هل مات المعلم ؟

( رأينا صواب يحتمل الخطأ , ورأي غيرنا خطأ يحتمل الصواب ) هذه مقولة مشهورة كان لابد من الوقوف أمامها بعمق لمعرفة دلالاتها ومعانيها المختلفة , وقفة لا تخلو من التأمل الفكري والفلسفي , فالرأي البشري مهما كان لا يخلو من الخطأ والصواب , لذلك أولئك الذين آمنوا بالعقل ومخرجاته تاهوا وضاعوا والأيام أثبتت ذلك الضياع والتيه , حتى من أصحاب النظريات الكبرى والمدارس الفكرية المختلفة , وكل العهود التي قطعوها على أنفسهم لم يفوا بها كالمساواة والديمقراطية وحقوق الإنسان و جهود الإصلاح التعليمي والربط بين التعليم والعمل , والآراء والأفكار عادة مهما كان صوابها في كثير من المجالات ظاهريا إلا أنها لا تخلو من الخطأ لأنها بشرية , حتى في التربية وعلومها ومذ اهبها الفكرية ومدارسها الفلسفية المختلفة , وحتى تلك التي تنادي "بموت المعلم " فموت المعلم يبدو أنه مذهب فكري و فلسفي , ولكن هل فعلا مات المعلم ؟ ولماذا مات المعلم ؟ هل مات نتيجة فقدانه السيطرة على المحتوى الذي يقوم بتدريسه بسبب ضعفه أو إنشغاله ؟ هل مات المعلم نتيجة إشراكه في الإدارة وبعده عن أدواره ومهامه ؟ هل السبورة التفاعلية كانت السبب في موت المعلم ؟ هل مات المعلم بسبب التعلم عن بعد أم بسبب الإدارة عن بعد ؟ هل زمن التعلم كان السبب في موته أم الوعود السابقة التي لم تتحقق إلى الآن ؟ وهل مات المعلم هنا قبل أن يموت هناك ؟ ومن السبب في موته ؟ هل هو أم هم أم هي ؟ هل يمكن أن تكون هي السبب في موته ؟ ولماذا هي ؟ ألم تكن هي الأحلام والأمنيات ؟ ألم تكن هي السبب في الراحة والسعادة ؟ ألم تكن هي ا لأوتار والأنغام ؟ ألم تكن هي الآهات والونات ؟ ألم تكن هي الآمال والأحزان ؟ ولماذا هي بالذات ؟ لماذا كانت النظرية النقدية السبب في كل ذلك ؟ وهل هي النظرية النقدية أم نظرية الحداثة ؟ ألم تكن هي التي حطمت كل شئ ؟ حطمت الأفكار والنظريات والأفراد والمناهج ؟ هل يمكن أن تكون هي السبب في كل تلك التحولات الكبرى فغيرت قواعد اللعبة وتأثرت التربية فمات المعلم ؟ لا أ دري .....كل تلك تساؤلات تحتمل الصواب والخطأ حسب المقولة السابقة , ولكن حياة المعلم وإشراقه قد يكون في إشراقة " الثامن عشر من نوفمبر " لأنها الحياة , حياة المعلم والمشرف والشعب والقائد , حياة كلنا ننتظرها بكل الحب والوفاء , حياة رأينا فيها صواب يحتمل الخطأ , ورأي غيرنا خطأ يحتمل الصواب , لكن هل فعلا مات المعلم ؟


*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) ..