قاعة المغادرون

في الطريق الى المطار التقت بها كسطر جديد في رواية قديمة جمعتهما معا يوما ما ..مضت بها الى قاعة المغادرون وانسحبت بعد ذلك بهدوء لتفسح المجال لأشخاص اخرين لياخذو دورهم في الفصل القادم من فصول المسرحية المتجددة ..
أنهت شحن حقائبها واتكأت الى جدار المجهول ..المجهول الذي يتدفق عشقه مع دمها فلم تعشق يوما عشقا يشبه عشق بني جنسها ..
روح الاستكشاف الطفولي لازالت متأصلة في سمات شخصيتها ..كبرت وابتعدت عن مرافيء الطفولة الا انها حملت معها اضافة لدفتر مذكراتها ..حب الاستكشاف وحب المغامرة وروح الإصرار ..هكذا كبرت وكبر معها عنادها مثلما يسميه البعض ..
هناك في قاعة المغادرون دار شريط ذكريات قديمة امام عينيها ..ترافقت عدة روائح مكانية وزمانية الى مخيلتها فاستدعت صورا قائمة من عقلها الباطن الى حيز المكان والزمان اللامرئي ..هنا لمعت عينيها ببريق اخر وارتسمت على شفتيها المكتنزتين حنينا ابتسامة بددت برودة المكان حولها ..
ماض يطل بوجه بين الفينة والفينة كقاص او راوٍ يسرد قصص لشخصيات من نسج خيال كبار السن ..
هنا كانت قبل زمن تحمل امتعتها الى وجهة كانت معروفة وبرفقة أشخاص يفترض انها كانت تعرفهم ولكن كان هذا هو المفروض ..
اما الواقع فالرحلة كانت مجهولة والرفقة كانت وجوها تفتقر الى الملامح ..لم تشعر يوما في رحلاتها السابقة بالألفة التي شعرت بها هذه المرة ..هذه الرحلة التي لم تجتمع بأحد أفراد رحلتها قبل ان يلتقوا في قاعة المغادرين ..هكذا هي مفارقاتك ايتها الحياة ..
هنا التقت بذاتها للمرة الاولى في قاعة المغادرون ..راحلة هي عن كل من يربطها بهم وثيقة رسمية
متجهة الى وجهة جديدة ستطأها أقدامها للمرة الاولى ولكن ليس هذا هو المهم ..
هي التقت بذاتها هنا في لقاء جديد ..لقاء يتمحور للمرة الاولى حول كيانها هي كشخص ينفرد بذاته للمرة الاولى ..
احيانا كل مانحتاج اليه ان نلتقي بذواتنا بعيدا عن ضجيج تدخل الآخرين في مسار أفكارنا ..
نحتاج الى ان نكتشف ما بداخلنا من عوالم بكر لم تطأها يد الاخر بحجة هذا هو الأفضل ياصغيرتي ..
أتساءل كم من هؤلاء اللذين ظهروا في احدى صوري التي التقطتها هنا في قاعة المغادرون بحاجة الى قاعة مغادرون ليلتقوا بها او به في محطة الانتظار لرحلة قد تكون او لاتكون ..


*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) ..