رياض الأطفال ودورها في تنمية القيم

:





هب أن الحياةَ بلا ماء!. أمر مرعب حد الإرتعاد! أليس كذلك؟. قف للحظةٍ ولتتخيل أن الماء في هذه الحياة ملوث!. يا إلهي!، أن الأمر مفزع أيضاً. إذًا ما رأيك بحياةٍ دون أسسٍ تبنى عليها؟. وإذا قيل أن الماء شريان الحياة، فهل هناك ما هو مهم مثله في هذه الحياة؟!.إن بين هذه الكلمات سنغوص بمهارة في موضوع مشوق جداً عنوانه " رياض الأطفال ودورها في تنمية القيم" سنتعمق بين أسماك ملونة صبغتها تلامس الواقع وتصافحه، لنكون على عناوين مهمه وهي: أهمية مرحلة الطفولة في حياة الإنسان، ومن ثم دور وأهمية رياض الأطفال في تنمية القيم عند الطفل وأخيراً ستكون بين ثنايا أيدينا استراتيجات وتوصيات تهم القائمين على هذه المؤسسات." إن طبيعة الإنسان لا تكون بشرية صالحة للحياة الإجتماعية؛ إلا بخضوعها لقيود ونظم مختلفة من العادات والتقاليد والقيم وغير ذلك من الضوابط الإجتماعية التي تهذبها وتسمو بها." ومن يستقرأ هذا المبدأ يجد أن هناك من الفلاسفة من بنوا العديد من النظريات عليه، أمثال (كانط)،ومن المعاصرين للثورة الفرنسية (جون هوبس) وقبلهما الكثير. حتى أن الفلاسفة المسلمين اعتنقوا هذا المبدأ وحللوه بطرق أكثر من رائعة، حتى وصلوا بنا إلى نتيجة غاية في الأهمية وهي: أنالإنسان لابد أن يصقل وتبنى ذاته وتُشكل على أساس يتوافق ومحيطه الذي يحيط به.
ولا يخفى لذي عينين أن تشكيل وصقل الإنسانإنما يبدأ في مرحلة باكرة من حياته، وهي مرحلة الطفولة. ولمرحلة الطفولة أهمية خاصة من بين مراحل الإنسان المختلفة، فهي تعتبر بمثابة الصورة الحقيقة التي ستنعكس على المجتمع في مراحل حياته القادمة في جميع جوانبه المختلفة. وإن كان لابد من الإشارة على أهمية هذه المرحلة ولو بشي من الإختصار فإن هذه المرحلة يكون فيها الإنسان مزودًا بقدرة فائقة على التعلم والإكتساب.

http://forum.moe.gov.om/attachment.p...5&d=1424168844

فالتعلم في هذه المرحلة، هو أساس يشكل شخصيته بصورة ترتضيها المجموعات الصغيرة والكبيرة. وقدرة الإنسان على التعلم هي الأساس الذي من خلاله يعتمد عليه المجتمع في ضبط الإنسان وتحديد دوافعه حتى يكون سلوكه متوافقاً والحياة الإجتماعية السائدة.
هي بذور أولى تتبلور وتظهر منها حياة الفرد... هي فترة تكوينية حاسمة يكَّون الطفل فكرة سليمة إذا سلمت مصادر ومنابع معرفته وثقافته فيكون عارف بنفسه وفاهماً لذاته ولديه حدود لحياته الإجتماعية. وقد اجمع علماء الإجتماع والتربية أنالأسرة لم تعد المؤسسة الوحيدة التي

تلعب دور تنشئة الطفل بل هناك مؤسسات أخرى وأهمها رياض الأطفال. فرياض الأطفال هو المنوط في تربية الطفل بعد الأسرة وتلقينه القيم التي تنظم علاقته بالله وبالكون والمجتمع. ولمّا كان للقيم تلك الأهمية الكبيرة في جميع الميادين وجوانب الفرد، وأنها تتغلل في الأفراد تغلغل الماء بين فراغات الصخر الصلب، في شكل اتجاهات ودوافع وتطلعات وتظهر أيضاً في سلوكهِ الظاهري سواء الشعوري او اللاشعوري كان لابد على مجتمع الروضة أن يعمل على تكامل المعلومات والخبرات والمعارف الإنفعالية والوجدانية، ولايجوز الإقتصار على الشكليات والجانب النظري فقط فهذا كفر وإلحاد بأهمية القيم فلا بد من وجود القول والعمل لأنهما سيؤديان معاً إلى تحقيق الأهداف الفعلية للقيم في إعداد الإنسان القادر على تحقيق خدمة المجتمع والنهوض به، وتكوين نفسة بصورة إيجابية، وسموه بوجدانهإلى طريق إنساني نبيل، وتؤدي أيضاً إلى تكييف الفرد مع البيئة والمجتمع.
وتسعى رياض الأطفال إلى اكتشاف قدرات الطفل وخبراته وميوله من أجل تأهيله للإلتحاق بالمدرسة ومواجهة المجتمع. وتصبو هذه المؤسسة المهةإلى تنمية شخصية الطفل من النواحي الجسمية والحركية والعقلية والإجتماعية وغيرها من الجوانب، وتساعده أيضاً على محاولة التغيير من نفسه والتعبير عنها بالرموز الكلامية. ولها أهمية كبيرة من مساعدة الطفل في دغمه واندماجه مع أقرانه، وتنمية قيمه على احترام الملكية الخاصة والعامة واحترام الحقوق.

http://forum.moe.gov.om/attachment.p...7&d=1424169139

إن الاهتمام بالطفل يعتبر من أهم المعايير التي يمكن أن يقاس بها كل مجتمع ومدى رقيه وتطوره. لذا كان واجب علينا أن نبحث عن بعض الاستراتيجيات والتوصيات التي نرجوا أن تلامس قلوب القائمين على هذه المؤسسات. يجب أن تكون هناك أنشطة تهدف إلى:
1) ) خلق المواطن المعتز بوطنه وإسلامه.
2) )الإنتماء إلى الوطن.
3) )المحافظة على حقوق الآخرين وممتلكاتهم.
ونوصي أيضاً بوجود أسلوب التشجيع المستمر من المعلمات من أجل تنمية قيمة حب العمل عند الطفل وغرس روح التعاون والمشاركة الإيجابية والثقة بالنفس والاعتماد عليها وتعلم الاستقلالية.
ويستوجب وجود المعلمة المدربة المحبة لمهنتها التي تستطيع التعامل مع الاطفال بسعة صدر ورحابة تعامل وصبر.

http://forum.moe.gov.om/attachment.p...8&d=1424169276

تركيز جميع أهداف رياض الأطفال على احترام ذاتية الطفل ،وفرديتهم و استثارة فكرهم وتفكيرهم المستقل والإبداعي، وتشجيهم على التغير دون قلق وخوف. ومن أجل الرقي يجب أن يتم الإعتناء بالمعلمات أيضا وتحسين أدائهن وعمل دورات تدريبية لهن وتحسين رواتبهن ،ويجب أن تكون هناك طرق تستخدم لاستيعاب الطفل للقيم كالنموذج والقدوة واستخدام اسلوب التقليد واستراتيجية الثواب والعقاب... وغيرها.

الكلام يطول جداً في هذا الموضوع، ولكنا عمدنا إلى الإختصار الموجز، كي لا يطول المقال.وأخيراً فإن مرحلة الطفولة مرحلة جداً مهمة في حياة الإنسان وهي المرحلة المناسبة لتلعم القيم، التي هي أساس تكوين شخصية الفرد وتعتبر مؤسسات رياض الأطفال من أهم المؤسسات ًالتي تلعب دوراً مهماً بعد الأسرة في ترسيغ هذه القيم.

صورة مرفقة http://forum.moe.gov.om/attachment.p...1&d=1424169276 http://forum.moe.gov.om/attachment.p...1&d=1424168844 http://forum.moe.gov.om/attachment.p...1&d=1424169139



*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) ..