وأقرأ ما خفي وسط السطر محتار
وادوّر عن طرف بمسك حبل ذكره
وأبحث في كتاب العمر عن أخبار
وبعثر حيرتي ... واشعل وهج جمرة
عسى ذوّب جليدّ الفكر بالإصرار
وبسأل شيبتي من هو كسر ظهره
وعوده صايرن تكرم كما المسمار
فنى عمره على وش هو فنى عمره
غرس نخلة بأرضه والعرق أمطار
يبيها تسنده لوّ الزمن عسره
عطاها أمنياته والعنا تذكار
أثر رجله وتد ثابت شرا الصخرة
وتجاعيد الوجه تكشف لنا الأسرار
ضميره ما قسى يعشق ولا يكره
ويعطي للأرض من صحته أعمار
يقولنّه فرد لو مات وش ضرّه؟
مهم يبقى الوطن لو صار مهما صار
نسى أهله وغيرك يا وطن م اختار
ويومه ما بقى في جعبته قطرة
وقف رمقٍ أخير وتنغلق الاستار
ورجلٍ كم سعت حسّت وجع عثرة
وحالت يا ملا دون الرجا أسوار
نصى قلب الوطن يومه غدا فقره
ألم جرحٍ كسى عمره أسى وامرار
أتى من لهفته ما همّته قفرة
يدوس الشوك حافي والخطر والنار
تسابق هالزمن في خطوته نظرة
وعلّق صورتك في جبهته أنوار
تذكّر ذكريات الأمس والمسرى
وحبات العرق تبني الثرى باصرار
يبي توفي ديونه لو ربع كسره
لقى منْكِ الصدود وحرقة الانكار
رجع ينزف ودمعه خانقٍ صدره
دعى ربِّ البشر لو تخطفه الأخطار