حوار ....مع الفكر.

" بين القصرين " هي الجزء الأول من الثلاثية " السكرية _ قصر الشوق " للأديب " نجيب محفوظ " , وحسب رأي النقاد يبدو أنه أضفى على الأدب العربي بعدا عالميا لأنه لم يميز بين المسجد والكنيسة والمعبد فنال جائزة " نوبل " الأدبية , هل حطم القيم في تلك الرواية أم الأخلاق أم التربية ؟ يكفي أن " طه حسين " أثنى على الرواية ثناء حارا ويبدو أن هناك تقاربا فكريا بينهما , " فطه حسين " أيضا فكره عالمي من خلال كتاباته التي أنكر فيها الكثير من الثوابت الدينيه , فتلك النماذج يحتذى بها في الفكر والثقافة والأدب أحيانا لأن خطابها عالمي . هل التربية أيضا خطابها عالمي ؟ لاشك , خاصة فكر التعليم الأساسي , حتى لو كان على حساب القيم والأخلاق والسلوك , لكن , هل التعليم الأساسي فكر أم منهج ؟ ألا تتحقق أهدافه عندما نضع التلاميذ الذكور في صف دراسي , والتلميذات في صف دراسي آخر في نفس المدرسة , و الهيئة التدريسية هي الهيئة و الإدارة المدرسية هي الإدارة ؟ لا , فأهدافه لن تتحقق بذلك لأنها عالمية , حتى لو كان المنهج هو المنهج والأدوات هي الأدوات والطرائق هي الطرائق ؟ نعم , لأن القضية هي قضية فكر , حتى لو حطم الفكر القيم ؟ نعم , ولكن , هل حطم التعليم الأساسي القيم فعلا ؟ سيقول قائل : لا , التعليم الأساسي يعزز القيم ولا يحطمها , فالقيم هناك مقننة ووفق أسس وأطر عالمية مدروسة والنتائج إيجابية حتى لو كان مختلطا , فذلك رأي أصحاب الفكر العالمي , أمثال " نجيب محفوظ " و " طه حسين " واليزبيث " تايلور " وهو نفس الفكر الذي يناقشه " نجيب محفوظ " في روايته و " طه حسين " في كتاباته , لكن مامناسبة هذا الحديث المتأخر الآن حول التعليم الأساسي ؟ ربما اللقاء التشاوري الثالث الذي عقد في " دائرة الموارد البشرية " مؤخرا , نقاشاته ومداخلاته هي التي أثارت فضولي للحديث عن التعليم الأساسي هنا من جانب فكري , ولن أتحدث عن مشلكلة الضعف القرائي أ و الكتابي أو مشكلة إعادة إنتاج الأسر في التعليم الأساسي , فالتعليم الأساسي من وجهة نظري الشخصية فكرعالمي وليس قضية منهج , و بغض النظر عن أي شئ آخر ..... ربما يقول قائل : هل التعليم الأساسي فقط هو الذي أثار فضولك في ذلك اللقاء ؟ سأقول : لا , فهناك الكثير من المواضيع التي لا أستطيع أن أجملها هنا , ولكن , ربما مطالبة " نجيب محفوظ " بتقيمنا له في ذلك اللقاء أثارفضولي إيضا , فهل يحتاج " نجيب محفوظ " بعد تلك السنوات لتقييمنا ؟ ولو أجمعنا جميعا على فشله هل سيعتد برأينا ؟ هل التدهورالتربوي الحاصل في المنطقة يمكن أن يكون ضمن التقييم ؟ وهل الإخفاقات الحاصلة و الفجوة بين الدوائر يمكن أن تكون ضمن التقييم ؟ وهل حصولنا على المركز الأول في الغياب على مستوى المناطق يمكن أن يكون ضمن التقييم ؟ لكن في نظري الشخصي التقييم الحقيقي من هناك وليس من هنا وسيكمل المده المحدده له بغض النظر عن نظرتنا له أو تقييمنا له , لكن , لماذا يطالبنا بتقييمه الآن ؟ هل قرب أجله وحان رحيله ؟ هل خاب الأمل وضاع المستقبل ؟ هل هو استجداء أم ملاطفة ؟ هل هو مصارحة أم مكاشفة ؟هل هو عتاب أم لوم ؟ هل هو حديث النفس للنفس ؟ هل التلويح بالتقييم رسالة مشفرة موجهة للبعض هناك مفادها لستم في التشكيلة الجديدة لأن تقييمكم لأنفسكم وللآخرين غير حقيقي وغير واقعي وأي تغيير سلبي أنتم سببه ؟ كل الإحتمالات واردة , لكن في نظري الشخصي " اليأس " هو سبب تلك المناورة , فمن أخطر الأشياء على الإنسان اليأس عندما يسيطر على العقل والقلب معا , مهما أظهرذلك الإنسان من الجلد والصبر , ومهما تحدث مع نفسه أو الآخرين , فذلك الحديث الطويل الذي استمرتقريبا " سبع ساعات " في ذلك اللقاء , هو نتيجة اليأس , وهو السبب في ظهور سن اليأس على وجوه البعض هناك , ولكن , إ عترافه بالفشل هناك , إعتراف جريء يحسب له , وهو محاولة إ قناع النفس بأن أسوأ الإحتمالات هو النقل " فرحم الله امرئ عرف قدر نفسه "


*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) ..