الضيافة اللائقة لضيوف ما كنا لنعدهم من الضيوف..

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته..
أحببت اليوم يا أخوتي طرح موضوع و الذي هو واضح من عنوان نوعا ما.
لربما تدور الآن في أذهانكم " من هم هؤلاء الضيوف الذين لم نكن نعتقد أنهم ضيوف؟؟"
سؤال في محله و لكن إجابة هذا سؤال سيكون غريب نوعا ما لبعض أما بعض الآخر لربما يعلم من هم..
و كي لا أطيل عليكم ، الإجابة و بكل بساطة : ( الوافدون الذين قد يكونون خدم أو عمال في بعض أعمال بسيطة )
ربما صدمتكم إجابتي و ربما لا ..
سأخبركم ببعض مواقف ثم سأوضح لكم لماذا أخترت هذا موضوع من بين مواضيع الأخرى .
أولا من واقع حياتي لاحظت أنه في معظم الأوقات يقوم بعض الناس بالإستهزاء و إستفزاز وافدين لأنهم لا يعلمون كيف يتكلمون بلهجتكم أو باللغة العربية و بشكل صحيح طبعا..
و أنا هنا لا أتحدث من غير علم و لا أتهم أحد بالباطل و إنما أتحدث من واقع حياتي طبعا..
ألا تدركون مدى تأثير تصرفاتكم هذه عليهم ..
ألا تدركون أنهم سوف يغادرون لبلادهم بعد فترة من الزمن...
ألا تدركون إنه دعوة مظلوم مستجاب ..
ألا تعلمون إنه بمجرد مغادرتهم لعمان و هم يحملون تلك مشاعر التي تقول لهم و بكل قوتها " لا تسامح من قام بإيذائك، فهم لا يستحقون المسامحة" تزدادوا ذنوبكم...
أهذا ما تريدونه ؟ أهذا ما تربينا عليه ؟ أهذا ما أمرنا به ديننا ؟أهذا ما أمرنا به رسول ؟
إن كان نعم ...فبئس تربية :'(
لا و قد يتمادى بعض إلى يستهزؤا من هؤلاء الوافدين لأنهم يعملون في مهن بسيطة و قد يظنها بعض إنها دنيئه ولا يعمل فيها إلا أمثالهم..
لم أكن أعلم إنها تعد من الأعمال دنيئه مع أنه لا عيب فيه..
سبحان الله !
أصبحنا نقيم الأعمال و المهن من المال الذي يجنى منه..
فإذا كان يذر بمال وفير وضعناه في أحسن مراتب ، و إن كان لا يذر إلا بمال قليل فهو إذن سيكون في أدنى مراتب و يعتبر مكان الأنسب لهؤلاء الوافدين..
أنسيتم رسولكم ..
من كان يعلم من دون أن ينظر إلى جانب المادي..
دعوا أنفسكم في مكانهم ...
إن كنتم في مكانهم ، هل سترضون بالإساءة ؟
طبعا "لا "
ولكن نحن الإنسان لا ندرك خطئنا إلا عندما نضع أنفسنا مكانهم..
و هذا شئ طبيعي و لذلك لا ألوم أحدهم إذا قام بتلك أفعال ..
و لكن عليه تغير تلك أفعال بعد ما علم إنه خطأ.
دعونا ننتقل لموقف أغرب مما قلته سابقا..
و لكي لا أطيل عليكم سأبدا بذكرها الآن :
في بداية هذه شهر أي في تاريخ 1/2/2015 ذهبنا أنا و عائلتي لسفارة بنجلاديش من أجل جوازتنا ، و عندما كنا في الإنتظار رأينا هناك إمراة قد تبلغ من العمر 45 سنه ( لا أدري عمرها بضبط و إنما عمر التي قلته هو إفتراضي و لست متأكده منه ) و لكن لم نستطع تحدث إليها لأننا كنا مشغولين بأمر جوازتنا و لماذا طال إنتظارنا و لذلك قمنا بسؤال أحد المسؤوليين إن كان سيطول إنتظارنا فقيل لنا إنه قد يحتاج ساعتين أو أكثر.
بعد أن علمنا ذلك خرجنا من سفاره و قلنا إننا سنعود بعد ساعتين و عندما عندنا إلى سفاره بعد ساعتين و نص و يالها من صدفة ، لقد وجدنا تلك مرأه جالسه وحدها في أحد زوايا فسألناها "لماذا أنتي جالسة هنا وحدك و لماذا أتيتي إلى سفاره"
فكانت جوابها كصفعصتا في وجهي حيث قالت: " لقد أتيت هنا هاربه و أنا أعمل كخادمة في أحد منازل و أصحاب ذلك منزل عنيفون لا يقدمون طعام ولا شراب و لا يدعونني ارتاح و إن أولاد صاحب منزل قاموا بضربي بقسوة حتى ورمت يداي و لم أستطع العمل فهربت من هناك سرا و لم يعلم أحد" فسألنا : " هل تعرفين رقم صاحب منزل أو مكان التي كنتي فيه ؟.قالت : " لا ، لقد هربت بدون أخذ شئ حتى لم أستطع أخذ جوازي و لذلك أنا هنا لكي أرجع إلى بنجلاديش" و قامت بعد ذلك بكشف عن تورم الذي أصاب يدها نتيجة تلك ضربه العنيفة التي تعرضت لها."
ما يحزنني في هذه حادثة إن تلك إمراة قد لا تستطيع تحريك يديها أو قيام بأي عمل بتلك يد بعد فتره من زمن نتيجة تلك ضربه.و ما عساي أن أقول بعد كل هذا ..
فقد عبرت موقف سابق عن كل شئ و لم يبقى لي شيئا لأقوله و وصلت درجة تلك صفعة و صدمه لي حتى خرجت من سفارة و أنا أبكى من دون أن أحس بروحي...
ما الذي أصابكم !
أفقدتكم إنسانيتكم أم نسيتم تعاليم رسولنا؟
لا أدري ماذا أقول عجزت لسان عن وصف بعد كل هذا...
هل تظنون أن هناك شخص واحد على أقل في العالم يرضى أن يترك وطنه و يعيش في غربة ؟؟؟
بطبع لا و لكن ظروف التي تحيط به أجبرته على فعل ذلك ..
أتدرون الوافد يعيش كالموتى في الغرفة لا أهل ة لا أحباب و لا رائحة الوطن الطيبة التي تعبق في كل مكان في بلاده...
يستحضروا إلى ذهني بيت أبيات إحدى قصائد التي تعلمنها نحن في الصف الثاني عشر و التي هي:
موت الكرام حياة في مواطنهم
فإن هم اغتربوا ماتوا و ما ماتوا


و بعد أن ذكرت كل تلك مواقف ، سأذكرت الآن سبب الذي دفعني لفتح هذا موضوع.
السبب هو و بكل بساطة ..
لقد أحببت عمان كثيرا و أحببت سكانها إلا مسيئين منهم طبعا.
و للأسف لقد زاد عدد مسيئين حتى أصبح من صعب أن أبحث عن من يحسن إستقبال هؤلاء ضيوف الذين سيمكثون هنا بضع سويعات ثم سيرحلوا .و لقد أحببت أيضا أن ترجعوا إلى زمان التي مدحكم فيها رسول بقوله صلى الله عليه و سلم " لو أتيت أهل عمان ما سبوك و ما ضربوك "
و لكن لو كان رسول بينكم الآن هل ستستقبلونه بأفعالكم هذا ..
ألن تشعروا بالخجل عند وقوفكم أمامه بعد أن مدح أخلاقكم ..
تذكرت الآن موقف لي في فصل الأول من هذه سنة أي الثاني عشر و كان في تاريخ 18/11/2014 و بالتحديد في حصة الترببية الإسلامية ..
في تلك اليوم كنا نتعلم درس دور عمانيين في تأصيل هوية الإسلامية و لقد قامت أحد زميلاتي بعرض فيديو و كانت عبارة مقتطف من برنامج و قد ذكر فيها فضائل أهل و مدح أخلاقهم و في نهاية قال مقدم برنامج إنه يتمنى أنه يكون عماني ولو لثلاث دقائق..
فقامت معلمتنا و كانت تقف خلفي و قالت لي إنك كنتي عمانية معنا في تلك وقت ..
لا أتذكر بالضبط ما قالته و لكن بعد رجوعي من سفارة و رؤيتي لتلك مرأة البائسة ، فكرت في قولها و قلت في نفسي لو كان هذا زمان زمن رسول أو فترة التي كانت بعده لكنت تمنيت أن أكون من عمانية ..
و للأسف إن لم ترجعوا كما كنتم سابقا تتميزون بأخلاقهم فسينفرون منكم الناس و أتمنى حقا أن ترجعوا كما كنتم حتى أستطيع قول " أتمني إني أكون عمانية ولو ليوم :-( "
ملاحظة :
(لم أرد الإساءة إلى أحد بل أردت أن أفتح بصيرة من يعامل الوافدين بطريقة مسيئة لسمعتكم و أتمنى حقا أن ترجعوا مثل ما كنتم عندما مدحكم رسول بل و أحسن من تلك فترة و طبعا ليس جميع الناس سيئون و لقد وجدت في عمان و أناس طيبين و ذو أخلاق رفيعة و لكن أحببت أن تنتشر هذه أخلاق بينكم جميعا و تكونوا قدوة للناس حول عالم و طبعا أنا لست عمانية كما أتضح لكم إنما أنا بنغاليه و لكن أحببت في فترة الأخيرة من إقامتي هنا أن أترك أثر و أن أضمن لمن سيأتي بعدي حياةا كريمة بينكم يا أخوتي " إن كان هناك أحد سيأتي من بعدي طبعا ;-) "
أتمنى أن توضحوا لي سبب الذي جعل هذه معاملات تنتشر و ما هو حل ..
و أتمنى إنكم تشاركوني في هذا موضوع لأنني حقا بذلت جهد في كتابته...
و أعتذر إن كنت فظه في كلامي فتقبلوا مني إعتذاري ..
و قد يقول بعضكم إن وافدون أيضا تعاملوا معنا بوقاحه فلما نعملهم بالإحسان..
و ردا على من سيقول أو سيفكر بمثل هذه أقوال ..
أنا أعتذر بنيابة عن كل وافد قام بإذائكم مهما كان نوع الإيذاء و إن كان لن يجدي..
و طبعا يجب عليكم الإبتعاد عن مقابلة الإساءة بالإساءة ..
كونوا قدوة للآخرين ..
و لا تقولوا هم فعلوا و فعلوا و لماذا لا نفعل نحن معهم ذلك..
وجهت نصيحتي إليكم لأني فضلتكم أنتم لتكونوا القدوة و هم المقتدون ..
فهل أخطأت عندما فضلتكم !
و نهاية سموحه منكم و لو فيه أخطاء أتمني إنكم تتجاهلوه لأني منتبهت عليهن و مراجعت حتى ..
من كيه لو فيه كلمه معجبتكم ، أتمنى أنكم تسامحوني ..
دمتم في حفظ الله يا أخوتي و أساتذتي
:-)


*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) ..