كفاح سعيد سالم المزروعيه
http://academy.moe.gov.om/jforum/tem...es/star_on.gifhttp://academy.moe.gov.om/jforum/tem...es/star_on.gifhttp://academy.moe.gov.om/jforum/tem...es/star_on.gifhttp://academy.moe.gov.om/jforum/tem...es/star_on.gifhttp://academy.moe.gov.om/jforum/tem...es/star_on.gif
المتصلة: 2014-05-20 08:50:21
الرسائل: 12
غير متصل |
قضى معلم الصف السيد هاتشينز وقتاً طويلاً في صياغة قواعد وإجراءات حجرة الصف خلال الأسبوع الأول من العام الدراسي، ثم أعلن لطلابه أن لديه قاعدتين فقط، الأولى: أن يعامل بعضنا البعض باحترام, والثانية: أن نجعل من الفصل مكاناً للتعلم. ثم ترك الطلاب أن يأتوا بالتصرفات والسلوكيات التي تضمن إتباع تلك القواعد.
وفي أثناء العام الدراسي قد يجد أن واحداً أو أكثر من تلك الإجراءات تتطلب التعديل. على سبيل المثال، مبدئياً يؤسس السيد هاتشينز مع طلابه إجراءً يلزمهم رفع أياديهم قبل التحدث والبدء في الإجابة. مع ذلك يلاحظ أن هذا الإجراء أو (البروتوكول) قد يخنق النقاش، فيقوم بتعديل الإجراء. وقد يسمح لطلابه بالتحدث دون رفع أيديهم، حتى إذا أصبح الأمر فوضوياً، فإنه يعيد فوراً تطبيق القاعدة الأصلية، التي توجب رفع الأيدي قبل التحدث.
إن وضع القواعد والإجراءات أمر مهم وبديهي في إدارة الصفوف، فهي تحدد التوقعات والمعايير العامة بشأن سلوك الطلاب، وليس ممكناً لمعلم أن يعلّم، أو لطالب أن ينتج إذا لم تكن هناك مبادئ توجيهية. والإجراءات غير الفعالة أو غيابها يمكن أن يضيع قدراً كبيراً من الوقت، ويؤدي إلى إهدار انتباه الطلاب واهتمامهم. فلابد من أن يضع المعلم قاعدة توجب على الطلاب أن يتصرفوا على نحو يجعل من غرفة الدرس مكاناً مساعداً على التعلم. على سبيل المثال؛ قد يضع المعلم قاعدة تقضي بألاّ يتحدث الطلاب على الإطلاق، أو أن يتحدثوا بهدوء شديد، عندما يكون هناك طالب آخر يجيب عن سؤال.
تشير الدراسات إلى أن بداية العام الدراسي هو أنسب الأوقات لوضع القواعد والإجراءات. وقد قارن موسكوفيتس وهايمان (1976) سلوك بداية العام الدراسي في 14 معلمًا جيدًا من المدارس الإعدادية مع 13 معلمًا بالسنة الأولى. ووجدت دراستهما أن أكثر المعلمين كفاءة وفاعلية، ينفقون وقتاً طويلاً في وضع وتعزيز القواعد والإجراءات، بينما ينفق معلمو السنة الأولى وقتاً أقل نسبياً. ويقرر إيزنهارت (1977) النتيجة نفسها مع طلاب المدارس الابتدائية. وقد أجريت هذه الدراسات عند بداية العام الدراسي في أواخر السبعينات، وبداية الثمانينات من القرن الماضي، في مركز البحوث والتنمية لتدريب المعلمين في أوستن تكساس. وكمجموعة، فإن أحدث البحوث تؤيد التعميم القائل بأن المعلمين الأكفاء لا يخططون لإدارة الفصول قبل بداية العام الدراسي فحسب، بل ينفقون كذلك وقتاً كافياً في بداية العام الدراسي، للتأكد من أن الطلاب يفهمون تلك القواعد والإجراءات، وإنهم يقبلونها بشكل عام، ويمارسون الإجراءات بشكل يكفي لتنفيذها بعد ذلك في شكل تلقائي.
يمكن الربط بين قواعد وإجراءات الفصول وتلك التي تطبق في البيت. وفي دراسة شملت 69.000 زوجاً من الآباء والأطفال، وجد أن هناك أثرٌ كبير للقواعد والإجراءات التي تطبق في البيت على التحصيل الأكاديمي للطلاب في المدرسة.
كما أن الإعداد المكاني لحجرة الصف ينقل رسالة قوية فيما يتعلق بمنهج المعلم في ضبط وإدارة حجرة الصف ويساعد على تطبيق القواعد والإجراءات. ينبغي على المعلم أن يضع إعداد الفصل في الاعتبار قبل أن يدخل إليه الطلاب. والمبدأ الهام الذي يقودنا إلى تنظيم غرفة الدرس، هو إنشاء الظروف المادية، التي تسهل وتدعم التدريس من جانب المعلم، والتعلم من جانب الطلاب. إن ترتيب الأدراج ينبغي أن يسمح بالوصول إلى أي طالب في أربع خطوات من المكان الذي يقف فيه المعلم معظم الوقت. وينبغي كذلك أن يسمح هذا الترتيب أيضاً بالتخزين السهل للمواد والوصول إليها، ويسمح كذلك بحرية الحركة للطلاب.
إن ترتيب مقاعد وأدراج الطلاب يمكن أن يعيق، أو يسهل عملية التعلم. وتطرح الأسئلة الآتية اعتبارات مفيدة: هل يوفر تصميم حجرة الصف سبل السلامة عند حدوث أي طارئ؟ أين يقف المعلم ليلقي الدرس؟ هل يكون جميع الطلاب قادرين على رؤية المعلم بسهولة أثناء إلقائه الدرس، أو رؤية الطلاب الآخرين أثناء ردهم على الأسئلة؟ ما أفضل مكان لجهاز العرض "البروجكتور"؟ هل يستطيع المعلم رؤية جميع الطلاب من أية زاوية في الفصل؟
من المهم جداً، عند وضع القواعد والإجراءات، أن يتفاعل معها الطلاب منذ البداية، ويمكن أن يأخذ هذا التفاعل أشكالاً عدة، كأن يكون بسيطاً بتوضيح كل قاعدة وإجراء للطلاب، ومناقشة الحاجة المنطقية لها. على سبيل المثال؛ نفترض أن معلماً قد وضع القاعدة العامة الآتية للتعامل مع النزاعات التي قد تحدث بين الطلاب في الفصل: "انس، وأعف وامض قدماً"، فيضيف إليها المعلم قائلاً أن هذه قاعدة عامة في التعامل بين الناس. يركز التفاعل مع الطلاب على تعريف السلوكيات المحددة، التي تعمل على تنشيط وتفعيل القاعدة. ونتيجة للمناقشة الصفية يستنتج المعلم والطلاب الإجراءات الآتية:
� استمع للآخر قبل عمل، أو قول أي شيء.
� حاول حل النزاع، أو المشكلة بنفسك، قبل الذهاب للمعلم.
� إذا بدأت الأمور في الخروج عن السيطرة، توقف فوراً، واذهب بالقضية إلى المعلم.
كذلك لابد من مراجعة القواعد والإجراءات وتعديلها مع مرور الوقت، حتى وإن كانت قد صممت بشكل جيد في البداية. وتكون المراجعة ضرورية عندما يبدي الطلاب انتهاكاً ممنهجاً، أو تجاهلاً لقاعدة ما، أو إجراء معين. على سبيل المثال؛ قد يلاحظ المعلم أن الطلاب قد أصبحوا متراخين بعض الشيء، بشأن استخدام إجراء معين في أداء الواجب المنزلي. وبدلاً من محاولة تصحيح الوضع، من خلال فرض نوع من العواقب السلبية، يعزي المعلم الزلة في السلوك، إلى انتباه الطلاب. بعد ذلك يقوم المعلم بمراجعة تفاصيل الإجراء، مع احتمال إعادة تشكيل الخطوات، أو إتاحة الفرصة للطلاب لممارستها.
في بعض الأحيان، قد يتعين تعديل قاعدة، أو إجراء، أو إسقاطها تماماً. وباستخدام مثال الإجراء الخاص بأداء الواجب المنزلي يمكن للمعلم – مع بعض المناقشة مع الطلاب – أن يجد أن الطلاب يعتقدون أن هذا الإجراء تأديبي، ومرهق للغاية. ومثال آخر، نفترض أن إجراء ما قد وضع للطلاب الذين يغادرون مقاعدهم أثناء الدرس. يتطلب الإجراء من الطلاب أن يرفعوا أيديهم، ويحصلوا على الإذن من المعلم. ومع مرور الوقت يدرك الطلاب والمعلم أن هذا الإجراء، لا يتم تطبيقه جيداً، إذ يلاحظ المعلم أن الطلاب لا يرفعون أيديهم أحياناً، بالإضافة إلى ذلك يؤكد الطلاب أنه يمكن مغادرة مقاعدهم دون أن يتسببوا في إزعاج الفصل. وبعد المناقشة يتفق المعلم والطلاب على تعليق القاعدة.
خلاصة القول أنه ينبغي أن يضع المعلمون في اعتبارهم أن القواعد والإجراءات هي واحدة من ثلاثة جوانب رئيسة في إدارة الفصل، وإن وضعها في بداية العام الدراسي هو أمر ضروري، ولا يقل أهمية عنه تعديلها مع مرور الوقت.
قواعد الغرفة الصفية. مكتب التربية العربي |
