-
ما تكرره الحروف ..
رغم أن المكان يحمل ملامح تاريخية تُجسد إحدى تلك الحقب السحيقة إلا أنه لا يتعدى كونه مسكن لأحد المهووسين بالقدم في حلة الحداثة وكأنه يُريد بذلك خلق رابط دموي بينهما وإذابة أحدهما في الآخر ، وهل في التستر حلة للتعري ؟
عُرف عن العم صالح ذلك وبالرغم من سني عمره القليلة إذ تجاوز عقده الرابع إلا أنه يحمل من المعارف وكنوزها ما ينوء عن حمله ممن يتخطونه عمراً .
وللعم صالح جو من الغرابة انعكس على سائر مسكنه وبالرغم من هذه الأجواء التي تبث نوعاً من الفزع في نفوس الزائرين إلا أنها كانت موطناً لزهرة يضوع عبيرها ليمنح المكان نوره الذي يفقده ، وكزهرة برية في دغل موحش تنبت قدس ابنة العم صالح .
والمتجول في ملامحها يجد من الهبة الربانية ما تلذ به عيناه إلا أنه يصطدم بشيء أعلى جبينها الأيسر فيرتد طرفه ، جرح خلفته ما تُسميه الإنسانية جمعاء سلاما !
كانت في الخامسة من عمرها ، عندما خبُرتْ كغيرها ممن يحملون الهوية ذاتها " الطفولة المعذبة " العذاب الدموي فنالت جراء ذلك قبور ثلاث منها أمها وأخويها وبرحيلهم فقدت نفسها وما يُذكرها بوفاتها ذلك الجرح بالرغم عروق الحياة التي يضج بها جسدها ، وليستْ الحياة في الراحلين حياة !
*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) ..