هل يجب أن يقتُل بعضنا بعضا حتى تلتفت وزارة التربية والتعليم لحل مشاكلنا ؟!!!

(هل يجب أن يقتل بعضنا بعضا حتى تلتفت وزارة التربية و التعليم لحل مشاكلنا ؟!!!)

قبل سنوات وقعت حادثة إطلاق النار بين معلم وموظفي إحدى المديريات " رحم الله جميع من مات في فيها " وقد تداول حينها ضمن أسباب هذه الحادثة هو شعور ذلك المعلم بالظلم بسبب تصلّف وتعنّت بعض الموظفين ، بعد هذه الحادثة التي استنفرت فيها أجهزة ومؤسسات كثيرة من بينها وزارة التربية و التعليم قلنا جازمين أنّ حدثٍ كهذا لن يتكرر وأنّ هذه الوزارة ومديرياتها سوف تستفيد من الدروس و العبر وأنّ موضوع تصلّف بعض الموظفين وتسلطهم وأدائهم التعسفي سوف يكون من الماضي الذي لا رجعة فيه .

إلا أنّ الظن قد خاب في البعض وعادت زمرة المتسلطين والمتنفذين في الرأي إلى قهر المعلم و الموظف والإداري في الميدان وإلى هضم الحقوق وتغوّلت في الظلم و الجبروت دونما رادع ودونما مراعاة لمشاعر أو تقديرا لجهود فضجّت كثير من المواقع والمنتديات ووسائل التواصل المجتمعي بالكثير والكثير من المواضيع التي تدلل على ذلك وتؤكد على حقيقة أن هذا البعض لا يريد أن يستفيد من التجارب المريرة ، ونسوا حقا أن التاريخ يكتب والزمان يُدوّن أحداثا في سجل مسيرة هذه الوزارة خيرها وشرها تفوقها وفشلها ظلمها وعدلها ، سجلا تمنينا أن لا يُخط فيه ضربا ولا إضرابا ، ولهذا نسأل فعلا أيّ مصلحة ولمن تكون في إيقاع الظلم والقهر بين منتسبيها ؟!

وأيُّ حصاد يرجى إذا ما استمر الحال على ما هو عليه ؟! ثم أيّ شرفٍ وأيُّ فخر في تدوين حالات الظلم ونتائجها في ذلك السجل المفترض أن يكون حافلا بالتربية و بالتعليم لا بالقهر والتسلط ؟!!

وما يزيد الطين بِلّة هو التهميش لأي تظلم يُرسل لمديرية أو وزارة وكأنما لسان الحال يقول للموظف قد سُدّت أمامك كل المنافذ التي يمكن أن تنال منها حقا فاختر لنفسك طريقا أو أسلوبا تستطيع به استرداد ذلك الحق أو رفع ذاك الظلم بعيدا عن التربية و التعليم ، وتناسوا أن من ضمن هذه الأساليب في حالة اليأس أو الغضب التي يمكن أن يصل إليها المظلوم قد تكون تكرارا لمأساةٍ لا تزال رطبة طرّية في قلوب الكثيرين ممن صدمتهم تلك الحادثة رغم مرور السنين!! ( مع الإعتذار لكم في التذكير بهذه المأساة )

وهنا سؤال للمشرعيّن لماذا سُنّ قانون التظلّم طالما أُعطيت المؤسسة الحق في تهميشه وعدم الرّد عليه وهو حقٌ يقتُل المظلوم ألف مرّةٍ ومرّة ؟!!

ومما يغيظك كتربوي أن تجد البعض يتحدث عن البيئة المناسبة للمعلم و الإداري وعن تهيئة الظروف الملائمة وعن تذليل الصعوبات وحل المشكلات التي تواجههم ثم عندما تنظر إلى واقع الحال لا تجدها سوى كلمات جوفاء فارغة المضمون لاتسمن ولا تغني من جوع هي أقرب إلى الاستهلاك الإعلامي أو هكذا يُرادُ لها أن تكون وذلك بسبب تعامل البعض مع ذلك المعلم وذلك الإداري وذلك الموظف إما تعنتا أو بعدم القدرة على تغيير الواقع نحو الأفضل بسبب أنهم مازالوا أسرى لجبروت الماضي وأقرب إلى تحجر الفكر .

هل هو الغباء أو اللامبالاة أو التقّصد أو هو الغرور في هكذا تصرفات ؟!

أم هي فتنة الكرسي التي لا يعرف هذا البعض كيف يتعامل معها إلا من خلال أساليب الذل والإهانة وفرض الرأي المرير والأمر الواقع على الآخرين حتى وإن كان ذلك الرأي خاويا من أيّ مضمون وفارغا من أيّ هدف؟!
أُناس جلست على الكرسي كجثة هامدة خالية من أيّ فكر ربما صدفة وربما واسطة أو ربما الحظ وقليل من جلس عليه مستحقا له لجهده أو لفكره أو لبياض سيرته ونقاء تعامله .

يصرّون على وضع الإداري أو المعلم في بيئة يكرهها بيئة لا تناسبه ولا يريدها ثم يطالبونه بالإبداع فأيّ عقل تربوي وأيّ إنسان واعٍ يفعل ذلك ؟!
لكنها سكرة الظلم وغفلة التسلط وتغييب التشريع ( حتى ليقول أحدهم متغطرسا أنت لم تقف على باب مكتبي ) وكأن باب ذلك المكتب لذاك المتسلط أصبح خارقا لكل قانون وكل تشريع يسيّر العمل فيه بحسب الهوى والمزاج !!

وسؤال يطرح نفسه أما آن لواقع كهذا أن يتغير ؟!

أما آن الأوان لوجود رقابة حقيقية على أداء هذه الزمرة من المتسلطين وهذا النوع من المتحجرين فكريّا ؟! ( رقابة لا يُرد عليك فيها يا أستاذ غض الطرف هذا يحدث في كل محافظات السلطنة !!!!!!!! ).

أما آن الأوان لوجود لجنة متابعة لحقوق وتظلمات المعلم و الإداري وتفعيلها في الميدان بكل عدل وشفافية ؟! ( لجنة تعمل بكل جديّة وليست مجرد أسماء تُرص بحبر على ورق ) .

أما آن الأوان للنظر إلى الكادح في الميدان كشريك حقيقي في العمل التربوي وليس مجرد متلقٍ لأوامر ومنفذا لتعليمات ؟!

أخيرا وربما ليس آخرا لا أجد في تصرفات هذا النوع من الموظفين إلا فتنة والفتنة أشد من القتل ، فتنة تتمثل في صورة تعميق آلام المجتمع وشرخ كيانه وتمزيق أواصره من خلال قهر موظفيه والتسلط عليهم وتشتيت عطائهم وجهدهم .اللهم احفظ عمان وأهلها من غباء المتغابين وتسلط المتسلطين ورعونة المتنفذين اللهم آمين .


*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) ..