دعوة للنقاش مع سلسلة جديدة .. تناقش قضايا تربوية ( الجزء الأول )
مساء / صباح الخير
يسرني اليوم و مع مشارف نهاية العام الدراسي أن ابدأ معكم سلسلة بعنوان " على طاولة النقاش " أطـــرح فيها العديد من المواضيع التربوية و القضايا الملحة ؛ لنناقشها معًا و نقف على أسبابها و من ثم نعمـل على إيجاد حلولٍ جديّة لها وواقعية في نفس الوقت . و قد اخترت أن ابدأ معكم بمعرّف آخر ليكــون خاصًا بهذه السلسلــة حتى أُتيـــح لنفسي المزيد من الحرية في مناقشة المواضيع ....
فدائمًا أرحب بأقلامكم الذهبية فقلم واحد قد لا يصنع التغيير ....
مواضيع كثيرة مُلحّة أجــدها تتزاحم لتكــون محور النقــاش لهذا اليوم , و لكن بما أننــا نعيش هذه الأيــام أجواء الاحتفال بالطلبة المجيدين دراسيًـــا على مستوى المحافظــة وقع الاختيــار على هذا الموضوع و قد عنونته " تكريم المجيدين بين الواقع و المأمول " لنبدأ به هذه السلسلة مع خالص الرجاء لزوار الصفحة الكرام أن يتفضلوا بقراءة الموضوع كاملاً و بحيادية تامة بعيــدًا عن التعصب و العواطف . و حتى لا نتسـرع في إصدار أحكام و تعليقات تُفسد الموضوع و تخرجه عن الإطار الذي وضع فيه ..
بدايةً لا يخفى على الجميع الحياة الكريمة التي ينعم بها كــلُ من يعيــش على هـذه الأرض الطيبــة سواءً كان مواطنًا أو مقيـــم . فهذه الأرض قدمت لضيوفــها و ما زالت تقــــدم جميـــع مفردات الاستقـرار والعيش الكريـــم لهم و لأبنائها على السواء دون تمييز أو تفرقة . و لعل ما شاهدناه من مظاهـــر الفــرح بالمقدم الميمون خيرُ شاهد على ذلك . فنحن هنا إذ نذكر ذلك لا نقصد من ورائه منًّا و لا تفاخر بفضل – حاشا لله – بِقَدرِ ما نذكـــره ليكون تقديمًا لما سيتم طرحه و حتى لا يُساء الفهم . فعمان كانت و ستظل ذلك المُزن الذي يروي بخيره الأرض فيستبشر به الناس . قـــد لا أختلف مع البعض أن طــرح مثل هــذه المواضيع الشائكة في منتديات الحِــوار المفتوح قد تخلــق بعض الإشكاليات في حــال لم يتم
إدارة الحوار بشفافية و احترام الرأي الآخر , و لكن في أحيانٍ كثيرة يجد التربوي نفســه مضطرًا للكتابة هنا لأنه يجد نفسه مُكبلاً و محاطًا بسياجٍ عالٍ لا يمكنه تجاوزه , فلنتخذ لأنفسنـــا شعارًا ننطلــق منه
" نلتقي لنرتقي .. نحو حوار هادف و بنّاء "
يشكل الوافدين في بعض المدارس الحكومية ما نسبته 30% من إجمالي الطلبة , و نحن إذ نتحدث اليــــوم فإننا نخص بالذكر جنسية بعينها - لا تخفى على أحد - لأنها تُشكّــل الأغلبية , و مع تزايـــد أعداد الطلبـــة الوافديـن في المدارس وجب علينا دق ناقوس الخطر و الوقوف على بعض الجوانب التي ربما قد تهـــدد مستقبل جيـــل بأكملــه !
و سأقوم بطرح سلبيات هذا الموضوع على شكل نقاط ليسهل مناقشتها ..
1- زيادة الكثافة الطلابية داخل الفصل الواحد و التي قد تصل أحيانـًا ل 37 طالب !! الأمر الذي يُشكّل إرهاقًا للمعلم و الطالب على حــدٍ سواء , فالمعلم لا يمكنه التفاعــل مع جميع طلاب الفصل ناهيك عن عدم قدرته على تقديم أنشطة تطور و تساعد الطالب على تحسين مستــواه .. أما الطالب فيفقد القــدرة على التركيز بسبب الازدحام , كما أنه يُعطِّل فِكره و يبقى سلبيًا لعدم قدرته على مجاراة زملاءه من الوافدين ..
2- تفوّق الطلبة الوافدين على الطلبة العمانيين و هذه حقيقة لا يمكن أنكارها , و نحــن إذ نتكلم علينـــا أن نسـأل أنفسنا لماذا هم متفوقون ؟؟ وحتى تجد الإجابة عليك كولي أمر أن تجيب على هذه الأسئلة أولاً عندها فقط ستعرف الجواب !!
س) هل عززت ثقة الطالب بنفسه و بقدراته ؟ و إلى أي مدى حققت ذلك ؟
س) هل قدمت للطالب المحفزات المادية و المعنوية على سبيل التشجيع و الثناء ؟
س) هل أنت حريص على المتابعة المستمرة لمستوى الطالب و تفقد أحواله ؟
س) هل تسعى دائمًا لإشراك الطالب في حواراتك اليومية و تستمع إليه ؟
س) هل غرست في نفس الطالب مبادئ النجاح مثل احترام الوقت , قيمة العلم وووو... ؟
هل عرفت الجواب ؟؟؟؟
3- عزوف الطلبة العمانيين عن الإشتراك في الأنشطة و المسابقات التربوية و يُعزى ذلك لعدة أسباب منها :
أولاً : عدم ثقة المعلم نفسه في قدرة الطالب العماني على الإنجاز و تحقيق النجاح لذا يتم استبعاده .
ثانيًا:شبح الفشل الذي صنعه الوالدان و المعلم في نفس الطالب الأمرالذي يجعله ينأى بنفسه عن المواجهة والظهور
ثالثًا : وضع بعض من أولياء أمور الطالبات تحديدًا العراقيل البيروقراطية أمام مشاركتهن في الأنشطة و المسابقات التربوية خاصة تلك التي تتطلب منهم السفر و المشاركة خارج أسوار المدرسة .
4- مزاحمة الطلاب الوافدين للطلبة العمانيين في تحقيق المراكز المتقدمة في المحافل التربوية وحرمــانهم بالتالي من شرف الحصــول على جــوائز بلادهم الذين هم أولى بها من غيرهم !!! الأمــر الذي يؤدي بنا سنويًـــا إلى مزيدٍ من الإحباط ليكون بعده الإخفاق نتيجته الحتمية .. ألا يعلم من سمح بمساواة الطالب العمانـي بالوافد أنه يدّمر سنويّا عشرات الطلبة بل ربما مئات ممن كانوا يمنّوا النفس في اعتلاء تلك المِنصة !!!
همسة :
" لا يقول لي أحدهم ( لكل مجتهد نصيب ) ... فأقول لهم نعم و لكن ...
هذه الدولة قد قدمت لهؤلاء الطلبة التعليم المجاني -و هذا ما لا نجده في دول خليجية شقيقة - و هذا في نظري كـافٍ جدًا في المرحلة الحالية .. لكن إذا ما تعلق الموضوع بالمراكز و التكريم هنا يجب علينا أن نقف لنُعيد ترتيب الأوراق ..
و الآن وصلنــا إلى الغاية بعد أن وقفنا على المشكلة و أسبابــها بقي لنا أن ننـاقش الحـل و الذي من وجهة نظـري سيكون تطبيقه في الواقع حلا جذريًا لهذه المشكلة .....
- أن يتم تخصيص مــدارس خاصة بهذه الجنسيــة على غِرار المدرسة الهندية على أن تكون بالمجان و تُقـــدم على شكل مِنح من السلطنــة كتلك التي قُدمت لهم في الفترة الأخيرة , أو عن طريـــق تبرعات المانحين من تلك الدولــة و تُشرف على إداراتها سفارة هذه الدولة في السلطنة . على أن يتم التنسيــــق مع وزارة التعليم لتلك البلـــد فيما يتعلق بنظام التعليم و المناهج التي تُطبق , على أن يـــراعى في ذلك أن يكون طاقم العمل في هذه المدارس من الجنسيــــة نفسها يتولون إدارة شؤون مدارسهم و تدخل هذه المدارس في حكم المدارس الخاصة في الدولة من ناحية القوانيين و التشريعات المنظمة .و من ايجابيات هذا المقترح :
- أولاً : تخفيف العبء على المدارس الحكومية و تقليل الضغط على الصفوف الدراسية .
- ثانيًا : خلق بيئة تنافس جديدة للطلبة العمانيين في ظل وجود مستويات متقاربة .
- ثالثًا : تنمية روح الانتماء للوطن عندما يشعر الطالب أن بلاده تقدّر نجاحه و تفاخر به .
- رابعًا : توفير الكثير من الوقت و الجهد والمال على الطالب الوافد خصوصًا إذا ما قام بدراسة المنهج الخاص ببلاده .
- خامسًا : صقل و بروز العديد من المواهب الطلابية العمانية التي بقت حبيسة لسنوات .
- سادسًا : يكون هناك حفل خاص بهذه المدارس لتكريم المجيدين من أبناءها . مع دعوة ممثلين من السفارة .
في انتظار تعليقاتكم و مشاركاتكم القيمّة و شعارنا في ذلك " نلتقي لنرتقي ... نحو حوار هادف و بنّاء " .
تحياتي للجميع
*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) ..
