أبكِ يَ ولدي الحبيب !

كانت ترنو إلى وليدها بعينين مجهدتين
أضنتها الآم المخاض ، ها هو يغفو إلى جآنبها كقمر صغير
كوردة يآسمين تتفتح للربيع ، كانت ترنو إليه بحزن
نداء ما يضج في أعماقها كأنه يدعوها للرحيل ،
للرحيل إلى عوالم بعيدة ..
فتح الصبي عينيه كأنه يبحث عن أمه
هَز المهد بقدمه الصغيرة ، تجمع خوف برئ في عينيه
وطافت وجهه المستدير غيمة حزينة ..
وانبعث صراخ طفولي ، كان الصوت يخترقُ اذنيها ..
يدوي في أعماقها ويفجر ينبوع الأمومة ، لكن الجسد الخائر لم يقو على الحراك ..
وقد أوشكت الروح على الرحيل ، والصبي يصرخ ويصرخ كأنه يتشبث بروحٍ وهبته الحياة ..
تمتمت بأسى : إِبك يا ولدي الحبيب ، إِبك ..
ثُم أغمضت عينيها الواهنتين ، لتغفو بسلام
بينما ظل الصبي يبكي ويبكي. .
وقد غَابت الشمسُ خلف الرمال الممتدة ، ونَشر المساء ستائره الرمادية فوق الارض ، وبدأ الرجال يدقون أوتاد الخيام الصَغيرة والطفل يبكي ويبكي ، إلى أن بدأ صوته بالاختفاء ..
وبعد ما يقارب النصف ساعة ، اختفى تَمامًا ..
التحقت رُوحه بروح والدته ..


*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) ..