أجازة بدون راتب* وطالب بدون تعلم*

أجازة بدون* راتب وطالب بدون* تعلم

لا شك أن مهنة التدريس تتطلب جهود جبارة من قبل القائمين عليها،
طبعا وفق الإمكانيات والطاقات التي يمتلكها الإنسان.
ومطلب الاهتمام بالصحة الجسدية والرعاية الاجتماعية والأسرية أمر محتم وأمر نافذ،
بمعنى أن هناك أولويات متعددة للبشر، قد تجتمع معاً
على طاولة المصنفات الضرورية، وكلاهما يصارع الآخر.
**
كثير من الظروف الأسرية والتي تكون أغلبها قاهرة ،
تجبر بعض المعلمين على استقطاع إجازة بدون راتب
ليترك الطلاب بدون تدريس، وحتى إن وجد البديل اليومي فهناك مشكلة
الاستقرار والانسجام مع تفاصيل المنهج لاسيما
لو امتدت إجازة المعلم الأصلي لعدة أشهر فتكون المأساة الحقيقية
**
لازلت أتذكر نداء أحد أولياء الأمور قائلا أبنتي
ليس هناك من يدرسها مادة اللغة الإنجليزية
منذ بداية الفصل في المدرسة الفلانية التي لا تبعد كثيرا عن المديرية!!..
في المقابل لا زالت أتذكر وفاء أحد الزملاء قائلا:
لن أسلم استمارة أجازة زوجتي المعلمة طالما
لا يوجد بديل لطالباتها وكان البحث جاريا وربما لايزال.
فالمدرس البديل لا يتم توفيره بسهولة، ربما بسبب الإجراءات الإدارية ذات التعقيد،
وربما التمديد المفاجئ للأجازة من قبل المعلم الأصلي،
وربما عدم القدرة على التصرف من قبل البعض، وربما و ربما.
**
من هنا، نأمل و نتمنى وبكل رجاء أن يتريث أي معلم قبل اتخاذ قرار طلب الأجازة،
وأن ينظر لمصلحة تدريس أبناءه ويواجه قسوة الظروف إن أستطاع وفق حالة يقدرها هو بنفسه،
وعلى المؤسسة التربوية أن تسعى بشكل مستمر لتوفير البديل بشكل فوري وعاجل ومباشر
واختصار الإجراءات الروتينية حتى يتم تحقيق استقرار الدوام المدرسي لمصلحة الطالب والمنهج.
**
ونحن لا زلنا نضع تلك الآمال على عاتق المعلم ،
الذي يسعى دائماً نحو تحقيق مبدأ الأمانة والعمل
في إطار الضمير الإنساني أولا قبل الضمير الإداري،
فأتم خرجتم من بيئة البلد الطيب الذي يحترم شعبها العمل،
ويسعى دائما للإتقان والإبداع فيه .

*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) ..