جندي مجهول بمدرستنا يستحق الإشادة

في الستين من عمره ... غزا الشيب أغلب ما تبقى من شعره
وأشعله بالبياض كقلبه الابيض النقي ..
بشوش مرح مزوح نسعد بلقياه كل صباح و التسليم عليه و مصافحته
ملامحه كملامح اجدادنا طيبة وجدية و اخلاص وحب للعمل
انه أبو سعيد عامل مدرستنا وعمنا المحبوب

منذ يومين نسيت شيئا على مكتبي بغرفة المعلمين .. ذهبت بعد صلاة
العشاء لإحضاره .. طرقت الباب على الحارس
فجاء صوت أبي سعيد الجهوري من الداخل
إستغربت الأمر فهو ليس بحارسا للمدرسة
فألقيت بنظري و انا اتقدم داخلا من الباب الصغير للبوابة الذي لم يكن مغلقا
فإذا بأبي سعيد ممكسا مكنسة يكنس بها اوراق الشجر اليابسة التي ألقى بها الهواء و ينظف الممر في تلك الساعة من الليل

سألته عن السبب فأجاب بتلقائية: لكي تكون المدرسة نظيفة قبل وصول الطلاب و المعلمين

كم كان جميلا ذلك المشهد الذي راق لي .. راق لي اخلاصه و حبه لمهنته البسيطة


بعد حديث قصير بشوش معه سألته عن الحارس ليفتح لي غرفة
المعلمين فاخبرني انه استأذنه قبل وصولي بدقائق ليذهب لأداء
الصلاة في المسجد القريب من المدرسة وأنه سوف يعود بعد قليل

أخبرته انني سوف آتي لاحقا ثم سلمت عليه و انصرفت


*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) ..