مسندم موقع جيوسياسي وموضع اقتصادي - بقلم علي بن راشد المطاعني
مقال سابق نزل قبل فترة في جريدة الشبيبة . للنقل :
---------------------------------------
مسندم موقع جيوسياسي وموضع اقتصادي
* علي بن راشد المطاعني.
http://www.musandam.net/up//uploads/...b655240f3d.jpg
جاءت زيارة اللجنة الوزارية لمحافظة مسندم الأسبوع الفائت تنفيذا للأوامر السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله - للاطلاع على احتياجات المحافظة من المشاريع التنموية و تعزيز الخدمات المتوفرة في هذا الجزء من البلاد ، و اكتسبت هذه الزيارة دلالات مهمة على كافة الأصعدة السياسية و التنموية لعل من أهمها بأن زيارة لجنة وزارية رفيعة المستوى إلى محافظة مسندم تعكس الأهمية الجيوسياسية التي تمثلها هذه المحافظة الواقعة في الجزء الشمالي من السلطنة و ما تمثله من عمق استراتيجي للبلاد لإطلالتها على مضيق هرمز الممر الدولي الذي تمر منه 60 بالمائة من إمدادات النفط للعالم، و ضرورة ايلاء هذه المحافظة كل الاهتمام الذي يتواكب و الأهمية الاستراتيجية التي تمثلها ليس للسلطنة فحسب وإنما لمنطقة الخليج كافة . و تعد ولايات محافظة مسندم بحكم موقعها الجغرافي مدنا من الدرجة الثانية بالمفاهيم الجغرافية من حيث توافر الخدمات و التجهيزات و تطويرها و الاعتناء بها و هو ما يجب ان يأخذ هذه الأبعاد في الاعتبار كأحد الأسس في تنمية محافظة مسندم ، والحكومة تعمل على رفد المحافظة بالخدمات الأساسية التي يتطلبها المواطنون ، الأمر الذي يتطلب تعزيزه في المرحلة القادمة بشكل يتوافق مع المتغيرات والمستجدات واستثمار الموقع والموضع الاقتصادي لهذه المحافظة .
فبلا شك بأن هذه الزيارة جاءت تنفيذا للأوامر السامية التي وجه بها حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله - للاطلاع على المطالب التي رفعها أبناء محافظة مسندم على ضوء الأحداث التي شهدتها مناطق السلطنة ، و تقديرا لحضارية التعاطي مع مطالب المواطنين والتعبير عنها بحضارية تعكس رقي الأهالي في التعامل مع الشأن العام ، و الترفع عن كل الأعمال المشينة والتي لا تتوافق مع القيم العمانية ، وهذا التعامل النبيل كان له الأثر الكبير لدى الحكومة التي استجابت و بكل ترحاب للمطالب المشروعة للمواطنين و لعل إرسال لجنة وزارية للاطلاع على هذه الاحتياجات و المطالب ماهو إلا تعبير عن ما يكنه جلالته لهذه المحافظة والقاطنين فيها من تقديركبير على التجاوب والتعاطي الحضاري الذي سيبقى علامة مميزة في التعامل بعيدا عن الفوضى والإخلال بالنظام ، ناهيك عن مطالب المواطنين في محافظة مسندم لم تكن شخصية ، و إنما تبلورت في مطالب عامة تتعلق في إضفاء بعض الخدمات التنموية في بعض ولايات المحافظة و تعزيز المتوفرمنها بما يسهم في تحسينها و الارتقاء بها وهي من المطالب المشروعة التي تحرص الحكومة بتلبيتها و توفير ما يلزم لتنفيذها .
http://www.musandam.net/up//uploads/...3d46902035.jpg
و قد أثمرت زيارة اللجنة الوزارية عن نتائج طيبة في العديد من الجوانب التنموية و الخدمية على وجه الخصوص وجاء إعلان إنشاء مستشفى جديد و كلية جامعية راقية وغيرها من الخدمات التعليمية و التدريبية التي يحتاجها المواطنون في هذه المحافظة والتي من شأنها توفر بدائل أفضل لأبناء الأهالي. وهناك مشاريع اخرى في كافة القطاعات التنموية سترى النور في المستقبل .
ولعل من مكاسب زيارة اللجنة الوزارية لمحافظة مسندم الاطلاع على الفرص الاستثمارية واستغلال الموقع والموضع الاقتصادي للمحافظة ، فهذه المحافظة تتمتع بموقع فريد يوفر لها فرصا اقتصادية و تجارية هائلة في تنشيط التجارة اعادة التصدير على وجه الخصوص وبخاصة الاستفادة المثلى من الميناء في ولاية خصب الذي يمكن ان يتيح المجال للنهوض بالعديد من المجالات بخاصة تنشيط التجارة البينية مع الدول المجاورة و بخاصة الصادرات وإعادة التصدير الى إلسلطنة و خارجها و التي يمكن ان تنتعش مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية وذلك نتيجة للعلاقات الوطيدة بين السلطنة و ايران و كذلك تفعيل الميناء يفتح آفاقا واسعة نحو تفعيل النشاط التجاري بشكل كبير ويرفد التعاون المشترك ويستفيد من المناخ المواتي بين البلدين و المشجع على تنامي الفرص للتعاون بشكل أكبر، و لعل وقوف اللجنة الوزارية على هذا المرفق بهدف اعادة تنشيطه مرة أخرى بعد توقف لأسباب غير معروفة عن حركته الاقتصادية غير العادية في اعادة التصدير ، من شأنها ان تعيد الروح الى هذا المرفق الحيوي و المهم و الذي كلف الحكومة ملايين الريالات ، وقد حان الوقت لتنشيطه في كل الجوانب ذات العلاقة بالتجارة و اعادة التصدير ، كما ان تدعيم القطاع السياحي في محافظة مسندم له دور حيوي مهم في رفد القطاع السياحي في هذه المحافظة التي تتميز بمواقع سياحية فريدة ،وتنشيط السياحة في محافظة مسندم بشكل كبير و ذلك بحكم موقعها الجغرافي و المقومات السياحية خاصة البحرية التي تتيحها .
وبالطبع ان زيارة لجنة وزارية لمحافظة مسندم ليس نهاية المطاف و لن تكون الأخيرة للمسؤولين في الحكومة التي يجب ان تولي هذه المحافظة و غيرها من المحافظات الحدودية الأهمية الاستراتيجية و الجيوسياسية التي تمثلها للعديد من الدواعي التي اصبحت ماثلة امام اعيننا ، وإثراء هذه المحافظة اقتصاديا بشكل يجعلها محورا تجاريا مهما يستفيد منه المواطنون و يكون موردا ماديا لشرائح واسعة من المواطنين .
نأمل ان تكلل هذه الزيارة و غيرها بالنجاح في تعزيز محافظة مسندم من كافة الجوانب التنموية و الاقتصادية و استغلال موقعها الجغرافي بما يسهم في الاستفادة منه من كل الجوانب التي تعود بالخير على سكانها و الاقتصاد الوطني .