رمت الجفاء (على خطى أضحى التنائي لابن زيدون)

(رمت الجفاء) .... على خطى أضحى التنائي لابن زيدون


يا من جفانا ولم يذكر تصافينا
ولا رياضاً زرعناها رياحينا
ضاعَ الوفاءُ وحلَّ الغدرُ يخلفُهُ
سُمَّ الفراقِ بخمرٍ صارَ يسقينا
كنا له الشهدَ لمّا كان يعشقنا
ما بالُنا اليومَ زقّوماً وغسلينا
كنا الصباحَ شموساً في محبتهِ
جهلاً حسبناهُ بدراً في ليالينا
ما كانَ يعرفُ طعمَ الحزنِ في دلعٍ
إلا سقيناهُ سعداً من مآقينا
أو كان يُنكرُ صوتَ الحبِّ في خجلٍ
إلا شدا بالهوى والحبِّ شادينا
ولا شكى ألماً من طعنِ مهجتنا
قلنا: استرح ... تطعنُ الخفّاقَ أيدينا
شلناهُ فوقَ كفوفِ الراحِ مسكنُهُ
والذلَّ نلبسُ ... والأوهامُ تُغرينا
حتى غدونا وما نرجوا مودتَهُ
واليأسُ موجٌ علا يغزو أمانينا
من يستمع للعدى ما ارتاحَ ثانيةً
ولا أراحَ سوى أجفانِ واشينا
دعْ عنكَ ما تزعُمُ الأعداءُ زائفةً
فما لقينا حبيباً عنكَ يُغنينا
رمتَ الجفاءَ وما رُمناهُ مكرمةً
تنسى الودادَ وما كنّا بناسينا
يا ليتَ شعري إذا نرنوا لمنزلكم
ولا نراكم على ما كان يرضينا
قمنا نُغنّي على أيامكم كمداً
همّاً وغمّاً فما الألحانُ تُلهينا:

أضحى التنائي بديلاً من تدانينا
ونابَ عن طيبِ لُقيانا تجافينا
بنّا وبنتم فما ابتلّت جوانحنا
شوقاً إليكم وما جفّت مآقينا
عليكَ منّا سلامُ اللهِ ما بقيت
صبابةٌ بكَ نُخفيها فتَخفينا


عبدالعزيز بن ناصر الغافري


الأبيات الثلاثة الأخيرة لابن زيدون

*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) ..