المشرف التربوي .....إلى أين ؟!

الصراع هو الصراع أيا كان أسلوبه أو شكله , الصراع الفكري أ والثقافي أو الإيديولوجي , وصراع الذكور والإناث, صراع من أجل البقاء . والحياة كلها صراع وقائمة على الصراع , حتى المؤسسات الخدمية والتربوية لا تخلو من الصراع على الرغم أنها من المفترض ألا يكون فيها أي صراع لوجود القوانين والأنظمة التي تحكمها وتنظمها , ولكن مع الأسف الصراع موجود سواء كان ظاهرا أم خفيا . هل الجدال الفكري صراع ؟ وهل الحوار لأجل الحوارصراع ؟ وهل النقاش لأجل النقاش صراع ؟ قد يتحول الحوار الى صراع والنقاش كذلك , خاصة في بعض لقاءاتنا التربوية التي تتفاوت فيها الآراء والأفكار ويتفاوت فيها المستوى الفكري والثقافي والخبرة وأسلوب الطرح و الأداء . ولكن , لماذا يتحول النقاش الى صراع ؟ هل لأجل البقاء أم لإثبات الوجود؟ وأي وجود ؟ وجود ذاتي أم وجود معرفي ثقافي وفكري . هل الحلقة النقاشية لآليات متابعة النظام والانضباط المدرسي خلال الفصل الدراسي الثاني والتي كانت بين المشرفين التربويين والإداريين حلقة صراع أم نقاش ؟ هي كانت حلقة نقاش , وقد كان النقاش جميلا وفكرته أجمل خاصة عندما يتعلق الأمر بتحليل الواقع التربوي منخلال الرؤية الفنية والإدارية وفي نقاش مشترك بغض النظر عن تعدد الآراء , وبغض النظر عن ارتفاع درجة حرارة القاعة أو انخفاضها , وبغض النظر عن اختلاف الفكر التربوي ما بين المشرف التربوي والإداري , وبغض النظر عن الاختلاف في الرؤية الفنية والإدارية حول الممارسات في الحقل التربوي , وبغض النظر عن الاتفاق أوالاختلاف حول الموضوعات المطروحة في ذلك اللقاء , فالمشرف التربوي يستهويه الطرح الفني ويستمتع به , والمشرف الإداري يستمتع بالطرح الإداري ويستهويه خاصة في ظلالتناغم بين الذكور والإناث وفي ظل مهارات وخبرات دفينة معتقة , وفي ظل لغات تعددتفي ذلك اللقاء لإيصال الفكرة , كلغة الحوار نفسها أو لغة الجسد أو حتى لغة العيون, وكل ذلك أيضا لم يخلو من الإحساس أو الشعور الجميل الذي يعتمد نجاحه أو فشله عند البعض هناك على المسافة أو زاوية النظر , وكل ذلك بلا شك ساهم في تقارب الأفكار حتى لو خرجت من ذلك اللقاء دونأن أفهم لغة الخطاب أو أية لغة أخرى من تلك اللغات المذكورة , فموضوع متابعة الانتظام والانضباط المدرسي أقرب للمشرف الإداري أكثر من المشرف التربوي من ناحية عملية حسب التوصيف ولكنها قد تكون تشاركية إذا أخذنا بالمبدأ القائل ( أ نا بتاع كله ) فيبدو أن المشرف التربوي أصبح ( بتاع كله ) لما يتميز به من سعة البال والنفس الطويل والقدرةعلى التحمل بغض النظر عما يقال هنا أو هناك , حتى لو خسر المشرف التربوي العلاقات الإنسانية بينه وبين المعلم ومدير المدرسة والمساعد وحتى أيضا لو خسر علاقته بحارس المدرسة المهم أن ينفذ التعليمات الإدارية ويرسل كشف الحضور والانصراف للجهة المعنية , ففكرة الانضباط والالتزام كلنا نسعى لتطبيقها على أنفسنا قبل غيرنا , ولغة المؤشرات على قولهم الآن هي الحكم الفاصل في كل ذلك بغض النظر عن أي اعتبارات أخرى إنسانية أو بيئية المهم أن تكون المؤشرات الرقمية مرتفعة وسترتفع لأن ارتفاعها هو الدليل الوحيد على حسن الأداء, حتى لو عجزنا فعليا عن معالجة الغياب بأنواعه فربما ذلك العجز يجعلنا نتجه لضبط الطالب دون المعلم لعل وعسى أن يرتفع المؤشر. الفكرة جميلة وتدل على فكر تربوي وإداري عميق منقبل المعنيين حتى لو كان الصف بدون معلم أو معلمة , وحتى لو كانت المدرسة بدونمدير أو مديرة أو حتى مساعد مدير أومساعدة , وحتى لو ارتفعت درجة الحرارة داخل الصف الدراسي أو خارجه المهم الضبط والانضباط وارتفاع المؤشر , وحتى لو أغمي على تلاميذ الحلقة الأولى بسبب الرطوبة وارتفاع درجة الحرارة المهم أن يرتفع المؤشر وهكذا ....وعلى كل انتهى ذلك اللقاء بتشكيل لجان للمتابعة حسب قناعة البعض بلا نقاش وبلا حوار وبلا صراع إيذانا بانتهاء العام الدراسي ، فهل انتهى العام الدراسي فعلا ؟!!!!!

*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) ..