مشاهد إجرامية في التربية والتعليم
المشهد الأول :
( الأب : بني ألم تقل أن غداً لديك اختبار في مادة ......... ؟؟؟
الابن : نعم يا أبي .
الأب : ولكني لا أراك وقد بدأت في مذاكرة المادة !!!!؟
وقد عهدت طالباً مجتهداً محباً للعلم !!!!!؟؟
الابن : لن أذاكر بعد اليوم .
الأب مصدوماً من إجابة ورد ابنه !!! : ولما يا بني ما هذا الكلام ؟؟
الابن : نعم يا أبي كما سمعت لن أذاكر بعد اليوم لأني سوف أكون أنا وجميع زملائي في الصف بنفس الدرجة والمستوى !!!
الأب : وكيف ذلك يا بني ؟ أليس طلاب الفصل بمستويات وقدرات ومدارك مختلفة !!!!!!
يا بني أكاد أفقد عقلي فإني أخاف على مستقبلك ما هي حكايتك اليوم ؟؟؟؟؟!!!!!!
الابن : لما أتعب نفسي ومعلم هذه المادة بعد توزيع أوراق الأسئلة يقوم بإملاء الإجابات علينا فلا داعي لأن أذاكر لما أراه من حسره وأنا أرى المجتهد وقد تساوى مع المستهتر. لن أذاكر بعد اليوم .
الأب يكاد يغمى عليه من حسرته على ابنه الذي ينتظره حتى يحمل جزء من تعب السنين عن كاهله ) ..
المشهد الثاني :
( المعلم : هيا يا طلاب لنخرج ورقة وقلماً لدينا اليوم اختبار ... تتعالى أصوات الطلاب معترضةً على اختبار مفاجئ ،،
أحد الطلاب : يا أستاذ لم تخبرنا بالأمس أن هناك اختبار لليوم ؟؟
المعلم : ولكني أريد أن أنهي بعض الدرجات واليوم اختبار .
طالب آخر : ولكننا يا أستاذ لم نذاكر !!!
المعلم : تذاكرون !!!!! هاهاهاهاهاها !!!!
هل مازلتم في الحلقة الأولى حتى تذاكرون لا ليس لدي مذاكرة ،، هيا استعدوا للاختبار ..
يتابع المعلم : السؤال الأول ...........؟
وإجابة السؤال الأول هيا أكتبوا ( وسط دهشة الطلاب ثم الاستسلام ) هيا اكتبوا الإجابة هي ..........
والطلاب باستغراب مستغرقين في كتابة الأسئلة والإجابة معاً. )
المشهد الثالث :
( ولي الأمر : السلام عليكم كيف الحال ؟؟ أريد مقابلة الأستاذ ...... معلم مادة ........ لمناقشة مستوى ابني التحصيلي وأمور المادة .
أحد الإداريين بالمدرسة : ولكن الأستاذ لديه حصة ولا يستطيع مقابلتك اليوم .
ولي الأمر : حسناً سأرجع لمقابلته في يوم آخر.
في يوم آخر ،،
ولي الأمر وقد جاء في الفسحة الخاصة بالطلاب ،،
ولي الأمر : السلام عليكم يا أخي لقد جئت لمقابلة الأستاذ ....... معلم مادة ...... ، معلم ابني أريد مناقشة بعض الأمور معه .
أحد الإداريين بالمدرسة : ولكن الأستاذ ..... ليس موجوداً اليوم ..
ولي الأمر: إذاً أرجع له في يوم آخر ..
للمرة الخامسة على طابور الصباح ،
ولي الأمر : السلام عليكم يا أخي لقد جئت لمقابلة الأستاذ ....... معلم مادة ...... ، معلم ابني أريد مناقشة بعض الأمور معه .
أحد الإداريين : الأستاذ حالياً مشغول ..
الأستاذ لا يريد مقابلة ولي الأمر حتى يتجنب الإحراج مع ولي الأمر من مناقشات حول مستوى ابنه ولا سيما أن ولي الأمر معلم أيضاً )
المشهد الرابع :
الجرس يدق الطلاب يدخلون كتاب المادة في الحصة الماضية ويخرجون بتثاقل وتأفف كتاب مادة الحصة القادمة يدخل المعلم والطلاب كل منشغل مع زميله في محادثات وممازحات والأستاذ أمام السبورة يتأمل هذا المنظر ..
المعلم يضرب بعصاه على الطاولة : يا طلاب جلوس .
يجلس الطلاب على مضض .
المعلم : افتحوا الكتاب صفحة 93 ونقرأ الدرس ثم يتناقش طلاب كل مجموعة مع بعضهم ، ويقومون بحل أسئلة الدرس . يخرج المعلم ، أحد الطلاب : متى سيقوم هذا المعلم بشرح الدروس لنا ؟؟
طالب آخر : كل يوم يأتي فيه ويقول : ( و بصوت جهوري ساخر) افتحوا الكتاب على صفحة ..
ونقرأ الدرس وقوموا بحل الأسئلة ..
تتعالى ضحكات التلاميذ الساخرة .
المشهد الخامس :
( أحد الطلاب : معلمنا لمادة ..... لن يأتي اليوم لقد ذهب لتدريب منتخب الناشئين ولن يأتي لعدة أيام .
الطلاب بحسرة وأسف : مرة أخرى ؟؟!!! وما ذنبنا نحن حتى لا ندرس هذه المادة التي تحتاج للكثير من الشرح !!؟؟؟
طالب بغضب : سوف ندرس 3 دروس معاً في حصة واحدة كالعادة )
المشهد السادس :
( جرس الهاتف يرن ، الطلاب مندهشين من مصدر الصوت من أين يأتي يا ترى ؟؟
المعلم : لقد أخبرتك بأن تنقل الحديد إلى الموقع بأسرع وقت ممكن فالعمال في الانتظار منذ الأمس ،، هيا لا تتأخر ،،
وبعد ربع ساعة يرن نفس الهاتف !
المعلم : سوف تأتي شاحنة الحديد بعد قليل نعم نعم في الطريق لقد هاتفته )
المشهد السابع :
( الطالبة : بنات الأستاذة ....... لن تأتي اليوم فهي مريضة , همهمات وأحاديث جانبية , دخلت معلمة الاحتياط : ما بالكن لما هذه الجلبة ؟
احدى الطالبات : هذا هو الأسبوع الثاني ولم ندرس هذه المادة ونحن بالسنة الأخيرة ولم يبقى على نهاية الفصل إلا القليل ماذا سنفعل وكيف سنتمكن من تأدية الاختبار ؟
المعلمة : وما تفعل إنها مريضة !!؟
الطالبات وماذا نفعل نحن ؟!!!!!!!!
ومشهد آخر ,
ومشااااااهد أخرى ماثلة تتكرر في مدارسنا للأسف ، تقلل من مكانة وعظم قدر المعلم ،، وللأسف والطامة أنها تنتهك بيد معلم.
في مقامنا هذا لا نتحدث عن من يقصرون في أداء الواجب فقط . إنما نتكلم عن سلوكيات تؤدي إلى هدم فكر ومعتقدات عظيمة عن المعلم تنعكس على سلوك أبنائنا الطلاب .
ترى ماذا سيكون فكر طالب يُملى عليه السؤال والإجابة معاً !!!
ما الفكرة التي سيخرج بها طالب عن معلم يتهرب من مناقشة ولي أمره.
استحلفكم بالله ما مدى الاحترام والتعظيم لمهنة الرسل والأنبياء بعد أن يرى طالب في صف يدخل المعلم يشير لعنوان الدرس ويأمرهم بالقراءة والنقاش بينهم وكفى ، وهو الذي ينتظر منه الكثير من الحث على الجد والاجتهاد والبحث والتطوير والتوكل على الله ،
يا إلهي ما مدى الاستهتار بمهنة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم وإخوته من الأنبياء والمرسلين !!!!
وما ذنب الطالب حتى يرى مثل هذه السلوكيات المشينة ، وكأنها شيء عادي ولا يخاف فيها لومة لائم !!! وينشأ على ذلك.
بالله عليكم كيف ينشأ جيل يُمنح كل شيء بلا أقل مجهود وبدون احترام لعقل هذا الطالب الذي هو الدعامة الأولى في بناء الوطن ؟.
كيف ستقف هذه الدعامة بهذه المعتقدات والأفكار شامخة في وجه الصعاب ؟
إلى متى يحدد مصير الوطن مثل هؤلاء ؟؟ نعم إننا نحدد مصير وطن بترك هؤلاء بدون توجيه ورقابة في زمن غابت فيه استشعار الرقابة الإلهية.
إلى متى لا ندرك أن ما يجب علينا هو تقوية الدعامة الأساسية في عملية بناء الوطن ؟؟
بالتعليم الناجع ذو المعنى حتى تأتى الثمار المرجوه .
يا اخوه متى سننبذ الكسل والتقصير ونسعى لشحذ الهمم في بذل كل غالي و نفيس لرفعة هذا الوطن الحبيب فهذا الوطن أعطى بسخاااااء ،،
ألا نخجل !؟ ..
بقلم الأستاذة وفاء بنت علي السابعي
معلمة تقنية معلومات
