلغ مساحته حوالي (40000 متر مربع). حيث بلغ إجمالي التكلفة (5000000 ريال عماني) مضيفا إلى أن فكرة استبدال المبنى القديم بآخر جديد جاءت انطلاقا من كون المبنى القديم لا يحتوي على عيادات متخصصة، إضافة إلى عدم استيعابه للحالات الحرجة مما يستدعي نقل المريض إلى مستشفى خصب، مشيرا إلى أن المبنى الجديد يحتوى على عدد من العيادات الخارجية وملحقاتها وهي كالتالي (الباطنية والأطفال وعيادة المسنين وعيادة المشورة وعيادة التغذية وعيادة التثقيف الصحي وعيادة تخصصية وعيادة الصحة المدرسية).
بالإضافة إلى قسم الطوارئ والحوادث ويشمل غرفة الملاحظة وغرفة الإنعاش القلبي والإفاقة، أيضا قسم المختبرات الطبية ومرافقها ويضم بنك الدم، وصالة العمليات وقسم الأشعة وصالة للولادة، ووحدة عناية الأطفال الخدج ووحدة العناية المركزة وقسم الصيدلة الذي يحتوي على صيدلية صغرى وكبرى وأقسام الخدمات الأخرى من غرف للإدارة ومكتب العلاقات العامة ومكتب للموظفين الإداريين بالإضافة إلى مكان لحفظ ملفات الموظفين، وقاعة محاضرات تتسع للعدد 40-60 كرسيا، وحدة الصيانة العامة، وحدة الغاز المركزي، وحدة الشؤون الهندسية، بالإضافة إلى ثلاجة لحفظ جثث الموتى ومهبط للطائرات العمودية وزيادة السعة الاستيعابية للأسرة لتصل إلى (40) سريرا، وتشمل خدمات التنويم موسعة للنساء والولادة وتخصصات الأطفال والأمراض الباطنية والجراحة والأنف والأذن والحنجرة.
أما حول مشروعات الإسكان وتوفير السكن المناسب والملائم للمواطن يقول سعادته: هناك مشروع لإنشاء 30 وحدة سكنية، وزعت على جميع قرى ولاية بخاء للمواطنين من ذوي الدخل المحدود والتي استوفتهم الشروط في الحصول على الوحدات السكنية، والمشروع يأتي ضمن المساعي الرامية إلى توفير السكن المناسب للمواطن، ومن ضمن المشروعات الترفيهية والتجميلية في الولاية أشار سعادة والي بخاء إلى مشروع إنشاء حديقة عامة بمنطقة حل، حيث يعد هذا المشروع من المشروعات السياحية في الولاية، باعتبار أن منطقة حل من المناطق الساحلية التي تطل على البحر مباشرة، حيث يفد إليها السائحون بشكل كبير ومستمر طيلة أيام السنة، وسوف يتم تزويد الحديقة بالخدمات الأساسية والضرورية لها من ممرات واستراحات وعناصر جمالية مختلفة وألعاب متنوعة ومرافق خدمية كدورات المياه ومقهى.
ومن ضمن المشروعات المخطط لإقامتها والتي لم يتم البدء بها بعد مشروع إنشاء سد التغذية بمنطقة غمضاء لتقليل الملوحة الملحوظة في المياه الجوفية التي تشهدها ولاية بخاء في الآونة الأخيرة، وجاءت الفكرة من إنشاء هذا السد نظرا لأن الأودية التي تفيض بالمياه تنتهي إلى البحر دون الاستفادة منها، حيث أن الولاية بدأت تشهد شحا بالموارد المائية الجوفية التي تسحب عن طريق الآبار من منطقة غمضاء لكي توزع إلى جميع القرى والمناطق التابعة لولاية بخاء مؤكدا سعادته أن إنشاء سد على مجرى الأودية الرئيسية في المنطقة يعد أمراً ضرورياً، حيث سيعمل هذا السد على زيادة مخزون المياه الجوفية وتغذية الآبار الموجودة إضافة إلى تقليل تملح المياه الجوفية.
ومن ضمن المشروعات التي ستشهدها الولاية خلال الفترة القادمة والذي بلغت تكلفته الإجمالية (37.3) مليون ريال عماني، يقول سعادة والي بخاء: لقد بدأ تنفيذ أكبر مشروع لشبكات الكهرباء بمحافظة مسندم والتي حصلت عليه الشركة السعودية – شركة المقاولات الوطنية NCC – هذه الشركة إحدى أكبر الشركات في المملكة العربية السعودية ولديها مشروعات أخرى في السلطنة، وسيتم بناء هذا الخط تزامنا مع أول محطة للطاقة المعتمدة على الغاز الطبيعي في المحافظة، والهدف من المشروع توفير طاقة كهربائية ذات جودة عالية تلبي متطلبات واحتياجات المواطنين والبنى الأساسية والخدمية والمشروعات التنموية بالمحافظة، من خلال تعزيز الطاقة الكهربائية حيث يتم تصميم شبكة نقل ذات جهد 132 ك.ف (كيلو فولت) قادرة على نقل قدرة كهرباء تصل إلى 240 ميغا وات.
وسوف يتم تزويد المدن والقرى في ولاية بخاء وخصب ودبا، بحيث يحل محل توليد الطاقة الكهربائية المكلفة التي تعمل بالديزل حالياً، وستمتد بطول حوالي 18 كيلو مترا وصولا إلى ولاية خصب ومن ثم يمتد 80 كيلو مترا وصولا إلى ولاية دبا، وسيتم بناء محطة الكهرباء الجديدة التي تعمل بالغاز بمنطقة الدارة الحدودي والتي هي قيد الإنشاء حاليا، حيث تعرف المحطة باسم مصنع غاز مسندم وهي تابعة لشركة النفط العمانية للاستكشاف والإنتاج (OCCEP) وقد تم تحديد الإطار الزمني لإتمام هذا المشروع وهو عامان فقط.
http://www.musandam.net/up//uploads/...ce7b48ee15.jpg
صورة ارشيفية : الفاضل بدر الشحي مدير دائرة الطرق بمحافظة مسندم في حديث مع معالي أحمد الفطيسي وزير النقل و الإتصالات
بتواجد خليفة بن المرداس البوسعيدي محافظ مسندم و المقدم سالم محمد الغيثي / مساعد القائد العام لقيادة شرطة مسندم
كما أشار سعادة والي بخاء إلى مشروع إنشاء جامع السلطان قابوس بولاية بخاء، حيث يقع الجامع على الشريط الساحلي للولاية بمحاذاة قلعة بخاء، وسوف يشيد على أرض مساحتها مناسبة لبناء هذا الصرح الديني، ويشتمل الجامع على قاعة رئيسية للمصلين، بالإضافة لمصلى للنساء ومكتبة تضم مختلف الكتب، وسوف يزود بالمرافق العامة والضرورية للمسجد.
المعالم الأثرية والسياحية
وحول أهم المعالم والمقومات السياحية التي تتمتع بها ولاية بخاء قال سعادة الشيخ سيف بن عبدالله المعمري: إن الولاية تزخر بالعديد من المعالم الأثرية والسياحية، وأهم معالمها الحصون وهي حصن البلد، وقد قامت الحكومة بترميمه، وهذا الحصن محاط بخنادق من ثلاث جهات بالإضافة إلى حصن القلعة وحصن الرأس ويقع على لسان ممتد في البحر، ومن المعالم الأثرية والسياحية المسجد الكبير ويعتبر ثاني معلم في ولاية بخاء بعد القلعة إضافة إلى عين النجمة ويزورها العديد من السائحين وهي عبارة عن حفرة كبيرة تقع عند أحد مصبات الأودية في الولاية، حيث تفيض بالمياه في موسم هطول الأمطار ويقال أن هذه الحفرة تكونت منذ القدم نتيجة سقوط أحد النيازك في المنطقة، ومن العيون السياحية كذلك عين الثوارة التي تعد مقصدا للزوار عند هطول الأمطار وأضاف سعادته: من أهم عوامل الجذب السياحي الطبيعية في الولاية شواطئها الرملية النظيفة كشاطئ بخاء وشاطئ حل وشاطئ السيفة الطويلة، والتي تم توفير الخدمات الأساسية بها كالإضاءة ودورات المياه وخزانات المياه والمظلات، حيث تشهد اقبالا سياحيا كبيرا خاصة للتخييم وإقامة المعسكرات السياحية.
