المبادرة عبادة ننتظرها

كان يتجول في أمريكا بين الولايات وإذا علم أن إحدى الولايات لا يجتمع فيها المسلمون في المسجد للصلاة, استأجر شقة في وسط الولاية ثم نادى المسلمين الذين يسكنون بقرب المكان وحوله وجمعهم على الصلاة وخطب بهم الجمعة وبعد الخطبة يقول لهم أنا في هذا المكان لمدة أسبوع أدرب الإمام على الخطبة والصلاة، وإني قد استأجرت لكم هذا المكان ليكون مسجدكم ومكان تجمعكم وليس لدي مال فعليكم أن تستمروا في دفع الإيجار لأنه مكانكم وهو لكم، ثم يتركهم بعد ما ساعدهم على الاجتماع والصلاة ويذهب لولاية أخرى فيفعل بها نفس الشيء وهكذا ينتقل في أمريكا للدعوة إلى الله تعالى. وعندما التقيت به سألته وكم عدد المساجد التي أسستها على هذه الطريقة الذكية، فرد علي مبتسما: لم أعدهم ولكنهم تجاوزوا الثلاثمائة. أنها فكرة ذكية لا تكلف شيء سوى الحركة والمبادرة ثم يتجمع الناس على الخير، وهذا ما يؤكد قوله أحد العلماء عندما جاءه طالب يشتكي من الفساد في البلد فالتفت عليه الشيخ وقال له: يا بني لقد رفع أهل الفساد راية فتجمع عليها الناس فارفع أنت راية للخير يتجمع حولك الناس. فالمبادرة عبادة ننتظرها وتحتاج من المبادر إن يمتلك الجرأة والشجاعة والتوكل على الله تعالى، وخوض التجربة مع تحمل النتائج، ولو تأملنا في حياة كل الناجحين والمبدعين لوجدنا أن صفة المبادرة من أول الصفات التي يمتلكونها، وإلا من كان يتوقع شخص يؤسس أكثر من ثلاثمائة مسجد في أمريكا وليس في جيبه دولار واحد، ولكن بالتخطيط والمبادرة يحقق الإنسان النتائج الباهرة، وأذكر بالمناسبة رجل قاطع زوجته سنة فاشتكى لي ويريد حلا لأنه يريد الرجوع ولكن لا يعرف كيف يرجع.. فقلت له بادر بالاتصال لكسر الجليد فقال لي فإن رفضت الزوجة، قلت له بادر مرة أخرى قال فإن ردتني قلت بادر مرة ثالثة سيفتح لك الباب وهذا ما حصل، فالمبادرة عبادة ننتظرها..


*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) ..