حنينٌ إلى حيث تعلمنا .. شكر لمدرستي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اخواني واخواتي
تحية من القلب لكم وكل عام وانتم بخير بمناسبة العيد السعيد وبمناسبة العام الدراسي الجديد ..
احب ان اعرض لكم مقالتي في جريدة اليوم الخميس 7-8-2014 م وهي عن محطة من محطاتي الجميلة في ولاية الرستاق
ذكرى عدت بها الى عشرين سنة مضت بصحبه احبه ومعلمين كان لهم الفضل في ما نحن عليه الان بعد الله سبحانه وتعالى ..
شكر خاص لمدرستي مدرسة الامام ناصر بن مرشد ومن فيها من طلاب ومعليمن ..
وأهدي هذا المقال لهذه القلعة الشامخة مدرسة الامام ناصر بن مرشد بولاية الرستاق

حنينٌ إلى حيث تعلمنا

كثيرًا ما نجلس وحيدين .. نتفرَّد بذاتنا .. لنسمع أصواتِ أنفسِنا . لنعيدَ ذكرياتٍ مضت .. ذكريات طفولة تختلف من شخص لآخر .. فمنَّا من عاش طفولة جميلة ومنَّا من عاش طفولة قاسية وصعبة لتبقى في الحالتين ضمنَ رفوف الذكريات الخاصة به ..
البعض منَّا أمضى كلَّ طفولتِه في مكان واحد والبعض الآخر تنقَّل من مكانٍ إلى آخر بحكم عمل ولي أمره لتختلط طفولته بأحداث ومغامرات ومواقف .
لا زلتُ أبحر وأتنقل بين ذكريات جميلة .. ذكريات تتراقص أنغامُها مع أحبةٍ تشتاق لهم نفسي وتبحث عنهم لأعيش وأبقى معهم سويعات بعد أن قضيت معهم في السَّابق سنينَ جميلة .
تعاقبت السنين لأعود إلى ولاية الرستاق تلك الولاية التى حضنت أجمل أيام طفولتي ودراستي مع أحبة وأخوة زملاء دراسة لمرحلتي الإعدادية والثانوية سابقًا ..
أعود لها في زيارة سريعة بصحبة أطفالي لأحكي وأروي لهم محطة من محطات حياتي الجميلة التى نشأت بين جوانح الولاية ..
مدرسة الإمام ناصر بن مرشد الثانوية ( سابقًا ) هذه المدرسة العريقة التى جمعتني بأحبة وجعلتني في رحلة أجبرت قطراتُ المداد لتنسابَ من قلمي لتروي أوراقي وتلهب مشاعري وأحاسيسي لأدوِّن وأنطق بأعلى صوتي لأبنائي هاهي مدرستي .. صوتٌ تردد صداه داخلَ قلبي ..
حين رأيتُها أحسست برعشة تسللت إلى قلبي وعقلي لتعيد لي شريط ذكريات من فيها من إدارة ومعلمين وأصدقاء جعلوني أنقش اسمَها وشما على صدري فهي قد حددت مصيري المستقبلي .
مودة ومحبة عانقت قلبي بطول فترة دراستي في ذلك الصرح الجميل .. فيها غابت شمس الغموض وشعَّ ضوء العلم لنعيش أروع اللحظات الدراسية الحقيقية .. لحظات امتزحت بين العلم .. الضحكات .. النكت .. المغامرة .. الرقة .. الشقاوة .. الحكايات والمواقف .. والبراءة والمحبة .. آآآآهٍ ما أجملها من أيام وما أحلاها من لحظات!!!! .. يدفعني الشوق ويحملني الحنين إليها دائما بطول العشرين عاما للاستمتاع بذكراها وآمل لو أن أمضي فيها يومًا دراسيًا واحدًا فقط ..
دراستي في الولاية كانت في ثلاث مدارس .. بداية في المبنى القديم للمدرسة في منطقة طوي ثاني خلف المستشفى القديم لننتقل بعدها إلى المدرسة على الطريق العام في وادي بني سوق وبعدها لنستقر في منطقة الحزم في المبنى الجديد لمدرسة الإمام ناصر بن مرشد الثانوية .. كنا أولى وتشرفنا نحن الطلبة بتزين وزراعة كل ما فيها من مزروعات وجماليات ..
في تلك الفترة أتذكر أنّ المدرسة كانت بإدارة الأستاذ عادل محمد مصطفى أردني الجنسية كمدير للمدرسة والأستاذ عوض بن صالح الحمحامي كمساعد مدير للمدرسة ..ونخبة من المعلمين لهم الشكر على ما قدموه لي ولزملائي ومنهم : مربي الفصل ومعلم مادة الفيزياء فاروق زكي .. معلم مادة الأحياء محمد صديق ( الله يرحمه ) .. معلم مادة الرياضيات عبد المنعم .. معلم مادة اللغة العربية مكرم .. معلم مادة التربية الإسلامية جمال القضاه .. معلم مادة الكيمياء محمد الفرس .. معلم مادة اللغة الإنجليزية ماثيو والبقية من القلب لهم تحية شكر وثناء أينما كانوا ..
مشاهدات ومحطات لا زالت راسخة فهذه حصة الفيزياء مع الأستاذ فاروق الله يذكره بالخير .. شخصية قيادية تعلمنا منه الكثير فزرع فينا حُبَّ الفيزياء من الذرة ومحتوياتها وقوانين نيوتن .. أسسَّ فينا حُبَّ هذه المادة التي لم تفلح قلوبنا وعقولنا لهضمها وفهمها كانت صعبة في نظر البعض منا ولكن بفضل الله وبفضل مربي فصلنا أحببناها من حبِّنا له ..
علم العروض والبحور في اللغة العربية في تلك الفترة كان سببًا رئيسًا في هروبنا من المجال الأدبي والاتجاه إلى المجال العلمي ورغم هذا لحقنا الأستاذ مكرم بقامته الطويلة الجميلة ليكرمنا بشلالات متدفقة من الحب والعشق والغرام لحروف الضاد ليعزز فينا الثقة وليعيشنا أوع الحصص العربية الجميلة بخط الطبشور الجميل الملون لنتعلم منه رسم وصياغة وترتيب وتنسيق الحروف حرفا حرفا ..
الأحياء وما أدراكم ما يحدث في هذه الحصة !!.. ننتظر الأستاذ محمد صديق – الله يرحمه ويغمد روحه الجنة – جزاه الله خيرًا كان نِعْم المعلم ونِعْم المربي ونِعْم المرشد !!.. أحببنا مادة الأحياء لدرجة أننا أسميناها مادة صديق وكان الجميع يحلم أن يكون عالم من علماء الأحياء لسهولة هذه المادة لدى البعض منا ..
( الميتوكندريا – غشاء الخلية – النواة – الربيوسمات – شبكة الاندوبلازمية –السنتريول – السيتوبلازما ) أجزاء في الخلية النباتية والحيوانية لا زلت إلى هذه اللحظة أستطيع رسم الخليتين وبدقة .. وكأننا كنا بالأمس على مقاعد الدراسة في تلك القلعة الشامخة ..
( رايبوز – جلكوز – فركتوز ) سكريات أحادية ، ( لاكتوز – مالتوز – سكروز )سكريات ثنائية ، ( نشا – غلايكوججين – سيليوز ) سكريات متعددة ، محمد الفرس أستاذنا وحبيبنا ورفيقنا في حصص الكيمياء استطاع أن يجعلها حصصًا سكرية في أرواحنا برغم بساطة المواد الكيميائية والمحاليل التى كانت متوفرة في تلك الفترة إلا أننا وبفضل الله وفضل الأستاذ محمد من بعده أصبحنا نتفاعل مع المادة كتفاعل الجزيئات مع بعضها البعض مثل جزيئات DNA ، والبروتينات في المحاليل المعقدة التركيب ..
لن أتطرق إلى كل المواد لأنني لن أنتهي من ذكرى وتفاصيل كل مادة وكل معلم تفضَّل وقدَّم لنا العلمَ في ذلك الوقت .
شكرًا بحجم السماء لمعلمي مدرسة الإمام ناصر بن مرشد الثانوية للعام الدراسي94 / 95 وكل معلم فيها الآن لانتمائهم بعد الأسرة ( الأب والأم ) .. شكرًا لتنشئتهم لنا وغرسهم القيم والمبادئ المُثلى والعادات النبيلة ..شكرًا للقدوة الحسنة التى لمسناها فيهم والتى جعلتنا نقبل على العلم والتعلم بجد ومثابرة لنكون رجالا مؤمنين بقيمنا وأصالتنا.
لا زلت أذكرُ عباراتِ مساعد المدير الأستاذ صالح بن عوض الحمحامي ونصائحه الثمينة المهمة التي يتفضل بها علينا صباح كل يوم عبر الإذاعة الصباحية والتى كانت تحث للأخذ بكل جديد ومفيد لحياتنا المستقبلية ومتطلبات العصر الذي سنواجهه ..كلمات ذهبية كثيرة وكثيرة جدًا ..هي تتكرر الآن في مدارسنا الحبيبة من قبل زملائي المعلمين والمعلمات والإداريين والإداريات فجزاهم الله الخير كلَّه.. فتلك الكلمات غرست فينا حُبَّ الوطن والولاء والانتماء لهذه الارض الطيبة التى وهبها الله تعالى قائدًا فذَّا جعل التَّعليم في أعلى أولوياته ليتحقق الخير والنماء والأمن والأمان ..
أحبتي في الله ..معلمينا وزملائنا في السلك التربوي لا أستطيع باللسان أو القلم أو البيان أن أوافيكم حقكم لما قدمتوه لنا من جهد وتفانٍ في تنميه شخصياتنا معرفيًا وروحيًا وجسميًا وأخلاقيًا .. كنتم ولا زلتم نموذجًا يُحتذى بهم في العمل الدؤوب وقدوه حسنة يُهتدى بها في الجدِّ والمثابرة . وإنَّ ما تتصفون به من رفعة الأخلاق وإنسانية السلوك كان انعكاسه إيجابيًا علينا .. فذلك كله جعلنا نتصف بما تتصفون به، وأعاننا على تسهيل عمليتي التّعليم والتّعلم واختيار المناسب منها في المواقف التعليمية المختلفة عندما التحقنا معكم في السلك التربوي لنكمل المسيرة مسيرة العطاء وديمومة البحث والاستقصاء لنواكب العولمة والتَّقدم التكنولوجي الذي افتقدناه في تلك الفترة لتتعدد أشكالُه في الوقت الحالي .
ذكريات جميلة عشتها معكم معلمينا الأحبة .. ذكريات جلعتنا نؤكد أن مهما تكن المدرسة جيدة التجهيز من معلمين مبدعين وبرامج متميزة الإعداد وكتب دراسية تضمن المعلومات والطرائق والأساليب لم تنجح فينا إلا من خلال إخلاصكم من خلال قيامكم بدوركم بهمة ونشاط وحسن وتقدير لأمانة المسؤولية التى تحملتموها بين تجديد المعارف وصقل الخبرات لتنوع الأساليب التي تغرس الفضيلة والحب والعطاء في نفوسنا ..
وأخيرا لا يسعني في هذا المقام إلا أن أجدد الشكر والولاء لكم معلمي مدرسة الإمام ناصر بن مرشد الثانوية وكل أخواني وزملائي الــ 30 الذين شاركوني الدراسة آنذاك والملتحقين منهم في السلك التعليمي داعيًا الله العلي القدير أن يكتب لكم الأجر والثواب العظيم على ما بذلتموه من عطاء مخلص وما قدمتموه من عون صادق لنا ، داعيًا لكم بدوام الخير والسعادة والتوفيق والسداد في أعمالكم ، رافعًا أكفّ الضراعة إلى المولى العلي القدير أن يحفظ لعمان الأبية معلمها الأول وقائد مسيرتها الظافرة مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم حفظه الله ورعاه.

http://www.bnatsoft.com/up/bnatsoft4...7363078921.jpg

*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) ..