إِلهامٌ في
الساعة المُخيفة
التي تُسلم فيها شياطينْ الظلامْ “الليل الهاديء”
إلى الملائكة المُصغية إلى تمتات البشر في
الساعةِ الأخيرة من حُلكة السواد.
تلك الساعة أنتشلتني من رقدةِ
الطفولة،
وأَلهمتني
لعناقٍ حميم في أسرار الحياة،
وألهجني سواد الليل أَن أختبيء بين أَضلاعه
المكسورة
من الصخب
المُفزع التي تُصدره حناجر البشر والشياطينْ.
في نهاية الدقيقة
الأخيرة،
وجدتُ
نفسي على رصيفٍ مُتهالك متكسر
من أطراف النهايات،
وجَلستُ أُراقب العابرون على أَزقة
الشوارع.
أَرى تجاعيد المُسنين وجبينهم المُتعرج
وإهتزازت عُصيهم التي لم تعدّ أيديهم قادرة
على إمساك زمام العُمر،
وأُعيد النظر إلى بعض الشفاه التي تسردُّ كذباً منمقاً وأتأملها حين تصيغُ
الأكاذيب دون أن تتلعثم أو تتعرّق.
فجأة؛ أشهقُ هواءاً ملوثاً بأنفاس هؤلاء
البشر الغرباء،
ومايلبثُ أن يدخل رئتاي حتى أَتقيأه زفيراً إلى فضاءٍ تعفنْ بروائح هؤلاء
المارة الذين يصنعون لنا غمامة ملوثة بأفكارهم.
وأعود مسرعاً لأرتب الوقت الذي
يسبق النوم.
"طاءٌ مكسورة
٥/٥/٢٠١٤
٦:١٠ p.m
بقلمي:الأزهر العدوي
