من يُرد الله به خيرا يُصب منه
عن أبي هريرة - رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (مَنْ يُردِ اللهُ بِهِ خيراً يٌصِبْ مِنْهُ ) رواه البخاري
أخرجه البخاري ,كتاب المرضى ,باب ما جاء في كفارة المرض ,رقم (5645)
الشرح
قوله : (يُصب)قرئت بوجهين : بفتح الصاد (يُـصَب ) وكسرها (يُصِب) وكلاهما صحيح .
أما (يُصِبْ منه ) فالمعنى أن الله يقدر عليه المصائب حتى يبتليه بها : أيصبر أم يضجر .وأما (يُصَبْ منه)فهي أعم , أي :يصاب من الله ومن غيره .
ولكن هذا الحديث المطلق مقيد بالأحاديث الأخرى التي تدل على أن المراد : من يرد الله به خيرا فيصبر ويحتسب , فيصيب الله منه حتى يبلوه .
أما إذا لم يصبر فإنه قد يصاب الإنسان ببلايا كثيرة وليس فيه خير , ولم يرد الله به خيرا .
فالكفار يصابون بمصائب كثيرة ,ومع هذا يبقون على كفرهم حتى يموتوا عليه ,وهؤلاء بلا شك لم يرد الله بهم خيرا .
لكن المراد : من يرد الله به خيرا فيصيب منه فيصبر على هذه المصائب ,فإن ذلك من الخير له ,لأنه سبق أن المصائب يكفر الله بها الذنوب ويحط بها الخطايا ,ومن المعلوم أن تكفير الذنوب والسيئات وحط الخطايا لا شك أنه خير للإنسان ,لأن المصائب غاية ما فيها أنها مصائب دنيوية تزول بالأيام ,كلما مضت الأيام خفت عليك المصيبة ,لكن عذاب الآخرة باق –والعياذ بالله !- فإذا كفر الله عنك بهذه المصائب صار ذلك خيرا لك .
كتاب شرح رياض الصالحين للعلامة محمد بن صالح العثيمين