دعني أدخل الجنة يا بني

دعني أدخل الجنة يا بني

ساعات حزينة كئيبة بطيئة تمر بنا لقد توفي عمود البيت وأساسه ،، نعم أبي الذي كان دائماً يقول : أرجوك بني أريد أن أدخل الجنة )
لم أدرك معناها لحد الآن وأنا أحمل أبي الغالي على كتفي ولكن ما أدركه تمام الإدراك الآن وأنا أحمله إنني كم أحبه ،،كم أحب من أصبح لا يستطيع محادثتي و محادثته ولا أستطيع أن أقبل رأسه وأقول له كم اشتقت إليك يا أبي وتاج رأسي ،، كل ذلك يدور في رأسي وقد وضعته على كتفي وإلي أين ؟؟ إلى مثواه الأخير .
10 سنوات مضت منذ أن وضعت التراب على جثمان أبي الغالي . والآن أصبحت أنا أب فلدي 3 أبناء ولدين وبنت
أولهما عبدالله والثاني معاذ والثالثة عائشة،،
عبدالله أبني الأكبر و ولي عهدي وهو أول فرحتي بالأبوة ،، طفل ذكي مطيع مرح ،، أما عائشة الحنونة هكذا أسميها فهي تداريني طوال الوقت فهي تحضر لي نعالي عند خروجي من البيت وتقرب لي الماء عند الغداء وتقبلني على رأسي عند خروجي من المنزل قائلة عد سريعاً سأشتاق إليك يا أبي،،
معاذ آآآآه يا لهذا الولد كم يتعبني فهو دائماً عنيد ولكن ربما أكون أنا السبب لأنه وُلد مريضاً فارحمه أو لربما لحبي الواضح له أمام الجميع فإني أتغاضى عن بعض تصرفاته الخاطئة ، فهو لا ينفك أن يتصرف تصرفات تحرجني دائماً.
كبروا سريعاً وهذا هو عبدالله في السنة الأولى في جامعة السلطان وعائشة في الصف الحادية عشر مثابرة مجده كم أفتقدها عند مالا أراها أمام عيني فور وصولي للمنزل , أما معاذ ,,, يتنهد ( معاذ هداك الله يا ولدي ) هذا أنا هنا أنتظر وصول أستاذ مادة التاريخ في مدرسته فقد تم الاتصال بي من إدارة المدرسة لموضوع مهم جداً يختص بابني معاذ ,طال الانتظار ربما ليس طويلاً ولكن هذا ما شعرت به لشدة توتري .
السلام عليكم يا أبا معاذ ,, تفاجأت من الصوت القادم حيث سرحت قليلاً في يوم مولد معاذ, وكم كان فرحي كبيراً بقدومه.
رددت : وعليكم السلام يا أستاذ كيف حالك ؟ أستاذ التاريخ : بخير والحمد لله , ولكن قد بدى على محياه الغضب .
مدير المدرسة : لقد تم استدعائك اليوم يا أبا معاذ لمناقشة موضوع مهم جداً . الاختصاصي الاجتماعي : ولكن لا تقلق يا أبا معاذ سوف نعالج الأمر بحكمة وعقلانية وسرية تامة .
ماذا حصل لقد ازددت قلقاً !!!!!!!!!!
( جلس الجميع في جلسة سرية )
دخل أبو عبدالله المنزل ويبدو عليه الحزن والأسى , وهو يفكر فيما جرى في المدرسة . رمى بنفسه على فراشه , لم يستطع النوم , وكيف يغمض له جفن وهو من سينادى بأبي معاذ ال............... , تنهد طويلاً صاحبتها دمعة حارة سقطت على خده ,
وهنا وفي هذه اللحظة عاد بذاكرته للورااااااااء عندما كان في الصف الأول الإعدادي عندما كان مع رفقاء دائماً ما كان والدي يعاتبني يا بني الصاحب ساحب وتخير رفقائك فإنهم من يقودك إلى مصيرك إما للجنة وإما للنار . رحِمك الله يا والدي رحِمك الله , لقد أحسست بما كنت تشعر به في ذلك الوقت . رفقاء السوء كنت أقضي معهم معظم الوقت وكان أبي يحذرني منهم دائماً ,,,

أبي ينادي لقد أذن المؤذن لصلاة العصر لقدحان وقت الصلاة ,, وأنا بينهم نلعب ونخطط . تتعالى ضحكات رفاقي : هييييييه المطوع روح صلي روح الشيخ سعيد الشيخ سعيد يالله صلاة صلاة كل ذلك بسخرية واستهزاء .
دائماً من كنت أغضب من والدي وملاحقته لي وتعليماته وتنبيهاته المستمرة .
كم عانيت يا أبي الحبيب كم عانيت يا أبي الغالي . (وخرجت دمعت أسى وندم على ما فعله في حق أبيه ),,,
سبحان الله ( كما تدين تدان ) وها أنا ذا أتجرع من الكأس التي شرب منها والدي .
وفجأة تذكرت ( دعني أدخل الجنة يا بني ), ( وفوراً انهمرت الدموع ).


والحمد لله أن هداني الله للطريق السليم ولكن بعد ماذا ؟ لقد عانى أبي حتى أن هداني الله إلى الطريق السليم رحمك الله يا أبي .
لقد صدقت والله يا أبي لقد صدقت فهذا ابني يسقيني من نفس الكأس التي شربت منها أنت .. لقد كنت في غفلة كبيرة عن ولدي معاذ لم أكن أتابعه وأوجهه إلى الطريق السليم باستمرار لقد تعود على الدلال واللامبالاة ياااااااااااااااه ,
كيف سأقف أمامك يا ربي وأنا من ربا هذا الولد وهو من يعصيك ماذا سأقول لك يا رب عندما يفضحني ابني يوم القيامة يطالب بحقه مني !!!!!!!! لقد قصرت فعلاً معه في تربيته وتوجيهه ومتابعته والدعاء له بالصلاح فهذه من أهم حقوقه علي .
كم قصرت فيك يا ولدي ؟

ولكنك تواب رحيم يا ربي , لم يفت الوقت فلابد من أن أكون محباً حازماً مع معاذ فيجب أن أتعامل معه بعقلانية أب وصديق , لن أخسره ولن يضيع بإذن الله وسيقودني إلى الجنة ببركة تربيته واخوته تربية صالحة حتى يصلح وتصلح ذريته .
يا أخوتي إن صلاحنا مع والدينا صلاحاً لأنفسنا فعلى قدر برنا بوالدينا يكون بر أبنائنا بنا ومسعانا لنيل رضى الله والفوز بجنانه, إذا لم نبدأ بالإحساس بالمشكلة سوف تتفاقم , فهذا الجيل الذي يكبر الآن والذي ابتعد كثيراً عن رضى الله فكيف سيربي أبناءه على طاعة الله يا صحاب لو فكرنا ملياً في هذا الموضوع بشكل نتخيل فيه آخرتنا , فإن أبناءنا يقودونا إلى خسارة الجنة ويضعونا على حافة النار والعياذ بالله فالمسلم خلق لكي يعبد الله فهذه الوظيفة الأساسية لوجودنا على الأرض فهل نتركها بيد أولادنا بإهمال تربيتهم .يا اخوة مصيرنا نحدده بأيدينا و أبنائنا فيجب أن نحرص على تربية أبنائنا تربية صالحةً تكون سبب في دخولنا الجنة من ولد صالح يدعو لنا ومن ثم يصلح أفراد المجتمع الذي هو عبارة عن مجموعة من الأسر .
فحتى لا نردد دعني أدخل الجنة يا بني فلنعمل لها.


بقلم الأستاذة وفاء بنت علي السابعي
معلمة تقنية معلومات

[/CENTER]


*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) ..