[خبر] [في الجزائر] نصف البنايـات “الكولونياليـة” مهددة بالانهيـار

شدد عدد من المختصين في الهندسة المدنية والمعمارية على ضرورة وضع إستراتيجية وطنية للقضاء على البنايات القديمة والهشة، مؤكدين في هذا السياق على ضرورة هدم جميع البنايات الكلونيالية وإعادة بنائها مستثنين من هذا البنايات ذات البعد الإستراتيجي كالوزارات والثكنات العسكرية والمستشفيات. وفي هذا الإطار، تعد الجزائر العاصمة وخصوصا الأحياء القديمة وسطها في مقدمة المدن المتواجدة في حالة خطيرة، وفي المرتبة توجد كذلك مدن قسنطينة كحي العربي بن مهيدي، وكذا مدينة وهران خصوصا البنايات القريبة من حي سيدي الهواري، كما تأتي مدن أخرى في الدرجة الثانية كسكيكدة وعنابة وبعض البنايات في المدن الصغيرة. المشاركون في يوم دراسي حول دور المهندس المدني في مواجهة أخطار الزلازل ببومرداس، شددوا على أن البنايات التي تعود للعهد الكولونيالي بالجزائر باتت تشكل خطرا كبيرا على قاطنيها، حيث أجمعت المداخلات على أن عدة عوامل تستدعي ضرورة هدم هذه البنايات في أسرع وقت وإعادة بنائها بطريقة تحميها من الأخطار المحدقة بها كالزلازل والفيضانات، خصوصا أن أغلبها لم يعد صالحا للسكن وخير دليل على ذلك ما حدث من أضرار في فيضانات باب الواد 2001 وزلزال بومرداس في 2003. وأكد مختصون في الهندسة المدنية أن قدم البنايات ليس الأمر الوحيد الذي جعلها تصنف في خانة خطيرة وتستوجب الهدم، بل تعد ظاهرة التغيير في كل البنايات سببا مهما في ارتفاع نسبة الخطورة.


وفي هذا السياق، استنكر المشاركون في هذا اليوم الدراسي من ظاهرة إجراء تغيير قد تمس حتى بهياكل البنايات، فهناك من يغير الأرضية بشكل عشوائي ومن يبني في السطوح ويغير السقف أو النوافذ والأبواب. وتحدث المختصون في هذا السياق عن أن أكثر من 50 بالمائة من البنايات التي تعود للعهد الاستعماري توجد في حالة خطيرة جدا، ومصنفة في خانة “أحمر 5” التي تعني استحالة استغلالها في السكن أو حتى ترميمها. مؤكدين أن المشكل في أساسات هذه البناءات ومن المستحيل بمكان ترميم شيء لا يرمم، وهو بمثابة رمي الأموال في البحر دون فائدة. بل الأسوأ من هذا أن محاولة ترميم هذه البنايات الكلونيالية يزيد من خطر انهيارها فمن الأفضل تركها كما هي عوض ترميمها والإسراع في انهيارها.
http://cdn.elbilad.net/media/images/...8%B1-a34b5.jpg



وفي هذا السياق، انتقد المهندسون المدنيون إقصاءهم من عمليات الترميم ومنحها للمهندسين المعماريين، مشددين على أنهم الأولى كونهم متمكنين من الجانب التقني فيما يهتم المهندس المعماري بالجانب الشكلي أكثر. وفي سياق آخر، أكدوا على أن التكامل بين وظيفتي المهندس المدني والمعماري هي الحل لإنقاذ الكنوز المعمارية المهددة بالزوال.

\\مصدر

*** منقول ***