الشورى في حيرة. . ما قبل 15 وما بعد 14 !! - بقلم محمد سليمان
عايشت سلطنة عمان قبل شهر من اليوم في 15 اكتوبر 2011 عُرساً ديمقراطيا تجلى فيه للمرة السابعة من عام 1970م حيث تكاتفت جميع الفئات حتى الصغار منهم على الرغم من أن العمر المحدد للترشيح فوق 21 سنة ، ولكن جائت الصدفة حينما التقيت صباح يوم الإنتخاب تجمعات من صغار السن بجانب المقرات الإنتخابية ليس للإنتخاب انما كي تتعايش مع هذا الحدث الكبير الذي يحدث كل أربع سنوات .
نعم كان قبل 15 أكتوبر ، فئة نشطت في المجتمع المسندمي يطلق عليها الأغلبية اسم أو مسمى لا يتعدى عدة حروف هجائية ، كانت غايتهم إيصال الحرف قبل الكلمة ، وإيصال الكلمة قبل الرسالة إلى مجتمع عاش أيام من العصبية والتفرقة وهيمن عليهم حب القبيلة والتفاخر بالتاريخ على حساب المصلحة العامة ، وعدم التفكير الواعي لمستقبل ينظر له من باب الوعي والنظرة الثاقبة لدى المثقفين والواعين ، و في مجتمع حاصرتة الحدود من جهة والبحار والخلجان والمضيق من جهة أخرى ، فعلاً مجتمع كان لابد بأن يجد الحرص الكبير والإهتمام الشاسع التي تبديه هذه الفئة من الشباب الناضج والواعي لمستقبل ومصير هذه المنطقة فئة قد نختصرها بمسمى [ مسندم.نت ] ، من لا يعرف هذه الفئة ؟ قد يجهل الكثير والكثير ونصيحة شخصية مني يجب أن يتقرب منها .
انطلقت حملتهم الوطنية في خدمة هذه المسيرة الديمقراطية التي أعلنها القائد المفدى لهذه البلاد قبل عدة سنواتٍ طِـوال ، واليوم وقد عشناها في دورتها السابعة ، نعم كان الهدف من هذه الحملة سامياً في حب مصلحة هذا البلد بعيداً عن حب الذات أو تجليل الشخصيات و تقديسها ، أو الإنتماء و الميل لحزبٍ ما أو جماعة فكان ميلنا ليناً لا ساقطاً ولا جافاً ، استطعنا أن نرضي الجميع الناخب قبل المترشح ، و أن نكون على قدر الأمانة و المسؤولية التي أعلنّا تحملها منذ البداية ، فقد شهدت على ذلك صناديق الاقتراع التي ضايقت أوراق الإنتخاب بعضها البعض من كثرها ، فلم نميز صناديق القرى عن المدن ولا صناديق النساء عن الرجال .
الحملة كانت فكرة تم ترجمتها إلى واقع من أول اجتماع ، كونها أول فكرة على مستوى السلطنة ربطت بين الإنتخابات والشبكة والمجتمع بطريقة محكمة، و بعمل تطوعي من مجموعة شابة متعاونة من مختلف أطياف المجتمع في مسندم.
ولله الحمد فقد وجدت متابعة كبيرة من زوار وأعضاء شبكة مسندم.نت وكذلك المهتمين بالأحداث السياسية واجرائات الاصلاح التي تمر بها سلطنة عمان وموج الربيع العربي .
أُديرت الحملة بعقول فئات الشباب في المحافظة بأن الشرط الأهم للمرشح هو حب تراب هذا الوطن وأبناء جلدته والرغبة في خدمتهم، مع القدرة على ذلك. فالرغبة وحدها لا تكفي، لأنها أمانة و إذا خانها فإنها يوم القيامة خِـزيٌ ونَـدامة، إلا من قام بحقها وأدى الذي عليه فيها، و لاحظنا حقيقةً غياب الأكاديميين الذين يكتفي معظمهم بالجانب التنظيري، دون النزول إلى الميدان، وقليل منهم من يجمع بين الاثنين، وهذه حالة تستحق التوقف كذلك.
على الجانب الآخر، كان على موقع مسندم.نت مشمولاً بقسم انتخابات مجلس الشورى تلك الفترة أن يلعب دورا أكبر، من حيث إحداث حالة من النقاش المجتمعي لطرح كافة المحاور المتعلقة بالمجلس لِـما من شأنه أن يحدث حراكاً اجتماعياً وتعزيزاً للمشاركة الفاعلة التي تتطلع إليها القائمون على مجلس الشورى ، وأن تقوم بدورها في عملية التوعية ونشر الثقافة القانونية لدى المواطن، ولا نكتفي فقط بيوم الإقتراع، بل تكون عملية مستمرة وهذا ماحدث فعلاً .
هذا كان قبل 15 أكتوبر ، اذاً مابعد 14
جاءت المــــــادة 14 من الباب الخامس للنظام الأساسي للدولة على أن يُشرف على انتخابات مجلس الشورى ومتابعة الطعون فيها لجنة مستقلة ولقد حددت المادة الربعة عشر ملامح من اسمها :
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - --
14: تتولى الإشراف على انتخابات مجلس الشورى والفصل في الطعون الانتخابية، لجنة عليا تتمتع بالاستقلال والحيادية برئاسة أحد نواب رئيس المحكمة العليا، ويبين القانون طريقة تشكيلها واختصاصاتها ونظام عملها.
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - --
وبهـــــذا التقدم الملحوظ لقد قطعنا شوطا رائعــــا في مجال التعبير وتعدد الرأي و الشفافية ، وإشراك الشعب في صناعة قرارات هامة في البلد ومواجهة كافة التحديات التي ستواجه البلد في المستقبل البعيد والقريب ، و لذلك اليوم يملك الشعب مسؤولية كبيرة لإدارة بلاده والمشاركة في صنع القرار فيه ، لذلك وجب علينا اليوم أن نكون على قدر المسؤولية التي أولى بها جلالة السلطان شعبه .
ولكن هل هناك احساس بالندم أو التردد حيال من اخترناه ليمثلنا بالمجلس ، وذلك ما بعد المادة 14 التي أصدرت متأخرة أي بعد اعلان نتائج انتخابات مجلس الشورى لدورتها السابعة ، فهل من اخترناه قادر او مقتدر لهذه الإمانة أو الثقة الكبيرة التي حظيها من قائد البلاد ومن أبناء ولايته ؟
و هل نستطيع اليوم - و إن اختلفنا في اختياراتنا - أن نتعاون جميعاً لنعاون سعادة العضو الجديد في تحقيق أهداف المجتمع ؟ و هل نتجاوز مرحلة الخلاف و الإختلاف لنتفق في العمل سوياً ؟
أم أنها حيرة مجلس الشورى . . نكبة أولى لهذا المجلس !
فعلاً اصبحنا أحد النماذج الرائعة في الخليج وقد سبقنا بعض الدول و نملك اليوم أرشيفاً نفتخر فيه من العمل بحيادية و احترافية على الرغم مما يُشاع عنا ، حيث تعد السلطنة الدولة الثالثة على مستوى الخليج التي تملك برلمانا يملك صلاحيات رقابية وتشريعية ولو كانت جزئية ، ولكن لا بأس ستصبح يوماً ما كلية وفق التدرج ،المهم في الأمر أن صاحب الجلالة قد وضعنا بحنكته السياسية في الطريق الصحيح والمثالي.
* بقلم : محمد بن سليمان الشحي
رئيس لجنة الحملات الإنتخابية الدعائية لمرشحي مجلس الشورى للفترة السابعة - في موقع مسندم.نت
15– 11- 2011 م
=======================================
*
مقالات يكتبها لشبكة مسندم أبناء و أقلام و مثقفين و وجهاء محافظة مسندم ، تضاف المقالات بشكل متجدد ،
و يمكنكم زيارة بقية المقالات بالـضغط هنـــا .
كما يمكنكم نشر مقالكم الخاص بالتواصل مع ادارة الواجهة العربية للموقع على البريد الالكتروني :
musandam.net@gmail.com
