غدا .. جلسة حول مجلس الشورى وتطلعات الشباب
المواطنون: كلما حسُن الاختيار صلُح اتخاذ القرار -
غدا مجلس الشورى فرصة للتعبير عن الرأي فتفاعل الناس لإبداء آرائهم في المشاركة في الانتخابات القادمة للمجلس في دورته السابعة، حيث اشاروا إلى أن الغالبية لا شك ستنجذب عفويا وتلقائيا إلى الشخص الأنسب والأكثر إقناعاً، طالما كانت عملية الاختيار طبيعية سلسة،كما تحدثوا عن أنه كلما حسُن اختيار المستشار، صلُح اتخاذ القرار لذا يجب الوعي بأن يكون يوم الترشيح اليوم الذي يتحدد فيه مسار الشورى في السلطنة.
وفي حديث لعمان قال سعادة الشيخ أحمد بن محمد بن ناصر الندابي والي ضنك: تحلم المجتمعات المتحضرة بمنحها فرصة التعبير عن رأيها، وخاصة في اختيار من سيكون قادراً على التأثير في القرارات المهمة في حياتها، وكلما اتسعت قاعدة المشاركة في الرأي، كلما تعددت الأذواق واختلفت الآراء، إلا أن الغالبية لا شك ستنجذب عفويا وتلقائيا إلى الشخص الأنسب والأكثر إقناعاً، طالما كانت عملية الاختيار طبيعية سلسة غير متأثرة بعوامل خارجية تعكر صفوها وتؤثر على نزاهتها.
وأضاف: أما إذا بدأت عوامل خارجية في زعزعة الانسيابية والعفوية لعملية التعبير عن الرأي في مجتمع ما، فإن الهدف الأسمى من مسألة التشاور سيتلاشى وسيؤدي إلى نتائج عكسية في غير مصلحة ذلك المجتمع، إذا ما أخذنا في الاعتبار أن التشاور والشورى هو آلية للوصول إلى الرأي الأفضل لاتخاذ القرار الأنسب. وبالتالي فإنه إذا أدت هذه الآلية إلى اختيار قرار غير مناسب بسبب تأثرها بعوامل خارجية، فلا شك أن ذلك ضرره يعود على المجتمع.
وأوضح الندابي أن الشورى تبدأ منذ يوم التصويت، وليس عند عقد اجتماعات مجلس الشورى، وإدلاء المرء بصوته هو أول مظهر من مظاهر الشورى، بل إن الانتخاب هو الأساس الذي تعتمد عليه العملية الشوروية فيما بعد، فكلما حسُن اختيار المستشار، صلُح اتخاذ القرار .
وأضاف إن العوامل التي قد تزعزع نزاهة العملية الاختيارية أو الانتخابية متعددة ومتفاوتة في التأثير، ومن أخطرها شراء الأصوات بالمال أو بالوعود أو بأي ثمن آخر، وكذلك تضليل الناخبين بشتى الوسائل من أجل احتكار أصواتهم والتضييق عليهم في حرية خياراتهم، ناهيك عن التدخلات التي تصدر من قبل بعض المترشحين في يوم التصويت وبالقرب من مراكز الاقتراع والتي تشكل عبئاً وثقلا على القائمين على تنظيم الانتخابات وتأثيراً سلبياً على سير وشفافية العملية الانتخابية، إضافة إلى كونها قد توقع أصحابها في طائلة القانون وتحرمهم من حق عضوية مجلس الشورى.
وقال: بالرغم من أن العارفين واثقون أن صوتهم هو حق لهم وحدهم يضعونه فيمن يرون فيه الصلاح والمقدرة على المشاركة الفاعلة في مجلس الشورى لخدمة مجتمعهم ووطنهم، وأن سرية التصويت مكفولة ولا يمكن لأيٍ كان معرفة لمن صوّت الناخب لأن الإجراءات المتخذة من قبل الجهات القائمة على الانتخابات واستخدام أحدث التقنيات في هذه الفترة تضمن هذه السرية، إلا أن غير العارفين وغير المطلعين لا يدركون ذلك، وبالتالي بذلت جهود كبيرة في التوعية والإعلام لضمان نزاهة الانتخابات والتأكيد على سرية التصويت وبأن اختيار أي من المترشحين هو حق شخصي للناخب بينه وبين نفسه لا يعلم به كائنا من كان إلا الله وحده، فليطمئن وليرشح من يريد بقناعته واختياره.
المترشحون ... لمجلس الشورى
من جهته قال عمير بن الماس العشيت من ولاية صلالة: يتوجه العمانيون في قادم الأيام إلى صناديق الاقتراع ليصوتوا لمن هو اكفأ واقدر على تحمل المسؤولية وتولي الامانة الملقاة على عاتقه لتحقيق آمال وطموحات المواطنين في الدورة السابعة لمجلس الشورى. والكل يتطلع لما هو افضل للرقي بالديمقراطية العمانية وابراز الوجه الحضاري العريق لمسيرة النهضة العمانية الحديثة، وذلك من خلال الادلاء بأصوات الناخبين في صناديق الاقتراع بحرية تامة وشفافية واضحة. حيث ان اصوات الناخبين يعتبر هو المعيار الوحيد للفوز بعضوية المجلس.
وأضاف إن الواجب الوطني يحتم علينا المشاركة الفعلية في هذه الملحمة الوطنية الاصيلة والادلاء باصواتنا لمن يستحق ذلك والاجدر بتمثيل ولايته.
وخاطب العشيت الناخب قائلا: ان ممارستك بالتصويت في هذا العرس الكبير لاشك سيعطي زحما قويا في الوصول الى الاهداف المنشودة، وكذلك باختيارك للعضو المناسب للتمثيل في المجلس ليكون الشخص المناسب في المكان المناسب. وسيساهم صوتك أيضا في كفكفة الملابسات التي قد يتصورها البعض بالمحسوبية أو الانتماءات القبلية، فكلما ساهمت بصوتك كلما كانت نسبة النتائج عادلة ومرضية لحد بعيد.
من جانب آخر اكملت جميع اللجان العامة والمشرفة على تنظيم الانتخابات في مختلف ولايات السلطنة استعدادها التام تقريبا لهذا الحدث التاريخي والذي يمثل قمة الديمقراطية العمانية. حيث أدخلت في عملية الانتخاب وسائل حديثة وتقنية متقدمة والتي من شأنها جعل عملية الانتخابات اكثر دقة في التنائج وذات فاعلية في سرعة الانجاز والفرز.
لقد بدأت الديمقراطية العمانية بخطوات حثيثة ومدروسة نابعة من القيم والمبادئ الاسلامية متمسكة بالتراث الوطني ومرتبطة بتاريخها العريق، وقد استحقت ذلك وكان لها ذلك التقدم والازدهار في كافة الميادين الوطنية والدولية والعالمية.
وأضاف: يعتبر مجلس الشورى إحدى اللبنات الاساسية الراسخة في بناء الديمقراطية العمانية حيث سعى المجلس منذ تأسيسه عام 1991م إلى بناء جسر التواصل وتقريب وجهات النظر بين المواطن والحكومة كما قدم المجلس العديد من الانجازات التي تحققت على ارض بلادنا الغالية خاصة بعد ان أدخلت عليه بعض التعديلات من خلال المرسوم السلطاني رقم 74/2003م والمرسوم السلطاني رقم 71/2004م اللذين ساهما بلاشك في تطوير مسيرة الشورى في السلطنة حيث اشتملت هذه التعديلات على زيادة عضوية المجلس والعمل بادوار انعقاد سنوية وتوسيع صلاحيته.
وقال العشيت: كما يبدو واضحا للعيان فإننا سنرى انتخابات الدورة السابعة اكثر سخونة من ذي قبل والمنافسة على اشدها بين المترشحين والمترشحات لاسيما وان المرأة دخلت بقوة في هذه الدورة والكل يراوده الامل لشرف الحصول على المقعد في المجلس والذي يعتبر امانة كبيرة قبل ان يكون منصبا وجاها وشهرة. فقد شاهدنا قيام بعض المترشحين النشطاء بحملات توعوية ودعائية واسعة وامتلأت الشوارع بصورهم وبرامجهم الانتخابية بالاضافة الى الجولات الميدانية وهذه ظاهرة جيدة في التنافس الشريف من اجل عمان. وفي اعتقادي الكل رابح حتى ما بعد الانتخابات. إلا ان البعض الاخر اكتفى بعنصر الحظ والمفاجآت والانتماءات المجتمعية لحسم النتائج النهائية.
وأشار إلى أن هذا يقودنا الى بعض التساؤلات حول المترشحين الذين لا يتكلفون بالحملات الدعائية لتعريف انفسهم وببرامجهم للمواطنين حتى تتسنى لهم فرصة اكبر للحصول على مزيد من الاصوات طالما أن لديهم النية الاكيدة في خدمة وطنهم اولا وخوض هذه الانتخابات ثانيا او يتركوا مجالا للاخرين . ويكاد الجمهور لا يعرف هؤلاء المترشحين إلا بعد اعلان اسماء الفائزين في الانتخابات.
وأضاف إنه بالبحث عن اسباب ذلك فإن منها انه قد تكون المدة الزمنية بين ترشيح الاسماء وموعد تاريخ الاقتراع غير كافية لضخامة هذا العرس الكبير والاعداد المتزايدة بين المترشحين، وهو ما قد يختلف عن الدورات السابقة. كذلك لا توجد مساحات اعلامية واسعة تغطي هذه الاعداد فلوائح الاعلانات الثابتة في الشوارع محدودة. ايضا التغطية الاعلامية غير موجودة بشكل واسع.
وأضاف ربما ان من الاسباب كذلك تكاليف الحملات الدعائية التي قد تشكل عبئا اخر للمترشح الذي لا يملك سوى مؤهلاته وخبراته وغيرها من الاسباب .. كل ذلك قد يشكل عوائق للمترشح الذي لا تتوفر لديه الامكانات للدخول في المعترك الانتخابي. ولتكن ما تكن العوائق فان المواطن العماني بعزيمته وقوة ارادته قادر على ان يزيل كل هذه العوائق عن طريقه حتى ولو كانت شاقة وصعبة في سبيل تحقيق اهدافه الوطنية والوصول الى مبنى مجلس الشورى بمجهوداته الذاتية وحسم الجولة الانتخابية لصالحه من خلال صناديق الاقتراع .
أما خلفان بن سعيد السالمي من ولاية نزوى فقال: نلاحظ أن لمجلس الشورى في الدورة القادمة اهتماما شعبيا كبيرا لم يسبق له مثيل حيث الجميع اصبح يتكلم عنه في الاونة الاخيرة، آملا أن يكون لمجلس الشورى دور رقابي وتشريعي وأن يكون أداة موصلة لهموم واحتياجاتهم المواطنين لدى صانعي القرار.
واضاف إنه ينوي اختيار المرشح الذي له دور اجتماعي سابق وكان مشاركا لهمّ الجميع وأحوالهم وعالما باحتياجاتهم. وان يكون شابا يطمح بكل جديد لا يتنافى مع عاداتنا وقيمنا الاسلامية.
مشيرا إلى أنه يتوقع أن يكون الاقبال على الترشيح في هذة الدورة بشكل كبير من قبل الناخب العماني لأن الجميع يعتقد بان للمجلس في الدورة القادمة صلاحيات افضل.
وأوضح السالمي أن لكل مترشح الحرية في الاسلوب الذي يتبعه للتعريف بسيرته الذاتية ما دامت لم تخرج عن القانون . ولا يجب التشكيك في نوايا المترشحين لان الجميع عماني ويحب الخير لعمان.
مشيرا إلى أن الشعب اصبح متعلما ويعي اين الافضل الذي سوف يمثله
منقول من جريدة عمان
http://main.omandaily.om/node/69216