تربيتنا .....في ظل العولمة .

( ربوا أولادكم لزمان غير زمانكم ) هذه المقولة لها الكثير من المعاني والدلالات في التربية والتعليم ومجالات تربوية أخرى , ولكن ترجمتها للواقع قد تتطلب الكثير من الجهد والممارسات على المستوى المادي والبشري وحتى الفكري , هل التطوير المستمر للنظام التربوي وأدواته محاولة لترجمة تلك المقولة ؟ وهل تلك المقولة واضحة وحاضرة في عقول وقلوب أولئك الذين يشرفون دائما على التطوير والتحديث التربوي هنا بحيث تخلو الترجمة من الخلط واللبس بين المفردات ومعانيها السليمة التي تتناسب مع المحلي والإقليمي قبل العالمي ؟ وهل يدركون معنى الزمان الوارد هنا ؟ وهل أثر الزمان على الهوية والقيم والمواطنة والتاريخ قبل التطوير أم بعده ؟ هل الزمان هو الفكر؟ أم المسقبل ؟ أم الثقافة ؟ أم الحياة ؟ وهل تأثر الزمان هنا بكل ذلك ؟ بمعنى , وفي ضوء ماسبق...هل أثر الفكر على الهوية ؟ هل أثر المستقبل على القيم ؟ وهكذا...الثقافة ....والحياة ...هل يمكن أن نقول : (ربوا أولادكم لفكر غير فكركم .....لمستقبل غير مستقبلكم ...لثقافة غير ثقافتكم ....لحياة غير حياتكم ) هل يمكن أن تكون المقولة قد تنبأت بالعولمة ؟ وأصبح الزمان , هو زمن العولمة و الحياة حياة العولمة والمستقبل مستقبل العولمة والثقافة ثقافة العولمة والفكر فكرالعولمة ؟ هل ممكن ؟ ولكن أي عولمة ؟ الإقتصادية أم الإجتماعية , التكنولوجية أم الثقافية ؟ حتى لو مظاهرالعولمة كثيرة , إلا أن المحصلة هي التغلغل في ثقافات الشعوب وأنماطهم الإجتماعية والفكرية , والحقيقة أن التربية هي الهدف الأسمى من حركة العولمة بكل مظاهرها المختلفة في الوقت الراهن , لأنها تشكل الفكر والإتجاهات والميول والقيم والرغبات , لكن هل ندرك خطورة ذلك على النظام التربوي وأدواته ؟ هل يمكن أن نكون قد تأثرنا بالعولمة عندما ترجمنا تلك المقولة ؟ هل النماذج التربوية المستوردة من تأثير العولمة ؟ هل بيوت الخبرة المستوردة في التربية والتعليم من تأثير العولمة ؟ هل التكنولوجيا المستوردة في مؤسساتنا التربوية من تأثير العولمة ؟ هل البرامج المطروحة الآن في الحقل التربوي بمسميات مختلفة من تأثير العولمة ؟ هل السبورة التفاعلية بكل أبعادها التربوية والثقافية من تأثير العولمة ؟ هل تعديل الفلسفة التربوية وبالتالي الأهداف والفكر التربوي من تأثير العولمة ؟ هل أثرت العولمة على حقيبة الترشيح هنا واحترقت أوراقها وتناثرت بعض أسماءها في الهواء وضاع الجهد والتخطيط والتكتيك ؟ وهل العولمة لها شروط في توزيع الأسماء المتبقية , نعم , فالعولمة تدعو إلى تعزيز الإنفتاح على الثقافات الأخرى على حساب الثقافات المحلية والإقليمية , نعم , العولمة تدعو لمدارسة الموضوعات العلمية والتكنوجية على حساب العلوم الإنسانية والروحية , نعم , العولمة تدعو للتفكير العلمي على حساب المبادئ والقيم السمحة , نعم , العولمة تدعو للتبعية الفكرية والثقافية للمدخلات والمخرجات على حساب القيم والتاريخ والتراث , نعم , العولمة تجند بعض المسؤلين من أصحاب القرار وبعض المؤسسات لتنفيذ أهدافها وأفكارها على حساب الهوية والمواطنة , نعم , لاشك أننا تأثرنا بالعولمة وانعكس على النظام التربوي في الفكر والممارسة والتطبيق . من خلال ماسبق ....هل ترجمنا المقولة السابقة ترجمة صحيحة مرضية أم هي بحاجة لترجمات أخرى مناسبة لفكرنا وثقافتنا وهويتنا ومستقبلنا وحياتنا وعاداتنا وتقاليدنا وتراثنا في الإطار الديني والقيمي وفي توازن بين المحلي والإقليمي والعالمي , سيقول قائل : هناك توازن بين المحلي والإقليمي والعالمي والقيمي والديني , ولكن , أظنه بحاجة لقراءة مقولة " ابن خلدون " : ( المغلوب مولع دائما بتقليد الغالب ) فمن الغالب ومن المغلوب ؟


*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) ..