،،، [ قل لـــي لماذا لم تحج]،،،،
_ في مثل هذه الأيام من كل عام يستعد المسلمون من جميع أنحاء العالم لأداء الحج ... في أشهر الحج وهي شوال – ذو القعدة – 10 ذو الحجة .
-والمسلم ينتقل من عبادة إلى أخرى ومن طاعة إلى أخرى ليزيد رصيده عند الله تعالى فهو ينتقل من جهاد إلى جهاد فهو في جهاد دائم : في جهاد مع الشيطان حيث يوسوس له ويثنيه عن العبادة، ومع النفس الأمارة بالسوء،ومع اليهود والمنافقين وأعداء الدين.
ولن يستطيع المسلم الانتصار إلا بالإيمان والتقوى ( ومن يعتصم بالله فقد هدى إلى صراط مستقيم)
والحج ركن من أركان الإسلام وليس أمرا عاديا... ففي تركه بلا سبب ترك لركن عظيم وهدم للدين (بني الإسلام على خمس....) مثل الصلاة والصوم والزكاة وهو فرض مرة واحدة في العمر ومن زاد فتطوع.
ولا ينبغي لمسلم فرضت عليه فريضة واجبة مرة واحدة في العمر أن يتركها
ويؤخرها.
وهي فرض على كل مسلم بالغ عاقل حر مستطيع مرة واحدة.
”ولله على الناس حج البيت لمن استطاع إليه سبيلا“
والمسلم المستطيع الذي لم يحج قد
جهل أمرين:
1-التحذير من ترك الحج وهو مستطيع لما في ذلك من الإثم
العظيم لترك فرض وهو قادر فكيف يلقي الله تعالى وهو لم يحج
- عن سعيد بن جبير وآخرون ( لو علمت رجلا غنيا وجب عليه
الحج ثم مات قبل أن يحج ما صليت عليه )
-ويعظهم كان له جار موسر فمات قبل أن يحج فلم يصل عليه
حديث قدسي(إن عبدا أصحت له جسمه ووسعت له في معيشته تمضي عليه خمسة أعوام لا يفد إلى لمحروم).
وعن عمر بن الحطاب رضي الله عنه (لقد هممت أن أكتب إلى الأمصار بضرب الجزية على من لم يحج ممن يستطيع إليه سبيلا .... ما هم بمسلمين ما هم بمسلمين)
علي رضي الله عنه ( من ملك زادا وراحلة تبلغه إلى بيت الله الحرام ولم يجح فلا عليه أن يموت يهوديا أو نصرانيا )
2- الأجر العظيم والثواب الكبير والحسنات التي فاتته من ترك هذه الشعيرة التي لو فعلها لشعر براحة عظيمة وتقوى وقرب من الله تعالى
ومحو السيئات كلها ...وإجابة الدعاء
وفي الحديث الصحيح(العمرة إلى العمرة كفارة لما بينها،والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة)
وفي حديث آخر( من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه) أي نقيا مطهرا من الذنوب والمعاصي
وعنه صلى الله عليه وسلم أنه( سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي العمل أفضل قال: إيمان بالله ورسوله قيل ثم أي قال الجهاد في سبيل قيل ثم أي قال حج مبرور)
ثم إن الرجل أو المرأة التي لم تحج لا تعلم متى الأجل ، ولا تعلم
ما سيعرض لها ... والحج الآن ميسر ومسهل ومدته قصيرة ...
حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم( تعجلوا بالحج فإن أحدكم لا يدري ما يعرض له)
المال: قد ينقص
الصحة:لن تبقى
القدرة:قد لا نستيطع ويعرض لنا عارض
المحرم:قد لا يتوفر
(وما تري نفس ماذا ستكسب غدا....)
*فكيف تلقي المرآة ربها لو ماتت وهي قادرةعلى الحج وأعطاها الله الصحة والمال والمحرم والاستطاعة ثم لم تحج....؟
*وهناك أناس يبكون ويتمنون الحج ، وآخرون يجمعون المال سنوات طويلة ليحجوا...
-آداب قبل الحج:
1)الإخلاص
2) النفقة من مال حلال
3) رد المظالم
4) العزم على التحلي بالأخلاق الحسنة
وصون اللسان.
5) كتابة الوصية
6) عدم تضييع الحاج لوقته فيما لا ينفع
لشرف الزمان والمكان.
7) سؤال أهل الذكر لكل ما يشكل عليه
8) أن يستغل جميع المواقف في الحج
بالدعاء والذكر وقراءة القرآن ومنها
يوم عرفة.
-خصائص البيت الحرام:
1- الصلاة فيه بمئة ألف صلاة.
2-أفضل بقاع الأرض، وقبلة المسلمين أحياءا وأمواتا.
3- قصده يكفر الذنوب والآثام.
- فضائل الحج:
1- إبعاد الفقر وتكفير الذنوب لقوله صلى الله عليه وسلم:"تابعوا بين الحج والعمرة، فإن المتابعة بينهما تنفي الفقر والذنوب ، كما ينفي الكير خبث الحديد"
2- أنه يعدل الجهاد في سبيل الله ، خاصة للنساء والضعفة.
الحج المبرور جزاءه الجنة وهو المقبول الذي لا يخالطه معصية بأن يأتي الحاج بالواجبات والمستحبات ويترك المحرمات والمكروهات، وأن يرجع زاهد في الدنيا راغبا في الآخرة.
1- فضل التلبية: " ما من مسلم يلبي إلا لبى عن يمينه وشماله من حجر أو شجر أو مدر"
2- مسح الحجر الأسود يحط الخطايا ، ويشهد له يوم القيامة.
يوم عرفة: "ما من يوم يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة فيقول : ما أراد هؤلاء"
-هارون الرشيد يغزو عام ويحج عام.
-بعض الصالحين يتحسر إذا فاته الحج.
المقصود من تشريع الحج والعمرة إقامة ذكر الله تعالى في تلك البقاع التى عظمها الله وجعل زيارتها على الوجه الذي شرعه هو تعظيم حرماته وشعائر دينه.
وذلك خير لصاحبه في الدنيا والآخرة وأمارة على تقوى القلوب.
فقد قال صلى الله عليه وسلم:" ما ترفع إبل الحاج رجلا ولا تضع يدا إلا كتب الله له به حسنة أومحا عنه سيئة"
-المنافع:
-اجتماع عام للمسلمين يلتقون فيه من أقطار شتى في زمان ومكان واحد.
-فيه التآلف والتعارف والتفاهم مما يجعل المسلمين أمة واحدة، تقوي أواصر المودة والإخاء.
-إزالة الفوارق بين المسلمين وبيان أنهم أمة واحدة لا فضل لعربيهم على عجميهم ، ولا لأبيض على أسود ولا لغني على فقير حينما يحرمون بنسك واحد وفي لبس واحد ويتوجهون إلى بيت واحد ويسيرون وينزلون في المشاعر بوقت واحد.
-تعويد المسلم على التواضع والبساطة في الملبس والمأكل وتجنبه عيشة الترف والتنعم ولذلك منع المحرمات من مباحات كان يتمتع بها مثل :لبس المخيط ، التطيب، تغطية الرأس .
-تذكر الموقف والحشر يوم القيامة والعظة والاعتبار ، فإن المسلم إذا رأى اجتماع الناس وتزاحمهم في المشاعر على اختلاف ألسنتهم وألوانهم وأحوالهم ، الركبان والمشاة والصغار والكبار الأقوياء والضعفاء ، فإنه يتذكر المحشر الذي يجتمع فيه الأولون والآخرون على اختلافهم
-فملابس الإحرام تذكره بخروجه من الدنيا وهو لا يملك سوى الكفن الأبيض وعمله الصالح.
-وطوافه بالكعبة يذكره بأول بيت وضع للناس ليكون علما للتوحيد وراية وقبلة للمسلمين.
-والسعي يذكر بالتوكل على الله والجد والنشاط.
-بهكذا يتجدد الإيمان عند أداء هذه المناسك ويزداد رسوخ العقيدة، والحاج يكون في ضيافة الرحمن،فهذه فرصة آن وقتها فأجيبوها.
كذلك تشمل أنواعا من التقرب لله تعالى بالتذلل والخضوع والخشوع وبذل النفس والنفيس من النفقات.
وتحمل الأسفار والمشاق والأخطار ومفارقة الأهل والأوطان كل ذلك طاعة لله تعالى وشوقا ومحبة له وتقربا إليه في قصد الكعبة والبقاع المقدسة.
-الحج من أنواع التربية العملية على طاعة الله والإخلاص والعبودية له سبحانه.
-ترك الطيب في فترة الحج ولبس لباس الإحرام هذا كله يذكر الإنسان بكفنه الذي يخرج منه من الدنيا.
-وحتى يعرف الإنسان أن الدنيا لا تستحق منه كل هذا الحرص والتعب من أجلها والركض وراءها، فليس له مما يحرص عليها سوى الكفن.
وفي وقوفه بعرفة وقد ازدحم الناس بأصواتهم بالدعاء بمختلف اللغات يذكره بموقف القيامة.
يعرف الإنسان الغاية التى من أجلها خلق وبالتالي تموت فيه أواصر الغرور والكبرياء.
فليتدارك الإنسان نفسه إذا كان مستطيع .
رب واقف بعرفة لن يقف بعدها ، ورب حاج يأتي عليه يوم وهو تحت التراب.
فحاولوا انتهاز الفرص.
فيوم القيامة سيندم الإنسان فالمحسن يندم ألا يكون ازداد ، والمسيء يندم على إساءته ، الكل سيندم ويتمنى الرجعة لعمل الصالحات.