حفاة الأقدام...شتات /فتاة المطر(الجزء الاول)

كنا نسير حفاة الأقدام ..
حينما كانت الرياح تصفر في آذاننا ..
والطيور تصفق بأجنحتها فوق رؤوسنا..
والغيوم تكسو السماء...كنا ننشد موالا ونصعد جبلا وننزل سهلا وأقدامنا تتفجر دما والتقرحات فيها تزداد نزفا ولم نكن نبالي..
نسينا الألم..
سرنا نسابق الرياح ..
فكنا نسبقها تارة..وتارة تعيدنا إلى الوراء لتتقدم هي بكبرياء.. ..
غرقنا في أعماق الرياح ... كل منا يسبح في ما وراء هذه الجبال...وإذا بقطرات المطر تتساقط على وجوهنا الحريرية ..
.صرخنا حينما وصلنا قمة الجبل الذي انهينا فيه رحلة التوغل... وقفنا صفا واحدا..لنردد أنشودة المطر...
ولكن غضب الرفاق فتوقفوا ..تقدم أحدهم وصرخ مزمجرا...
مابك أيها الجبان...لم لا تواجهنا...لم تقول ما نقول !! مالك تقلد أصواتنا!!.
.
أنفجرنا عليه ضاحكين....
كفاك جنونا؛ إن صدى صوتنا يداعبنا...
فتح عينيه على إتساعهما واستلقى على ظهره ضاحكا....فتبعنا كلنا ...
والصدى لا يزال يضحك بقوة كما نضحك فكأننا نشاهد فيلما كوميديا ...
.
يا لجنونا يا رفاق...يبدو أن التعب يجثو فوق صدورنا
قلت لهم : فلنسترح قليلا ....
فلنتوسد الحجارة...
وستدثرنا السماء بغيومها...
..
قضى علينا التعب فنمنا جميعا ..
ولا تزال قطرات المطر تتساقط على وجوهنا..
ونسيم الصيف يهب على أجسادنا فيقلبنا ذات اليمين وذات الشمال...
..
لم نكن نشعر بشيء سوى بالأحلام الوردية التي كانت تروادنا في كل رحلة ...
يتبع الجزء 2


*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) ..