وبقيت محافظتي مسندم والوسطى بدون مؤسسات تعليمية
Mohammed ALshahri
استبشر العُمانيون خيرا بالإعلان عن إنشاء جامعة حكومية ثانية، تضاف إلى جامعة السلطان قابوس الجامعة الوحيدة التي أنشئت بأوامر سامية بالرغم من أراء المستشارين الذين نصحوا جلالته بعدم إقامة الجامعة وإرسال الطلبة إلى الخارج لإكمال تعليمهم العالي، ولكن جلالته يستشير وحينما يعزم على العمل يتوكل كما أشار بذلك للطلبة وكوادر الجامعة في زيارته الأولى لها، وتأتي البشارة بافتتاح الجامعة لتلبي رغبة العمانيين في التعليم والتعلم ومواصلة البناء الفكري، الذين توزعوا على جامعات العالم.
خلال الفترة الماضية كانت أراء المواطنين تتناقش الاقتراحات حول مقر الجامعة وشكل البناء الخارجي للجامعة، والحقيقة أن المواطنين هم بحاجة إلى جامعة حكومية تستقبل أبنائهم، ولا يهمهم الشكل الخارجي للمبنى سواء استوحى تصميمه من القلاع العمانية أو حتى من الكهوف، إذ إن الغاية هو المضمون بمعنى ما يقدم للطلبة داخل القاعات الدراسية وعن نوعية التعليم في الكليات التي تضمها الجامعة، فمن يرى الجامعات خارج السلطنة وخارج منطقة الخليج سيجدها مباني عادية وأيضا قاعات عادية جدا، ولكن تلك الكليات أو المعاهد في أغلب الأحيان تمنح شهادات عليا كالماجستير والدكتوراة، وطلبتها يتخرجون بأعلى المستويات العلمية، من هنا فإننا نأمل أن يتم التركيز على مضمون التعليم ولا يهم الحدائق الجامعية، فهذه الحدائق والأزهار والورود تكلف الميزانية المالية للجامعة الكثير من الأموال للري والأسمدة وأعمال البستنة وغيرها من الأعمال التي لا تمت للتعليم بصلة.
أما فيما يتعلق بمكان الجامعة فقد قيل أنها ستقام في ولاية بركاء، وهذا المكان يثير علامات الاستغراب والتعجب، إذ أن المكان لا يبعد كثيرا عن جامعة السلطان قابوس، ولا يبعد كثيرا عن الكليات الخاصة الموجودة أيضا في محافظة مسقط، وتواجد هذا الكم الهائل من مؤسسات التعليم العالي الخاصة منها والعام تضغط على كاهل الطلبة وأولياء الأمور وحتى على وزارة التعليم العالي أو الجهات الدافعة للمنح الدراسية، إذ أن الحياة المعيشية في العاصمة لا تقارن بمثيلاتها في المناطق الأخرى، أضف إلى ذلك فإن تواجد مؤسسة جامعية حكومية في مسقط سيحرم مناطق أخرى من التنمية هي بأمس الحاجة إليها، فرأي المتواضع هو أن تقام جامعة عُمان في محافظة الوسطى وبالتحديد في ولاية هيماء، وذلك لعدة أسباب منها أن محافظة الوسطى بحاجة إلى تنمية وتطور وهذا لن يأتي إلا بتوسيع دائرة التطوير إليها والدفع بالعديد من المشاريع الكبيرة إلى المحافظة التي من شأنها أن تطور محيطها المكاني وتحقق للمواطنين العديد من الفرص للعمل وايضا للاستثمار، أضف إلى ذلك فإن هيماء تقع في وسط السلطنة حيث تبعد عن مدينة مسقط بحوالي 540كم وعن مدينة صلالة حوالي 500كم، كما تبعد عن المنطقة الاقتصادية بالدقم بحوالي 160 كم، وتبعد عن ادم التي سيقام فيها مطار داخلي بحوالي 320كم ، ومع المستقبل ستتحول المنطقة إلى قلب الصحراء النابض للعديد من الأنشطة الاقتصادية والسياحية والثقافية، حيث تضم المحافظة العديد من المقومات لتنشيط الحركة السياحية على وجه التحديد مثل وجود محمية المها العربية والمناطق الصحراوية والشواطئ الجميلة والبوادي البكر، ...
كما أن معظم المحافظات في السلطنة يوجد بها كليات تطبيقية أو تقنية أو جامعات خاصة، وبقيت محافظتي مسندم والوسطى بدون مؤسسات تعليمية يمكن أن تنمي المجتمع ثقافيا واجتماعيا واقتصاديا.
إذا كانت المطالبة بتوزيع العدالة الاقتصادية والتنموية مطلبا شرعيا فإننا ومن هذه الزاوية نطالب الجهات المعنية بإنشاء جامعة عُمان في ولاية هيماء للأسباب السابقة الذكر ولما يمكن أن يحققه هذا المشروع التعليمي من فائدة على أبناء السلطنة .
http://www.facebook.com/groups/32628...5966160/المصدر
