وزارة التربية والتعليم فى دائرة الإتهام مع معلمو اللغة الإنجليزية والتنقلات العشوائية

مقال منشور فى جريدة الرؤية يستحق الإطلاع عليه الإثنين, 07 أبريل/نيسان 2014

خالد بن علي الخوالدي

ما زالت كلمات أحد مسؤولي الصحف المحلية تدق في أذني وهو يقول لي (مسؤولو التربية والإسكان طفشوا من الكتابة عن وزارتيهم) وذلك على إثر مقال كتبته منذ فترة طويلة انتقد فيه وزارة التربية والتعليم فيما يخص التنقلات والظلم الحاصل ببهدلة المغلوب على أمرهن المعلمات في الصحاري والقفار والتشتيت بهن بعيدًا عن أطفالهن وأسرهن وعدم وجود الخطط التي تضمن الأمن والاستقرار لهن وحينها وقف المقال عن النشر طويلا ولم يتم نشره بالكيفية المكتوبة وكانت حجة المسؤول في هذه الصحيفة أنّ مسؤولي وزارة التربية والتعليم ووزارة الإسكان طفشوا من كثرة الكتابات عنهم وفيهم وقمت بنشر المقال عبر وسائل التواصل الاجتماعي ووصلت الرسالة إلى مسامع مسؤولي الوزارة بل وطلبوا حضوري إلى مقر الوزارة للحديث حول الأمر، وقلت في قرارة نفسي لمسؤول هذه الصحيفة ماذا نعمل إذا كانت هاتان الوزارتان تكسر ظهور من يتبعها ومن يطلب الخدمة منها؟ أنسكت ونترك الحبل على الغارب أم أن واجبنا المقدس يتطلب أن نتكلم ونطالب ونحاول أن نكون جزءا من المشكلة والحل، وتساءلت لماذا لا تكثر الكتابات عن وزارات خدمية أخرى كوزارة النقل والاتصالات والتي أرفع لها القبعة احتراما وتقديرا لجهودها وشفافية مسؤوليها ومصداقيتهم مع طالبي الخدمة، ولماذا وزارات أخرى لا يطالها الانتقاد البناء وغيره؟

إن الانتقاد البناء يا وزارة التربية والتعليم ليس عيبا ولا جرما بل يكشف لكم عيوبكم وغفر الله لابن الخطاب حين كان يقول (رحم الله امرئ أهدى إلي عيوبي) وليس إهانة أن تراجع الوزارة أغلب سياساتها وخططها واستراتيجياتها التي أجزم أنها لم تعد تجدي للواقع الذي نعيشه وعليها أن تعالج أسباب المشاكل قبل وقوعها ولا تنتظر وقوع المشكلة حتى تقوم بالحل وهذا ما تعودناه منها حيث تحشر الوسائل الإعلامية بعد وقوع المصيبة بوعود مضللة وتحاول إسكات الشارع بإبر مخدرة كالذي حصل عند إضراب المعلمين وعند بداية كل فصل وما تشهده الوزارة من فوضى نتيجة التنقلات حيث ترفع لافتات سنعمل وسنبني وسنرفع وسندرس إلى آخر الكلمات المحفوظة سلفا. واليوم ترتفع الأصوات وتبح الحناجر وهي تنادي بأعلى صوتها كفى كفى كفى إهدارا لطاقات وجهود شبابنا خريجي اللغة الإنجليزية فهم ليس لهم ذنب إن لم يحصلوا على الايلتس المزعوم ويكفي السنوات الخمس أو الست التي قضوها في جامعاتهم وكلياتهم وها هم اليوم يكمل بعضهم الأربع سنوات أو أكثر وهو ينتظر الوظيفة بمعنى أنهم دفعوا تسع سنوات أو أكثر من أعمارهم وهم ينتظرون ان يقدموا لهذا الوطن وأبنائه ما تعلموه خلال هذا السنوات لا أن ينتظروا في البيوت لسنوات أخرى حتى تتبخر معلوماتهم وتنخر قواهم ويصيبهم الهم والغم والكدر.

إن واقع حال وزارة التربية والتعليم في هذه الفترة كمن يكذب الكذبة ويصدقها فهي من جهة تقول لا يمكن توظيف خريجي اللغة الإنجليزية إلا بعد أن يتخطوا اختبار الايلتس لأنّ مستوياتهم ضعيفة وفي المقابل نجد أن معظم هؤلاء الخريجين هم أصلا موظفين في مدارس هذه الوزارة بالانتداب أو بالأجر اليومي وهناك حاجة كبيرة لأعداد كبيرة منهم في عدد من المديريات التعليمية بمختلف المحافظات، فلماذا هذا التناقض يا وزارة التربية والتعليم؟

إنّ على الوزارة الموقرة إذا أرادت أن تطور التعليم الاهتمام بالأساس وليس القشور؛ فلو افترضنا أن اختبار الايلتس هو من سيمنحنا نتائج متميزة ومخرجات عالية الجودة فعلى الوزارة أن تقدر مستويات كل التخصصات فعلى سبيل المثال نجد أنّ بعضا من خريجي اللغة العربية لا يفقهون في النحو ولا العروض ولا ما هو المصروف والممنوع من الصرف وعندما سألت أحدهم كيف تتعامل مع العروض قال بالحرف الواحد أعمل له طاف، وعلينا أن نقيس هذا على خريجي الفيزياء والرياضيات والكيمياء والأحياء وغيرها من المواد، فلماذا حبكت على خريجي اللغة الإنجليزية؟

ولتعلم الوزارة أن هذه التصرفات تخلق الاختناقات والاعتصامات والمظاهرات وأن المستفيد الأكبر من هذا الإجراء هي المعاهد التجارية التي أكلت وشربت من مقدرات أسر فقيرة دفعت دم قلبها في أن يحصل ابنها على الايلتس الموهوم ولن يحصلوا ولن يحصلوا ولن يحصلوا مهما درسوا وثابروا لأن هذه المعاهد وجدتها فرصة سانحة للكسب السهل فقيمة كل اختبار 80 أو 100 ريال عماني وهناك من حاول عشرات المرات ولكن النتيجة محسومة سلفا؛ ومن تعدى الاختبار فهو محظوظ وليحفظ ذلك اليوم في قاموس ذكرياته.

على الوزارة احتضان هؤلاء الخريجين وإكسابهم ما تريد أن تكسبهم بالدورات التدريبية أو من خلال توظيفهم وتخصيص فصل كامل لتأهيلهم كما فعلت مع أقرأنهم الذين توظفوا خلال الأوامر السامية وألا تنتظر ـن ينفجر البالون ومن ثم نرى أن الجميع موظف بدون اختبار الايلتس ولا غيره ولنا في ذلك تجارب كثيرة، ودمتم ودامت عماننا الحبيبة بخير.


*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) ..