قصة عنكبوت الغار والحمامتين
قصة عنكبوت الغار والحمامتين
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
حياكم الله و الله يبارك فيكم
•في زمن كثرت فيه الفتن و اصبحت كقطع الليل و العياذ بالله نساله الله ان يوفقنا لرؤية الحق و حقا و ان يرزقنا اتباعه و ان يرينا الباطل باطلا و يرزقنا اجتنابه
• و من اعظم هذه الفتن مرارة ان كانت في العقيدة و هذا لا بد من تبيينه و الامر بالتخلص منه و دعوة الاخوة و الائمة و المشايخ للتكلم في امور كهاته على مر الايام و كما قيل ما تكرر تقرر فبمجرد ذكر فتنة يرجع فهم الناس الى كيفية المعاملة معها و لكن بالصبر و الحكمة و حسن الخلق وهذه فرصة لمحبي الخيرات و ترك المنكرات بتأليف رسالة عن هذا الامر و الاجتهاد فيها بعد استشارة المشايخ حفظهم الله تعالى.
•و لمعرفة اثر هذه الفتنة عليك بسؤال الاصدقاء و الاهل و الاحباب فتجد جلهم لا يعلم بانها من الامور المبتدعة و يقول لك ما هذه الفتوى التي جئت بها و لكن تفهمه رويدا رويدا بسؤالك عن الامر و لا تلومن هؤلاء الناس لذا يجب تبيين الامر في اقرب وقت الله يبارك فيكم
•قال الشيخ: محمد ناصر الدين الألباني –رحمه الله-:
واعلم أنَّهُ لا يصحُّ حديث في عنكبوت الغار والحمامتين علىٰ كثرة ما يُذكر ذٰلك في بعض الكتب والمحاضرات التي تُلقى بمناسبة هجرتِهِ صلَّى الله عليه وسلم إلى المدينة، فكُن مِن ذٰلك عَلىٰ عِلم.
السلسلة الضعيفة حديث رقم: (1189)
•وقال -رحمه الله- في موضع آخر في السلسلة الضعيفة أيضًا تحت حديث:
1129- "انطلق النبي وأبو بكر إلى الغار، فدخلا فيه، فجاءت العنكبوت، فنسجت على باب الغار، وجاءت قريش يطلبون النبي ....."
قال:
ثمَّ إنَّ الآية المتقدمة -﴿وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا﴾ [التوبة:40]- فيها ما يُؤكِّد ضعف الحديث؛ لأنَّها صريحة بأنَّ النَّصر والتأييِّد إنَّما كان بجنودٍ لا تُرىٰ، والحديث يُثبت أنَّ نصره كان بالعنكبوت، وهو مما يُرىٰ، فتأمَّل.
والأشبه بالآية أنَّ الجنود فيها إنَّما هم الملائكة، وليس العنكبوت ولا الحمامتين؛ ولذٰلك قال البغوي في "تفسيره" (4/174) لآية:
"وهم الملائكة نزلوا يصرفون وجوه الكفار وأبصارهم عن رؤيته".
•الشيخ: محمد بن صالح العثيمين –رحمه الله-
هل عش العنكبوت والحمامتين وارد يوم اختفى الرسول في غار ثور؟
الجواب:
لا، يذكر المؤرخون: أنَّ النبي حين اختفىٰ في غارِ ثور عشَّشت عليه العنكبوت ووقعت الحمامة علىٰ غُصنِ شجرة؛وهٰذا كذب لا صحة له، ولا فيه آية للرسول عليه الصلاة والسلام ينقل، أي إنسان تُعشِّش العنكبوت وتكون حوله حمامة إذا رآه من يراه يقول: ما في أحد؛ لكن الرسول عليه الصلاة والسلام أعمى الله أبصارهم عنه؛ ولهٰذا قال أبو بكر: (يا رسول الله! لو نظر أحدهم إلىٰ قدَمِهِ لأبْصَرَنا)؛ لأنَّه لا يوجد مانع، فالعنكبوت والحمامة لا صحة لذكرهما عند اختفاء النبي في غار ثور.
ولهٰذا يحترم كثير من الناس العنكبوت، يقول: لا تقتلها؛ لأنها عششت على النبي ، فإذا كان الوزغ يُقتل؛ لأنَّه كان ينفخ في النار على إبراهيم فهٰذه تُكرَم؛ فنقول: لا، العنكبوت تُقتَل إذا آذت مثل غيرها، وهي تؤذي بعض الأحيان تعشش على الكتب وعلى الجدار فتُقتل؛ بل في حديث لٰكنه ضعيف الأمر بقتل العنكبوت.
لقاء الباب المفتوح اللقاء: 229 /السؤال: 4
•وقال –رحمه الله- أيضًا في سلسلة لقاء الباب المفتوح (اللقاء: 16 /السؤال: 1:
وبهٰذه المناسبة أودُّ أن أُنبِّه علىٰ أنَّه يوجد في بعض الكتب أنَّ العنكبوت ضَربت علىٰ بابِ الغار نسيجًا وعشِّ الحمامة وهٰذا لا صحة له، ليس هناك نسيج من العنكبوت وليس هناك حمامة على شجرة علىٰ باب الغار، إنما هي حماية الله ولهذا قال أبو بكر -رضي الله عنه-: ((لو نظر أحدهم إلىٰ قدمه لأبصرنا)) لو نظر أحدهم إلىٰ قدمه لأبصر النبي و أبا بكر؛ ولكن الله أعمى أبصارهم فلم يروا أحدًا في هٰذا الغار وانصرفوا عنه.
فجاءت العنكبوت فنسجت على باب الغار ، والحمامة وقعت على باب الغار ، فلما جاء المشركون ، وإذا على الغار ، حمامة وعش عنكبوت ، فقالوا : ليس فيه أحد؛ فانصرفوا.
ابن عثيمين - مجموع فتاوى ابن عثيمين (351/8)
