رسائل وتنبيهات قبيل الإختبارات ..

رسائل وتنبيهات قبيل الاختبارات


📰 جريدة الرؤية
📅 اﻷربعاء
21 رجب 1435هج
21 مايو 2014م

اقترب موعد اختبارات نهاية الفصل الدراسي الثاني للعام الدراسي ( 2013- 2014م) لتطوى بعدها صفحة عام دراسي من أعمارنا، اجتهد فيه من اجتهد وقصر فيه من قصر، وستبدأ اختبارات النقل بمشيئة الله تعالى في الخامس والعشرين من الشهر الحالي فيما تبدأ اختبارات شهادة الدبلوم العام في الثالث من مطلع الشهر القادم، ولا أظن أنّ أولويات الحديث التي نوجهها إلى طلابنا ونحن في هذا الوقت الحرج هي ضرورة المذاكرة والاجتهاد والمثابرة فمن لم يكن هذا ديدنه وطبعه طيلة أيام الدراسة فلن تكون المذاكرة هذه الأيام ذات قيمة كبيرة وأهمية بالغة، إذ لا مجال الآن أن يستوعب الطالب ويحفظ دروس فصل دراسي كامل لعشر مواد أو تزيد، وإنما هي أيام مراجعة واسترجاع فقط لما تمت دراسته ومذاكرته وحفظه، ومن الأهمية البالغة أن يستثمر أبناؤنا الطلاب جميع أوقاتهم هذه الأيام في المراجعة والاستعداد التام للاختبارات وهنا تقع المسؤولية الأكبر على أولياء الأمور في حث أبنائهم على ذلك، وأتوقع أنّ الأمر نفسه ينطبق على ولي الأمر، فالذي لم يتابع ابنه خلال أيام الدراسة فمن الصعوبة عليه أن يتابعه الآن أو يلزمه بالبقاء في البيت لأجل مراجعة الدروس.
إنّ ثمة رسائل وتنبيهات نود من أولياء الأمور أن يكونوا شركاء مع إدارات المدارس والمدرسين في إيصالها إلى أبنائنا وبناتنا وتأتي في مقدمتها غرس قيم التوكل والاستعانة بالله في جميع مواقف الحياة، والتأكيد على أهميّة الدعاء والالتجاء إلى الله والاستفتاح ببعض سور القرآن قبل بدء الإجابة، فهذه أمور لها نتائجها المحمودة بإذن الله تعالى مع أهميّة اﻷخذ باﻷسباب من المذاكرة والمراجعة التي تسبق كل اختبار والتركيز أثناء الإجابة.
وإذا كان ولي الأمر قد حث أبناءه على هذه القيم الجميلة من الدعاء والالتجاء إلى الله والاستعانة به والتوكل عليه فمن الضرورة والأهمية بمكان أن يكون شريكًا مع المدرسة كذلك في تحذير أبنائه من الغش وعواقبه الوخيمة والتأكيد عليهم بأنّ الغش خلق سيء ذميم يتنافى مع مبادىء الدين وقيم الأخلاق، ويجعل صاحبه لا يبالي برقابة الله تعالى وهو سلوك لن يجلب لصاحبه خيرًا وإن بدا له ظاهرًا عكس ذلك، وإذا اعتاد الطالب على غش الاختبارات فإنّ هذا قد يجرّه إلى غش المعاملات والتحايل في سائر شؤون حياته، ومما يؤسف له أنّ ثمة آباء إن لم يشجعوا أبناءهم على هذا السلوك حيث يهمهم فقط كسب ابنهم للدرجة بأي طريقة كانت فإنّهم لا يحذرونهم ولا ينهونهم، وإذا كانت مسؤولية أولياء الأمور تقتصر فقط على تبصير الأبناء حول ظاهرة الغش وتحذيرهم منها، فإنّ مسؤولية مراقبي لجان الاختبارات إضافة إلى واجب النصح والتبصير هي منع هذه الظاهرة والقضاء عليها وعدم التهاون مع أصحابها واتخاذ الإجراءات اللازمة تجاه مرتكبيها فالغش خيانة ومظلمة، وكما أشرت في مقال سابق بعنوان (من غشنا فليس منا) نشر في يونيو 2013م فإنّ غش الاختبارات أشد إثمًا من غش المعاملات كما أفتى بذلك أهل العلم، وقد أوضح سماحة الشيخ الخليلي مفتي عام السلطنة في حلقة (سؤال أهل الذكر) ليلة الثالث والعشرين من ربيع الأول 1434هـ الموافق الثالث من فبراير 2013م بأنّ الذي يغش في الامتحانات يعتبر غاشًا للمجتمع بأكمله، كما أوضح بأنّ الغش كبيرة من كبائر الذنوب والدليل براءة الرسول عليه الصلاة والسلام من الغاش، كما أنّ المعلم الذي لا يقدم النصيحة للطالب عن الغش يعتبر غاشًا لهذا الطالب. كما تحدث الإمام محمد الغزالي في كتابه الحق المر ج5 متحدثا عن هذه الظاهرة الممقوتة قائلا (... فإنّ العبث في الامتحانات ينشئ أخطارًا كبيرة على مستقبل البلاد وحاضرها؛ لأنّه إجازة بالطب لمن لا يحسن العلاج، وبالدراسة لمن قلت معارفه، وبالهندسة لمن يعجز عن وضع الأمور في مواضعها، وهيهات أن تقوم أمة بهذا العوج!) ونحن عندما نتحدث عن ظاهرة غش الاختبارات فإنّه من منطلق التعاون على البر والتقوى وعدم التعاون على الإثم والعدوان فإننا نرجو من أصحاب المكتبات القرطاسية عدم السماح للطلاب بتصوير براشيم الغش التي لا تخفى على أحد.
ومن الرسائل المهمة اﻷخرى إلى أولياء اﻷمور هي التأكيد على أبنائهم بعدم التسرع والاستعجال في الإجابة عن أسئلة الاختبار وهي ظاهرة منتشرة بشكل كبير بين أبنائنا الطلاب في جميع مراحلهم التعليمية فما أن يتسلّم الطالب ورقة الأسئلة حتى تراه من فرط سرعته في الإجابة ينسى كتابة اسمه وكأنّه في مسابقة جري، ولا أبالغ إن قلت بأنه لو سمح للطلاب بالخروج في أي وقت يشاؤون لخرج أغلبهم خلال نصف ساعة من بدء الاختبار خاصة طلاب الصفوف الدنيا من الخامس إلى التاسع، ولكن الطالب ملزم أن يبقى في القاعة حتى مرور ثلثي الوقت ونحن نشاهد أنّ كثيرًا من الطلاب يظلون في قاعة الاختبار منتظرين لحظة السماح لهم بالخروج، وعندما يطلب منهم مراقب اللجنة مواصلة الإجابة يبادرونه بالقول: أنهينا وراجعنا!
إنّ تصحيح أوراق اختبارات الطلاب يثبت أنّ هناك استعجالا وتسرعا في حل الأسئلة حتى يصل اﻷمر حد أن تجد أسئلة موضوعية متروكة من غير إجابة، وتجد أسئلة كان يجيب عليها جميع الطلاب أثناء الشرح في الحصص الدراسية فبمجرد تغيير طفيف في صياغة السؤال يصبح بعدها أغلب الطلاب مخطئين في الإجابة عنها ما لم تكن متروكة دون حل، وعليه فإننا نؤكد أهمية تبصير الطلاب حول هذه النقطة المهمة، وأن يستثمروا جميع أوقات الإجابة في الإجابة بتمهل وتريث وتركيز.
ولا يفوتني التأكيد على أهمية اتباع تعليمات المدرسة المتعلقة بالامتحانات، وأن يحرص ولي اﻷمر على توفير جميع مستلزمات الاختبار ﻷبنائه وحثّهم على تناول وجبة اﻹفطار الصباحي، والوصول المبكر إلى قاعة الامتحان، ومما لا يحبذ إطلاقًا عدم مناقشة الطالب مع أقرانه أو ولي أمره أجوبة اﻷسئلة بعد نهاية الاختبار، والتركيز على المواد المقبلة، والعودة مباشرة للمنزل والمحافظة على الكتب المدرسية، وكراسات المواد واحترامها فمما يؤسف له أن نجد تمزيق اﻷوراق والكراسات فترة الاختبارات في الشوارع والطرقات.
أمر أخير أود الإشارة إليه حول اقتراب موعد الاختبارات وهو سماح بعض إدارات المدارس للمعلمين بتصحيح أوراق الأسئلة من الصف الخامس إلى الصف التاسع في منازلهم، وهو أمر حسب وجهة نظري غير محبّذ ولا محمود ليس تشكيكًا في الأمانة، وإنما تحسبًا لأي طارئ قد يواجه المعلم والأوراق في عهدته داخل منزله، كما أنه حرصا على حق الطالب بأكمل وجه فإنه ينبغي أن يراجع معلم آخر أوراق اختبارات الطالب ولو مراجعة جمع الدرجات فقط حيث لا يخلو المرء من السهو والنسيان والتقصير، وأمّا صفوف العاشر والحادي عشر فيتم تصحيحها بوضع مختلف من خلال معلمي المادة لكل صف دراسي، وقد تطبق بعض إدارات المدارس هذا النظام لجميع الصفوف الدراسية.
ختامًا نسأل الله تعالى أن يوفق جميع طلابنا وطالباتنا في اختباراتهم وسائر شؤون حياتهم، وأن يرزقهم التفوق والنجاح، والله المستعان.
أبو زيد عيسى الرواحي
issa808@moe.om

رسائل وتنبيهات قبيل الاختبارات - http://alroya.info/ar/citizen-gourna...st-/100715----


*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) ..