عجائب مجلس الشورى العماني
عجائب مجلس الشورى العماني
يستغرب البعض من كمية ( الدلع الحكومي ) لعضو مجلس الشورى ، مجلس الشورى ما أن يتسلم منصبه حتى تمطر السماء عليه ذهبا والماس ، فمن تعديل الوضع الحكومي إلى هبة رجل أعمال من هنا وعطايا شركة من هناك ، ناهيك عن هبات المواطنين وعطاياهم ، يرتدي عضو المجلس في كل صباح دشداشته البيضاء الغالية الثمن ، وعمامته التي بثمنها يستطيع إطعام عشر اسر لمدة شهر، وخنجره الثمين الذي يستطيع بثمنه هو الآخر تغطية مصاريف طالب جامعي يتيم طوال مدة دراسته ، ويستقل سيارته الفارهه ذات الرقم الإحادي والتي بثمنها أيضا يستطيع رصف شارع وبناء منازل لأبناء ولايته المحتاجين لسكن يأويهم أو شارع يرحم صدورهم المتعبة من غباره وعواصف ترابه ، يذهب لمقابلة الوزير والوكيل طالبا أرضا لنفسه ووظيفة لابنه ومعاملات أخرى توفر له فيما بعد محطة بترول ومحلات تجارية وبناية شاهقة ، ومن منا لم يرى انجازات عضو مجلس الشورى ( لنفسه) في ولايته ؟ هل المطلوب إحصائية ، حسنا ، فلنقم بها أذن !!
ومن عجائب الشورى هذا التهافت المنقطع النظيرعلى الترشح لمجلس الشورى ، والذي طال المدرك وغير المدرك ، والعارف والمعروف ، الرجل والمرأة على حد سواء ، من لديه شهادة علمية ومن لا يعرف ما الذي تعنيه الشهادة ، فصاحب الشهادة يفاخر بعلمه ويناقش في عدة اتجاهات معاكسه وغالبا ما يخرج منها خالي الوفاض ، أما الغير متعلم فيمشي في تيارات عشوائية يتحصن فيها بالمادة ، يوزع ريالاته البائسة على البؤساء والذين لم يسبق لهم البؤس ، ليضمن صوتهم ، يا ترى أن كانت ريالاته قادرة على الخروج من جيبه إلى المواطنين ، فلماذا لم يخرجها من قبل أذن لخدمة مواطني ولايته ووفر لهم بها بعضا من الخدمات التي يرونها ضرورية ؟ ، لماذا تخرج الريالات الآن في هجرة جماعية فقط لنيل ماذا وما المقصد ؟ هل لتطوير الولاية أم لمنفعة المترشح ، سؤال لأولي الألباب فقط !!
أوضحت اللجنة الرئيسية لمجلس الشورى أن الرشاوي لشراء الأصوات تعد جريمة يعاقب عليها القانون ، فلماذا أذن الريالات تسرح وتمرح في بعض الولايات حتى وصل الأمر لبعض المترشحين التجوال بسيارته على أبناء ولايته حاملا المال والمصحف ، يقدم المال للمواطن ويجبره على أداء اليمين على المصحف لضمان صوته ، يا آلهي أين الأمن من كل هذا ؟
يجب على الحكومة التدخل من أجل أصلاح الوضع وضبط الأمور في كل الولايات ، فأنا كمواطن ما نفعي بعضو يمثل الولاية ويستقبل طلباتي ثم ما يلبث أن يدفنها في مقبرة درج طاولته ، ويذهب لقضاء وقته في احد مصايف أوروبا ، وتبقى الولاية دون خدمات ، من الحكمة أن تطالب الجهات المعنية سواء وزارة الداخلية أو مجلس الشورى العضو بتقرير سنوي يعدد فيه الانجازات التي حققها على مدار العام خدمة لولايته وأبنائها ، وعلى ضوء هذا التقرير يحدد مدى صلاحية بقاء العضو في منصبه ، هذه هي العدالة المطلقة .
نحتاج إلى عضو مجلس شورى ينظر إلى الحاجة قبل طالبها ، ويطلب الحاجة قبل ورودها إليه ، أليس العضو عالم بأمور ولايته وحاجاتها ؟ ، نحتاج إلى عضو مجلس شورى يجذب الاستثمارات إلى ولايته لا إلى أراضيه المترامية الأطراف ، ويحث رجال الأعمال على البناء والتشييد في الولاية لا إلى زيادة عدد بناياته ومجمعاته التجارية ، نحتاج إلى عضو يمحو عبارة باحث عن عمل في ولايته لا إلى باحث عن وظائف لأبنائه ، ببساطه نحتاج إلى عضو يصنع المعجزات وان لم يستطع فليأتي بها ، لان الولايات بحاجة إلى معجزة كي تتطور ويزدهر اقتصادها .