هم .....السابقون .

لم أقرأ كتاب ( على هامش السيرة ) لطه حسين , ولكن قرأت (سيرة ابن هشام ) , خوفا من أفكاره ومغالطاته , فعميد الأدب العربي على قولهم , أفكاره فيها أخذ ورد من خلال تاريخه الأدبي والثقافي والفكري , ولكن سيرته الذاتية الورقية لا تعكس ذلك ولا تظهره , فهي عبارة عن وثيقة مهنية تحتوي على بيانات أو معلومات موجزة عن الوظائف ذات الصلة بالخبرة أو المؤهلات العلمية والعملية , ولكنها لاتظهر الأخلاق أو السلوك أو الفكر أو إ سلوب التعامل , فهي تظهر جوانب على حساب جوانب أخرى أكثر أهمية , وتلك السيرة الذاتية بياناتها لا تختلف كثيرا عن السيرة التي طلبت من بعض الموظفين في الفترة الأخيرة والذين تم إختيارهم من مستوى وظيفي معين له مواصفات وشروط تختلف عن بقية الموظفين مهما كانت خبرتهم أو مؤهلاتهم العلمية أو الأكاديمية , مع أن العملية كلها لا تخلو من التمويه أو التتويه , فالأعداد ذات المواصفات الخاصة كثير ة ولكن أغلبها لاهي في العير ولا في النفير , لكن الخوف من رد فعل الحقل التربوي أوجد فكرة السيرة الذاتية وهي في حقيقتها محاولة إمتصاص لإذابة الجليد , وحتى لو ذاب الجليد فلا يوجد تصريف يؤدي الغرض , لم تكن سيرتي الذاتية مطلوبة أو مرغوبة ربما نتيجة أفكار أو مغالطات أو لإعتبارات هناك من يحتفظ بها , لكن حاولت أن أكتب سيرتي الذاتية للذكرى على نموذج آخر أقل جودة وتصنيفا , فالنموذج ينقصه الكثير لكن مصطلح الخبرة والمؤهل لم يختلف هنا أو هناك إذا كانا معيارا , حاولت أن أجد مساحة لأتحدث عن الإنجازات أو الملتقيات ولكن لم أجدها وأظنها أكثر وضوحا في النموذج الآخر , فهناك يكمن الإبداع والتميز , حا ولت أن أبحث عن فراغ داخل الصفحة لأتحدث عن أي نظام صارم أدخلته للضبط والربط يخالف العلاقات الإنسانية ليشهد على جودة الإدارة وحسن القيادة ولكن لم أجده وربما يوجد في النموذج الآخر , لم أتمكن من إظهار التزمت وتعظيم الذات , ولكن في نظري من يجيد ذلك في النموذج الآخر , لم أتحدث عن ساعات المجاملات أو السهر والسمر , لكن أظن في النموذج الآخر درجات قد رصدت لذلك , وحتى لا أظلم في الحكم أحد , ربما نسيت أن أكتب الهاتف فتعذر الإتصال , فكلي أمل أن يكون كذلك .


*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) ..