أ رأيت أمي يا خالة ؟

- أرأيت أمي يا خالة ؟ ، يسألني وهو يمسك بتلابيب ثوبي ، ويلتفت يمنة ويسرة متطلعا بعينيه باحثا عنها ، تواضعت قامتي وانحنت لتجد من شرود عينيه ما يملأ به جزء من فراغ ينهشني من الداخل .
- صغيري ، أنا لا أعرف أمك ؟
- إنها تشبهك ، وترتدي مثل ثوبك .
- ولكن يا صغيري ما كل تشابه متشابه ! تملك اكيد شيئاً مختلفاً ، ما اسمها ؟
- وطن .
صمتُ قليلاً فقد كان الاسم أيضاً بداخلي ، أعادني إلى الواقع وهو يشدني من ثوبي
- انظر إنها موجودة في كل شيء حولك السماء ، الأرض ، الشجر ، وهي أيضاً في عينيك شاخصة تبتسم .
- وهل يمكنني أن أراها أيضاً في عينيكِ ؟
- تلفتْ انظر إلى كل من حولك وشوف تراها ، صغيري أمك هي أمي والأم أبدا لا تضيع ولا تغيب .
- ومتى ستعود ؟
- متى ما أردنا لها العودة .
- أريد عودتها .
- وأنا أيضاً
- وإن لم تعد فسأعلم أنكِ كنتِ تكذبين عليّ ، صمت قليلاً ثم قال :
- يا خالة أريد أن أراها مرة أخرى في عينيكِ .
- ضممتُ يده الصغيرة بيدي وسرنا معاً ، وما زلنا نسير ، وما عيينا من المسير ، فحتماً أمي وأمه في نهاية الطريق نجدها تصنع خبزاً وتسقي زهراً .


*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) ..