للتكريم .....معاني أخرى .

كنت أحد الذين شاهدوا حفل تكريم المعلمين وبعض المنتسبين للمؤسسة التربوية , لكن المشاهدة كانت عن بعد , وقد كان الحفل على مسرح "أوبار " , فالذي أحسن العمل هو بحاجة للتكريم اعترافا بفضله وتشجيعا لغيره , لكن ما المعيار الذي من خلاله يمكن الحكم على حسن العمل ؟ وما المعيار الذي يمكن من خلاله الحكم على حسن الآداء ؟ وما المعيار الذي من خلاله يمكن الحكم على الإنجاز ؟ وما المعيار الذي من خلاله يمكن الحكم على الخبرة أو الوفاء ...الصدق الأمانة الإلتزام ؟ فكل ذلك أمور لايمكن قياسها بدقة للحكم عليها , ولا يمكنها أن تتجرد من الذاتية البشرية مهما كان الإجتهاد لإحقاق الحق وتطبيق العدالة , فالآداء أو الإنجاز أو الصدق أو الألتزام في نظري يختلف عن نظره أو نظرتها , فالمقياس غير ثابت وكثير من العوامل والمتغيرات تؤثر بشكل أو بآخر على كل ذلك , وتسرب المحاباة أو المجاملة أو سوء التقدير أحيانا لأي نوع من أنواع التكريم يجعل التكريم يذهب لغير أهله ويحجب التكريم عمن يستحقه لأن ذلك يعبر عن عدم التقويم الموضوعي للأمور وقد يؤدي للإحباط , فالتكريم والمحاباة أمران لا يلتقيان لأنها تشوه سمعته وتفرغه من معانيه الجملية والأهداف السامية التي من أجلها وجد التكريم وبسببه وجد أولئك المكرمون , لكن هل التكريم في ظل المتغيرا ت يرضي الطموح ويرقى الى مستوى الحدث إذا كان المعيار الخبرة أو الأقدمية على قولهم أو أشياء أخرى ؟ هل ما يقدم فعلا للمكرمين يشفع لخبرتهم أو أقدميتهم خاصة إذا كان درع أو شهادة أو كعكة ؟ هل تلك الوجوه التي تجاوزت خبرا تها متوسط حياتها بحاجه الى ابتسامة صفراء لا حياة فيها ولا روح ؟ هل تلك الأسماء والقامات التي بذرت وسقت وجنت يكفيها التصفيق والتهليل والتكبير على خشبة المسرح ؟ اليس الأجدر أن يكون التكريم شئ آخر أكبر من الدرع والكعكة واللاب والتصفيق والتهليل ؟ اليس هناك شئ آخر يمكن تقديمه غير تلك الأشياء المكرره دائما ؟ كل ذلك هي مجرد تساؤلات وخواطر تزاحمت في مخيلتي فجأة و قد ينظر لها البعض هنا مجرد مفردات لتنسيق النص أو مجرد عبارات دخيلة عليه ينقصها الترابط أو الإنسجام , مهما كانت النظرة لكل ذلك , تبقى نظرتي للتكريم مختلفة عن كل ذلك إذا لم تتغير نظرتنا لنوعية التكريم في جودته أو قيمته المادية أو المعنوية , ليصبح التكريم من وجهة نظري الشخصي نهاية وليس بداية , رحيل أو وداع , ليصبح التكريم من وجهة نظري إعتراف بحقوق المكرمين بعد الظلم والتجاوزات لاعتبارات كلنا نعرفها ونتجاهلها , ليصبح التكريم من وجهة نظري نهاية للبعض وبداية لوجوه أخرى , وجوه أصبحت تتزاحم على المقاعد الأمامية لرؤية الإضاءة عن قرب وأشياء أخرى , تلك الوجوه التي أصبح بعضها يلوح باستخدام "الفيتو " ضد أي قرار لايناسب طموحه أو أهدافه في جرأة سافرة , مع أن خبراته ومعارفه مقارنة ببعض المكرمين هناك والذين دائما في الصفوف الخلفية قليلة ولاتقاس , ولكن ذلك كان نتيجة تكريم أيضا , تكريم لايتسم بأي موضوعية أو مصداقية , كل ذلك أيضا كانت نتيجة معايير لاتتسم بأي موضوعية أو مصداقية , كل ذلك أيضا كان نتيجة محاباة أو مجاملة , كل ذلك أيضا كان نتيجة سوء تقديرأو قصورفي النظر, ولكن في النهاية هو تكريم , على كل .....هنيئا للمكرمين في يوم تكريمهم , وليصفق المكرم لنفسه أمام الجميع .


*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) ..