قصـــــــة قصـــــــــيرة

رأت امرأة عجوز أحد الآباء الشباب ومعه طفلتين صغيرتين , سألته : أهاتان ابنتاك ؟
قال :نعم
قالت : أيهما أحب إلى نفسك , وأقرب إلى قلبك ؟
قال لها : سبحان الله .. سؤالك هذا كما لو أنك سألتني : أي عينيك أحب إليك ؟فابنتاي هاتان مثل عيني , فحبي لعيني اليمنى مثل حبي لليسرى .
أنجب هذا الشاب مزيدا من البنين والبنات , حتى صاروا سبعة , ومد الله في عمر العجوز حتى رأته مرة أخرى .
قالت له : أذكر أني سألتك من قبل عن ابنتيك , فقلت أنهما مثل عينيك , فكانتا اثنتين , وعيناك اثنتين , فأيهم أقرب إلى نفسك الآن من أبنائك وبناتك السبعة ؟
قال لها :سوف أرد عليك بإجابتين , إحداها مازحة , والأخرى جادة فإن العوام يقولون :
فلان هذا مثل القطط , بسبعة أرواح , لن أقول لك أنني بسبعة أرواح , ولكنني بروح واحدة , مكونة من سبعة أجزاء , هذه الأجزاء السبعة هي أولادي .
أما الإجابة الجادة :
فقد سألوا أعرابيا :
أي أولادك أحب إلى نفسك ؟ فقال :
(صغيرهم حتى يكبر ومريضهم حتى يبرأ , وغائبهم حتى يقدم )
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(اعدلوا بين أولادكم في النُحل كما تحبون , أن يعدلوا بينكم في البر واللطف )
والنٌحل هو : الهبة أو العطية .
فالعدل بين الأولاد يشيع الحب بينهم , وهذا العدل يشمل كل شيء ,ابتداء من الإنفاق , وحتى النظرة الحانية , والكلمة الطيبة .