-
من ننتخب؟
من ننتخب؟
عاصم الشيدي – عُمان
تتجه بوصلة الحوار هذه الأيام وفي الأيام والأسابيع القادمة صوب الحديث عن انتخابات اعضاء مجلس الشورى المرتقبة، وبالتحديد حول من هو المرشح الذي علينا أن نقف إلى جانبه ونشد من أزره ونعتبره المرشح المناسب للمرحلة الحالية.
وبعيدا عن الدعايا الانتخابية التي بدأ المترشحون في بثها عبر وسائلهم المختلفة علينا أن ننتبه إلى الكثير من النقاط..
الدعايا الانتخابية أمر مشروع جدا بل ضرورة ولكن وعينا بأهمية مجلس الشورى في المرحلة الحالية والقادمة يستوجب منا أن نعي أن هذه المرحلة لا تحتاج إلى المواصفات التقليدية والتي كانت، ولا تزال غالبا، تسيطر عليها التوجهات والتحالفات القبلية وتوجهها وتديرها أيضا القوة المالية.
المرحلة القادمة إذا أردنا من المجلس أن يكون معبرا عن آراء الشعب ونائبا عنهم ومشاركا في صنع التشريعات والقوانين فلا بد أن نشتغل على الجودة، جودة المترشح وخبرته النظرية والعملية ونترك الجوانب القبلية والقدرات المالية.
الشهادة العلمية ليست وحدها المعيار وإن كانت ضرورية ولكن من الضروري أن يكون المترشح منغمسا في قضايا المجتمع وواعيا باحتياجاتهم وكذلك واعيا بماهية الحياة البرلمانية.
وفي اعتقادي أن التوعية الإعلامية في هذا الجانب لم تصل إلى الحد المطلوب حتى الآن في مقابل ما يقوم به المترشح من جهود لإقناع الناس واستمالتهم.
لا خلاف أن من حق كل مترشح أن يشتغل كما قلنا على الدعايا الانتخابية وفق ما حدده القانون ولكن الأسس الحقيقية في الوعي العام غير متوفرة وهي في حاجة إلى وقفة مجتمعية شاملة يشترك فيها الجميع.
وزارة الداخلية وحدها لن تستطيع ولا الإعلام وحده ولكن كل المجتمع لا بد أن يتضافر من أجل تحقيق هذا الهدف الذي نسعى إليه. لكن المجتمع أيضا اكتسب خبرة طويلة في هذا الجانب وعرف حقيقة الوعود التي لا يستطيع تحقيقها المرشح لا لشيء إلا لأنها لا يملكها وليست من صميم عمله البرلماني.
وعرف الجميع أن الصوت العالي ليس دائما هو صوت الحقيقة ولكن التعقل والنقاش الهادئ المدعم بالحقائق والعارف بسيرورة الأمور هو المعول عليه دائما في البناء، وخاصة في العمل البرلماني. هذه المرحلة من مراحل مجلس الشورى مرحلة مهمة وعُمان تخطو فيها نحو مستقبل أكثر إشراقا ولذلك فإننا نتطلع من المجتمع أن يكون أكثر وعيا وأكثر جدية وهو يتعامل مع الانتخابات الحالية.
نستطيع أن نعرف جودة المترشح من خلال محددات شخصية ومحددات علمية ومحددات مجتمعية وكل ذلك كفيل أن يوصلنا إلى الاختيار الصحيح في ظل أعداد كبيرة رشحت نفسها بينها بكل تأكيد أعداد تستحق ثقتنا جميعا.