نحو تعليم يقودنا إلى التقدم

التعليم مطلب إسلامي ينطلق منذ اللحظة الأولى لنزول الوحي على رسولنا ومعلمنا وقدوتنا - صلى الله عليه وسلم - ولكن التعليم مازال يواجه تحديات وصعوبات خطيرة تعصف بمعظم جهود التنمية التعليميةالمخلصة من بعض الأقطار العربية حتى وقتنا الراهن.
وتعود هذه العقبات والتحديات الخطيرة إلى الفترات العصيبة التي مر بها وطننا العربي والإسلامي من حروب متتالية متواصلة دفاعا عن الدين الإسلامي ونشره أحيانا ، وأحيانا أخرى دفاعا عن أراضيه ومقدساته ضد الغزاة الطامعين الذين انهالوا على ثروات العالم العربي والإسلامي واستنفذوها وما زالت آثار هذه التحديات منتشرة فى كافة مناحي الحياة.
وقد تأثر التعليم كغيره من مظاهر ومجالات الحياة ومازال متأثرا بهذه النتائج السيئة ولكن السؤال الذي يجول في خاطرنا الآن :
هل نستطيع أن نحقق التقدم التعليمي المنشود على مستوى العالم العربي؟
ما الأسس التي يجب الاعتماد عليها لتحقيق ذلك؟
في البداية أود أن أشير إلى أن الله - سبحانه وتعالى - كرَّم العرب المسلمين حينما جعلهم خير أمة أخرجت للناس وقد أثنى الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم - على أمته حينما أوضح أن الخير فيه وفي أمته إلى يوم القيامة ، ولذلك فكلنا إيمان بأن المحاولات الصادقة والمخلصة التي ستبذل في مجال النهوض بالتعليم في وطننا العربي سوف تكلل بالنجاح إن شاء الله.
ولكي نستطيع أن نرسم ملامح أساسية لتحقيق تقدم تعليمي منشود يجب أن نتذكر هذه الأسس:
1 - يجب الاعتماد على التعلم القائم على الميول والاتجاهات والاحتياجات المتعلقة بالمتعلمين فينبغي تصنيف المتعلمين طبقا لميولهم واتجاهاتهم ، و بناء على ذلك يتم انتقاء الخبرات والأنشطة وأدوات التقويم طبقا لهذه التصنيفات القائمة على أسس علمية منهجية ودراسات أكاديمية متخصصة في مواصفات مراحل النمو لدى المتعلمين.
2 - الاعتماد على مصادر واقعية متنوعة للتعلم بدلا من الكتاب المدرسي فقط. فالكتاب المدرسي يأخذ جهودا مضنية وأموالا طائلة ويستنفذ وقتا طويلا للمراجعات والطباعة والتوزيع . بل يجب أن يكون الكتاب المدرسي مرشدا لمصادر التعلم حيث ان المعرفة الإنسانية تنمو وتتضاعف فى الوقت الذي لا نزال فيه نواصل طباعة الكتب المدرسية على نفس أشكالها وأنماطها. والكتاب بدوره يجب أن يشير إلى المراجع والمجلدات والمكتبات ومواقع شبكة المعلومات التي تتناول موضوعات التخصص لدى المتعلم ( فخير للإنسان الذي يبحث عن الرزق أن يتعلم كيف يصطاد بدلا من أن نمن عليه بالسمكة).
3 - يجب الاعتماد على المعلم الميسر للعملية التعليمية التعلُّمية المرشد لمصادر التعلم الموجه للطالب فى كيفية الحصول على المعرفة وتفنيدها ونقدها والوصول إلى هدفه منها . وليس الأمر سهلا كما يظن البعض بل يقتضي ذلك من المعلم جهودا كبيرة وثقافات متنوعة ومهارات متعددة لا تتوفر في المعلم الملقن الذي يعتمد على تلقين المعارف من الكتاب المدرسي بطريقة التلقين والحفظ والاستظهار فقط.
4 - توظيف ما يتعلمه المتعلم لخدمة المجتمع والبيئة وإيجاد الحلول العلمية لما يعانيه المجتمع والبيئة من مشكلات.
5 - إحداث تكامل بين مصادر التعلم وبين مواد التعلم لتحقيق الأهداف المنشودة.
6 - بناء الخبرات والأنشطة التعليمية وأدوات التقويم طبقا للميول والاتجاهات لدى الطالب وطبقا لقضاياالمجتمع والبيئة.
7 - الاعتماد على استراتيجيات تعليمية متنوعة تعتبر المتعلم أساس العملية التعليمية كالتعلم عن طريق المشروعات ، والاكتشاف الموجه والتعلم الذاتي ...
8 - الاعتماد على وسائل تعليمية متطورة فعالة.بل من الجدير بالذكر أن نسعى لتطوير الفصل الدراسى ليمتلك كل طالب جهاز حاسب آلي متصل بشبكة المعلومات يعتمد عليه المتعلم في تعلمه بشكل أساسي في قاعات مؤهلة لذلك حيث تتم عمليات التعلم ومراجعة النسخ الإلكترونية للمحتوى الدراسي ومصادر التعلم وطرق التقويم المختلفة بإشراف المعلم والإدارة المدرسية.
9 - الاعتماد على التقويم الشامل المستمر لتقويم العملية التعليمية وتقويم الأداء الفعلي للمتعلم وليس التقويم النظري فقط حيث ينبغي الاهتمام بما ينجزه الطالب ويقوم به بالفعل فينبغي أن نسأل أنفسنا : ما الإنتاج الذي أنتجه الطالب من خلال تعلمه ؟
كيف تتحول المعرفة النظرية إلى تطبيقية ؟
فمثلا إذا صمم الطلاب (وهم مقسمون إلى مجموعات عمل) ملعبا رياضيا على أرض الواقع بفناء المدرسة بقياس المساحات والطول والعرض وارتفاعات المقاعد باستخدام وحدات القياس الرياضية سيكون ذلك باعثا لتعلم قائم على التجربة المباشرة ولن ينسى الطلاب بعد ذلك كيف يصلون إلى المساحة؟ وكيف يحسبون المحيط؟ هذا هو التعلم عن طريق المشروعات الذى يعتمد على مبدأ تربوى يقول :
كلما كان المتعلم أكثر مشاركة في العملية التعليمية كلما كان أكثر تعلما.


*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) ..