| كل عام و نحن نعيد نفس العام ~

#روح_الانسانية : #عام_جديد #عام_مضى
كل عام و نحن نعيد نفس العام – و نسميه عاما دراسيا جديدا

حين قرأت موضوع في المنتدى التربوي تعرض فيه طلبات للتبادل , معلمة من شرق البلاد تريد الإنتقال لغربها و أخرى من شمالها لجنوبها و أخر يتحدث عن إبتعاد الأم عن اطفالها لتقوم بدورها كمعلمة و أم لاطفال ليسوا أطفالها .. إذا نعود و عام يعيد تكرار نفسه .. فلا جديد يذكر ..

حين تكون الكتب الدراسية نفسها حتى بعد دراسة كفاءة الكتب التي تم إختبار مادتها و للمرة الأولى.. حين يعود النظام الذي أثقل المعلم قبل الطالب , يحين نعود و كل يلقي مسؤوليته على عاتق الأخر .. حين يصبح الطالب الضحية و السبب .. حين يعود كل شي ..إذا نعود و عام يعيد تكرار نفسه فلا جديد يذكر ..

حين يدخل الطالب للمدرسة و هو في داخله بأن العام سيمر دون متعة أو فائدة.. لأن علاقته بالمعلم ليست تلك التي تمنحه الفرصة لبناء المعرفة و تحليلها و التفاعل معها .. و بأنه سيلقن تباعا ما لقن أقرانه في العام المنصرم .. لذلك سيصبح ألة منسوخة تأخذ ما تلقنته و تجيب على أسئلة إختبار لتحصل على درجات معينة و تنجح..إذا نعود و عام يعيد تكرار نفسه فلا جديد يذكر ..

حين يعود المعلم للمدرسة و هو يفكر بأن وقت الحصة قليل و بأن المادة دسمة وبأن الطلاب لن يفهموا و لا حاجة لتغيير الطرق و الوسائل ... ولا حاجة حتى لتغيير كتاب التحضير لأن القانون جاء من الوزارة وعليه أن يطبقه .. وما يهمه إنتهاء المقرر بإنتهاء العام و حصوله على ورقة التقييم التي تثبت جدارته في الإلتزام بالقانون .. إذا نعود و عام يعيد تكرار نفسه فلا جديد يذكر ..

لن أصل لأعلى الهرم التعليمي .. فلست بعرض تشاؤوم معين .. ولست لتعميم الأمر فهنالك من يجتهد و لكل مجتهد مكانته و نصيبه ولكن ... الأمر بحاجة لوقفة ..

إن الهدف من العملية التعليمة هي نقل المعرفة من الكتاب للطالب في إسلوب تفاعلي معين ينتج من خلاله قدرة على إستخدام تلك المعرفة في بناء معارف أخرى و بناءا على ذلك تتطور الشخصية بكل ملامحها و يرسم المستقبل نحو النجاح .. يحتاج ذلك التفاعل لإشراك كلا الأطراف وفق أهم مبدأين : الحوار و التجربة ..
إننا لسنا بحاجة لخلق ألات منسوخة ملقنة بل بحاجة للكثير من التجربة و المشاعر و الإستقلالية في بناء الشخصية ..
ولسنا بحاجة لتطويق كل شيء تحت عامل الزمن فالزمن مفتوح لا بداية له و لانهاية بل بحاجة لمنافذ تساهم في جعل العملية متسارعة بطريقة أكثر كفاءة و اكثر إنتاجية تعمل على تعميل العقل و تفعيل الخيال و والقدرة على إكتشاف القدرة العقلية و طريقة إستغلالها .. إننا بحاجة لإيجاد الإبداع و خلق التطوير لا قمعه ..

أكان الامر بيد الكتاب و مادته , بيد الطالب , بيد المعلم , فهو بيد الكثير منكم .. فلا يحتاج أكثر من فهم المعرفة و نقلها .. و السماح بتكوين بيئة أخرى تجعل تلك المعرفة تنمو و تتبلور و تنتج مسار أخر يتم نقله لمستقبل أخر ..

فهل كان لهذا العام قدر كبير من إهتمامنا بالمعرفة أكثر من أي شيء أخر ؟

@roo7alqmar
" اللهم تصدقت بكلماتي امام الله لكل من ينسبها إليه و ينسى حق ذكر مصدرها "

*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) ..