قراءة في نتائج الإنتخابات و التصويت -و رؤية لمستقبل المجلس
المقدمة :
ها قد طُويت صفحة انتخابات الفترة السابعة في يوم 15 اكتوبر 2011 في ولايات محافظة مسندم، و لقد تم الإعلان فيه عن فوز أربع أعضاء ثلاث منهم جدد ينضمون إلى مجلس الشورى العماني في تكوينه لمجلس عُمان . و لقد جاء يوم أمس الأول تعيين أعضاء مجلس الدولة الجدد أيضاً لنجد 3 أسماء من محافظة مسندم اثنان منهم جدد أيضاً.
و مع مرور هذا المرحلة و قبل أن نختم تغطية انتخابات مجلس الشورى للفترة السابعة إليكم بعض من الرسومات الجرافيكية التوضيحية التي توضح نسب تصويت الناخبين في ولايات محافظة مسندم خصب وبخاء و دبا ومدحاء. و هي قراءة نستهدف بها الشباب الطامح للعب دور أكبر في انتخابات المستقبل لنظرة أكثر موضوعية و لحفظ الأرقام الإحصائية.
يبدو من الظاهر أن ما حصل عليه حملة الشهادات العليا و طارحي البرامج الإنتخابية من المرشحين أو المرشحات حصلوا على أصوات قليلة مقارنة بغيرهم. و نحن نبحث اليوم عن مدى تواجد أدوارهم مستقبلاً كون ذلك يحتاج للتدريج الذي تستهدفه الدولة من اعطاء للصلاحيات مع محدودية نتاج العملية الإنتخابية العُمانية و التي تطالب بتفعيل قانون جديد يحل موضوع تحزب العائلات و المناطق لمرشحيهم - مع صعوبة ذلك - الحاصل في كثير من ولايات السلطنة حتى يأخذ مستحقي العضوية مجالاً أكبر للتفاعل مع مؤسسات القطاع العام و الخاص في وضع خطط و أهداف و استراتيجيات ممنهجة لا تاتي من الخبرة و حدها.
اختيارات الناخبين :
لقد توزعت أصوات الناخبين في ولايات مسندم بين مرشحيهم حيث حصل المرشحين الذين نالوا العضوية على النسب التالية : عبدالله بن أحمد آل مالك عضو بخاء على نسبة 56 % من عموم الأصوات و راشد بن علي الشحي عضو دبا 43 % و محمد بن عبدالله الشحي عضو خصب 37 % و خالد بن أحمد السعدي عضو مدحاء على 22 % .
و لقد حصلت ولاية خصب على أكبر عدد من الناخبين 3588 متغلبة على عدد أصوات بقية ولايات مسندم مجتمعة ( مجموعهم = 3047 ).
حظوظ أصحاب الشهادات و الخطط الإنتخابية:
لم ينل أصحاب الشهادات العليا في ولايات خصب و بخاء و دبا على عدد كبير من الأصوات ، حيث لم تصل إلى 15 % من عموم الأصوات في أفضل الأحوال .
و جدير بالذكر أن معظم من حصل على أوائل الترتيب في محافظة مسندم لم يطرحوا برنامجاً انتخابياً. أما عن حظوظ أصحاب التعليم العالي في المستقبل الإنتخابي فهو يعتمد عليهم بالأساس لتحويل تواجدهم خلال الفترة القادمة إلى جهد ملموس منعكس على الواقع ، و يعتمد أيضاً على عوامل أخرى أهمها الثقافة المجتمعية المحيطة و القوانين الإنتخابية المطورة التي تتبناها الدولة ، و لعب المثقفين دور أكبر من مجرد الإكتفاء بالمراقبة.
أما عن المجتمع فهو بحاجة إلى تواجد هؤلاء المرشحين الذين لم يدخلوا المجلس لعطائهم أكثر دون أن يكتفوا بالظهور كل أربع سنوات مع قدوم الإنتخابات الجديدة.
المستقبل :
إن مسيرة انتخابات الشورى و تكونات المجتمع التي تؤازر مرشح ضد آخر تتبدل و تتغير مع تغير الظروف و العوامل المحيطة ، إلا أنه يبقى من الضروري أن يقف جميع الناخبين لما فيه مصلحة المنطقة و النهوض بالمستوى المعيشي و الإجتماعي و التعليمي فيها إلى مصاف متقدمة تكفل النمو و حياة العيش الكريم للجميع و تتيح مجالاً أوسع للتطوير و التنمية.
و تندرج أهم المطالبات الأساسية في المحافظة في المشاريع الخدمية الأساسية كتحسين للطرق التي تربط بين الولايات خاصة مشروع طريق دبا - ليما - خصب و التحسينات في طريق خصب - بخاء ، و حل مشكلة ندرة الأراضي و كذلك المستشفى المرجعي بالإضافة إلى توفير الوظائف لمختلف الفئات في المجتمع.
و من الضروريات أيضاً بحث إقامة مشروع كلية أو جامعة تفي بحاجة التعليم ما بعد المدرسي الملحة في محافظة مسندم نظراً لقلة عدد الخريجين و الذي تظهرها الأرقام بين فترة و أخرى. و الرفع من مستوى المدارس الحكومية و التعليم الخاص المتواجدة في مختلف الولايات و القرى. و كذلك البحث بعين خبرة لتفعيل دور الميناء الموجود في ولاياته الساحلية و لمشروع المطار الجديد و المشاريع الإقتصادية الأخرى. و بما يتكفل بحل تبعات البعد الجغرافي الذي تقع فيه محافظة مسندم و ما ترتب عليه ذلك في مختلف مناشط الحياة الإقتصادية و الثقافية و التعليمية.
أعضاء كسبوا الثقة :
إن دخول مرحلة مجلس الشورى لفترته السابعة بعد ما راهن الكثير من الناخبين بوجود أعضاء سيقودون مرحلة التغيير في تحويل المتطلبات الضرورية لتدخل حيز التنفيذ ، و ما حصولهم على هذا العدد من الأصوات إلا انعكاس لمدى الثقة التي أكسبها إياهم مختلف الناخبين في ولايات مسندم.
و كما يقال " الكرة الآن في ملعب الأعضاء الجدد " و على جميع فئات المجتمع الوقوف معهم لتحقيق ما يرونه مناسباً لتحقيق مصلحة الجميع. و ما حدث من التنافس للحصول على المقعد هو جزء من الماضي ، و علينا أن نضع نصب أعيننا الهدف المشترك ليحقق آمال الحاضر و تطلعات المستقبل.
