رحلت ....صرختي ذبلت .

(وترحل .....صرختي ... تذ بل ...في وادي لا صدى يوصل ...ولا باقي أنين ) كلمات لا أتذكر قائلها , ولكن تذكرت كل حروفها ومفرداتها , تذكرت الصراخ والأنين والذبول والرحيل , وكل المعاناة التي لازمت الشاعر ولم تتغير, قبل الرحيل وبعد الرحيل , ويبدو أن الشاعر تأثر برحيلها أكثر من غيره للمكانة التي كان يحملها لها , فرحيلها إنعكس عليه وعلينا , فمجرد رحيلها بدأت معاناته ومعاناتنا ومشاكله ومشاكلنا , بدأت آلامه وآلامنا , وصراخه وصراخنا , فضاعت آماله وطموحه , كما ضاعت آمالنا وطموحنا , رحلت فا نهارت قوته وأحلامه , كما انهارت أحلامنا وقوتنا , رحلت فذبلت صرخته كما ذبلت صرختنا في صدورنا, فكانت بلا صدى أو أنين , رحلت فكان رحيلها كلي لامرحلي أو جزئي , فذبل الشاعر بكل مفرداته , كما ذبلنا نحن بكل مفرداتنا , حتى صراخنا أصبح بلا صدى أو حتى أنين , فكانت آثاره عميقة في قلوبنا وأنفسنا , لكنها لم تكن كالآثار التي عانا منها "بتهوفن " وفقد السمع , أو الآثار التي عانت منها "ماري الياس زياده " فدخلت مستشفى المجانين , وكل ذلك هي نتيجة رحيلها أو رحيله , وكل ذلك هي نتيجة عدم إ ستماعها للصرخة المكبوتة وما نتج عنها من آثار , هي رحلت ولم تستمع لصرخة الشاعر أو صرختنا , هي رحلت ولم تستمع لأنين الشاعر أو أنيننا , هي رحلت ولا يهمها إن ذبلت خدود الشاعر أو خدودنا , هي رحلت وتحولت الصرخة الى صرخات , صرخات الكاتب والشاعر والقارئ وأسماء أخرى , فكتمنا كل تلك الصرخات في صدورنا كالوادي العميق ننتظر وعدها أو قدومها بلا صرخة أو أنين , لتكتمل أبيات الشاعر : ( ..... أنا عمري انتظاري لك ...لا تحرمني حياتي لك ...وترحل ...صرختي ... تذبل )


*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) ..