الجنون عندنا ......فنون .

(مهزلة العقل البشري ) هو أحد كتب ( علي الوردي ) ضمن مجموعة كتب أخرى فكرية ذات نزعة نقدية للواقع والمجتمع بكل مافيه في إيطار الفلسفة الإجتماعية , وقد شدني الكتاب وأثار حفيظتي لقراءته , ربما لعنوانه أو لأفكاره أو لإسلوبه أو لنظريتة أو لمنهجيتة , والكتاب حقيقة لاتمل من قراءته خاصة إذا كنت من أولئك الذين يهتمون بعالم الأفكار لا عالم الأشياء , فالفكرالبشري قد يصبح مهزلة عندما يخرج عن المألوف أو عن الإطار المحدد , فأفكارنا هي نتيجة تصوراتنا للأشياء و قد يتم الحكم من خلالها على كثير من الأمور بغض النظر عن النتيجة , فتلك الأفكار التي تختمر في عقولنا هي التي تحكم وتوجه وتخاطب وقد تخرج أحيانا عن الضوابط والمحددات , وتصبح بعض نتائجها مهزلة و فوضى و يمكن ملاحظة تلك الفوضى في كثير من تصرفات بعض التربويين في كثير من الأمور لأن عقولهم تخبرهم بأ نهم في الإتجاه السليم لكن العقل الآخر يرى غير ذلك , من هنا كان لابد من الإسترشاد بالضوابط فهي الحكم العادل والفاصل لنا جميعا , فالأهتمام بصغائر الأشياء مثلا أو التركيز على شكلها دون مضمونها فوضى في نظر البعض , والتفكيرالفردي دون الجمعي و اللا منطقي واللا واقعي أحيانا لا تخلو نتائجه من الفوضى في نظر البعض أيضا , والإنفراد بالقرارلمجرد العناد فوضى ....وهكذا ...حتى الثقة في بعض الأفراد عن بعد دون معرفة قدراتهم وإ مكاناتهم عن قرب قد تصبح فيما بعد فوضى أحيانا , وكل تلك الفوضى في حقيقة الأمر هي نتاج عقلنا البشري عندما يسمح له بالخروج عن الضوابط التي تحكمه , وبالتالي يمكن وصف تلك الفوضى بأنها مهزلة , مهزلة عقولنا عندما تتجرد من الضوابط وتخرج عن المحددات , فالقرارات التربوية التي تصدر دون ضوابط نتائجها تكون مهزله وكل مايتعلق بالفكر التربوي عندما يتجرد من الضوابط يصبح مهزلة وكل مشاكلنا الآن هي نتيجة فوضى ومهزلة قد تؤدي بالبعض للجنون , لكن على قول الكاتب : "إن العقل أن تكون مجنونا أحيانا " فهل سنرى شئ من الجنون في القرارات القادمة ؟ ومانسبة ذلك الجنون ؟


*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) ..